رسائل «جس نبض» صينية للإدارة الأميركية الجديدة

بكين قاطرة للانتعاش الاقتصادي العالمي

تظهر مؤشرات أن الصين بدأت مبكراً في بث رسائل تخاطب الإدارة الأميركية المنتخبة لإعادة ترميم العلاقات (إ.ب.أ)
تظهر مؤشرات أن الصين بدأت مبكراً في بث رسائل تخاطب الإدارة الأميركية المنتخبة لإعادة ترميم العلاقات (إ.ب.أ)
TT

رسائل «جس نبض» صينية للإدارة الأميركية الجديدة

تظهر مؤشرات أن الصين بدأت مبكراً في بث رسائل تخاطب الإدارة الأميركية المنتخبة لإعادة ترميم العلاقات (إ.ب.أ)
تظهر مؤشرات أن الصين بدأت مبكراً في بث رسائل تخاطب الإدارة الأميركية المنتخبة لإعادة ترميم العلاقات (إ.ب.أ)

فيما ترسل بكين رسائل غير مباشرة للإدارة الأميركية الجديدة من أجل تغيير شكل العلاقات الحالية، لا سيما التجارية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، الاثنين، إن بلاده ستدفع بعزم الاقتصاد العالمي المنفتح، وتضخ المزيد من الطاقة الإيجابية للانتعاش الاقتصادي العالمي.
وجاء ذلك تعليقا على إصدار المصلحة الصينية للإحصاء ووزارة التجارة والمصلحة العامة للجمارك بيانات أظهرت أن الاقتصاد الصيني ينتعش بشكل مستقر. وأضاف وانغ أن الوقاية من وباء فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19) والسيطرة عليه حقق نتائج استراتيجية مهمة، وانتعش معه الأداء الاقتصادي والاجتماعي في الصين بشكل مستقر، مشيرا إلى أن صندوق النقد الدولي وغيره من الهيئات الدولية تتوقع أن الصين ستكون كيانا اقتصاديا رئيسيا يحافظ على النمو الإيجابي هذا العام.
ومن جهة أخرى، أبدت وسائل الإعلام الحكومية الصينية نبرة متفائلة الاثنين في افتتاحياتها ردا على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، قائلة إنه يمكن إعادة العلاقات إلى وضع يمكن التنبؤ فيه بمستقبلها بشكل أكبر وقد يبدأ ذلك بالتجارة.
ورغم اعتراف صحيفة «غلوبال تايمز» المدعومة من الدولة بأنه من غير المحتمل أن تخفف الولايات المتحدة الضغط على الصين بشأن قضايا مثل شينغيانغ وهونغ كونغ، قالت إن على بكين العمل على التواصل مع فريق بايدن بشكل شامل بقدر ما تستطيع.
وقالت إن إدارة الرئيس دونالد ترمب أثارت عن عمد توترات في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ولا سيما بعد تبني استراتيجية خلال حملته للضغط على الصين والتي أدت إلى حدوث «فقاعات» في السياسة الأميركية الصينية.
وقالت: «نعتقد أنه من الممكن تفجير تلك الفقاعات. من مصلحة الشعبين في كل من البلدين ومصلحة المجتمع الدولي أن تصبح العلاقات الصينية الأميركية سهلة ويمكن السيطرة عليها».
وقالت صحيفة «تشاينا ديلي» في افتتاحية منفصلة، إن من «الواضح» أن تحسين العلاقات مع الصين يمكن أن يبدأ من التجارة، وأن استئناف المحادثات التجارية أمر بالغ الأهمية لاستعادة بعض التفاهم والثقة بين الصين والولايات المتحدة.
وتصاعدت حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم خلال العام الماضي مما أدى إلى زعزعة سلاسل التوريد التكنولوجي والعلاقات التجارية وإثارة مخاوف من احتمال اندلاع حرب مالية بين البلدين.
ومن جهة أخرى، سلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الضوء على توقعات مستشاري حكومة الصين والمحللين فيما يخص العلاقات بين بكين وواشنطن تحت قيادة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
واستشهدت الصحيفة في تقريرها بتصريحات لمستشاري الحكومة الصينية دارت حول توقع بكين لعلاقات أقل اضطرابا وتقلبا مع واشنطن في عهد بايدن، بجانب عدم الاعتقاد بأن الإدارة الأميركية الجديدة ستحيد بشكل كبير عن نهجها المتشدد الذي اتبعه الرئيس دونالد ترمب.
وذكرت الصحيفة أيضا أن وزارة الخارجية الصينية والرئيس الصيني شي جينبينغ لم يعلقا علنا حتى صباح الاثنين على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبدلاً من ذلك، ركزت وسائل الإعلام الحكومية الصينية على مدى الانقسام الذي تبدو عليه الولايات المتحدة وعدم رغبة ترمب في التنازل رسميا.
وفي هذا الإطار، استشهدت الصحيفة البريطانية بتغريدة كتبها هو شيغين محرر صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية القومية بعد تأكيد فوز بايدن، قال فيها إن «مصير الديمقراطية الأميركية في يد ترمب. إذا رفض هذه النتيجة... فسيكون لذلك تأثير بعيد المدى».
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن بعض وسائل الإعلام الحكومية في الصين أعربت عن تفاؤل مشوب بالحذر حيال إمكانية إصلاح العلاقات المتوترة بين أكبر اقتصادين في العالم، غير أن معظم مستشاري بكين يعتقدون بأنه لا يمكن تبديد التوترات، التي أوصلت العلاقات الصينية - الأميركية إلى أدنى مستوياتها منذ 40 عاما، على نحو سريع.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.