خسائر حوثية في مأرب وتعز... وخروق مستمرة للهدنة الأممية في الحديدة

TT
20

خسائر حوثية في مأرب وتعز... وخروق مستمرة للهدنة الأممية في الحديدة

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية الموالية لإيران تكبدت أمس (الثلاثاء) خسائر بشرية ومادية في معارك دارت في محافظتي مأرب وتعز، بالتزامن مع استمرار الجماعة في التصعيد من خروقها للهدنة الأممية الهشة في محافظة الحديدة الساحلية.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن قوات الجيش والمقاومة وبإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، تمكنت من تكبيد الميليشيا الحوثية الانقلابية، المدعومة من إيران، خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، في جبهات القتال غرب مأرب.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها إن قوات الجيش في جبهات مدغل، والمخدرة وصرواح، غرب مأرب، واصلت، الثلاثاء، تنفيذها العمليات النوعية ضد الميليشيا الحوثية المتمردة، تزامناً مع غارات دقيقة لمقاتلات التحالف.
وأوضح المصدر أن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا، وتدمير آليات عسكرية مختلفة، بغارات جوية، وضربات لمدفعية الجيش.
وجاءت هذه الخسائر الحوثية في وقت تلقت فيه خلال الأيام الماضية ضربات موجعة في جبهات عدة، ولا سيما مأرب والجوف ونهم وتعز، بحسب المصادر العسكرية الرسمية للجيش اليمني.
في السياق نفسه، أبلغت مصادر محلية في محافظة مأرب عن إصابة 4 مدنيين جراء استهدافهم بطائرة حوثية مفخخة من دون طيار، مساء الاثنين الماضي؛ حيث أوضحت المصادر أن الجماعة استهدفت منطقة آهلة بالسكان في مديرية مدغل، شمال غربي المحافظة.
وفي سياق ميداني متصل، ذكرت مصادر الإعلام العسكري للجيش اليمني أن عدداً من عناصر الميليشيات قتلوا أمس (الثلاثاء) في مواجهات مع قوات الجيش في جبهة الشقب، شرق مديرية صبر الموادم بتعز.
وبحسب المصادر، فإن المواجهات اندلعت في هذه الجبهة إثر هجوم للميليشيات الحوثية على مواقع الجيش استخدمت خلاله الجماعة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، إلا أن قوات الجيش صدت الهجوم وكبدت الميليشيات عشرات القتلى والجرحى.
وفي سياق الخروق الحوثية للهدنة الأممية في محافظة الحديدة (غرب)، أفاد الإعلام العسكري بأن الميليشيات شنت عمليات استهداف للقرى السكنية ومنازل المواطنين في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة الحكومية: «إن الميليشيات الحوثية استهدفت القرى السكنية بقذائف الهاون الثقيلة، كما فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على منازل المواطنين بصورة عشوائية ضمن مسلسل خروق الجماعة اليومي للهدنة الأممية في الحديدة».
وكان المركز نفسه أفاد يوم الاثنين بأن الميليشيات الحوثية ارتكبت 84 خرقاً للهدنة الأممية في الحديدة خلال 8 ساعات فقط، وأنها شملت أعمالاً عسكرية عدائية ضد المدنيين، تمثلت بعمليات قصف على الأحياء والقرى السكنية بقذائف الهاون الثقيلة وقذائف «آر بي جي» وقذائف «B 10» وعمليات استهداف بالعيارات الرشاشة والقناصة المتوسطة.
وأشار المصدر إلى أن الخروق الحوثية طالت مديريتي حيس والدريهمي ومناطق الجبلية والفازة والجاح التابعة لمديرية التحيتا، ومناطق متفرقة شرق مدينة الحديدة.
وعلى وقع هذه الخروق المستمرة، أفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة بأن بعثة الأمم المتحدة الخاصة بالحديدة تحاول أن تحيي الاتفاقات السابقة بخصوص إعادة الانتشار ومراقبة وقف إطلاق النار.
وذكر المركز أن نائب رئيس البعثة الأممية وصل الاثنين إلى مدينة عدن للقاء الفريق الحكومي الذي أعلن قبل أشهر انسحابه من المشاركة ضمن اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار، على خلفية قنص الجماعة ضابط ارتباط حكومياً في إحدى نقاط المراقبة بمحيط مدينة الحديدة.
ويعد المسعى الأممي للقاء الفريق الحكومي هو الأول من نوعه منذ توقف آلية نقاط المراقبة ومقتل ضابط الارتباط في الفريق الحكومي العقيد محمد الصليحي.
وكانت الميليشيات الحوثية صعدت في الشهرين الماضيين من أعمالها العدائية في الحديدة، واستقدمت تعزيزات وآليات ضمن مساعيها لنسف التهدئة والانقلاب على «اتفاق ستوكهولم».


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.