نجحت حكاية «لازم أعيش» ضمن أحداث المسلسل المصري «إلا أنا» والمكونة من 10 حلقات، في جذب انتباه الجمهور بعد تسليطها الضوء على معاناة مرضى البهاق في مصر وتعرضهم لوصمة مجتمعية وتنمر البعض عليهم. ووفق نقاد مصريين، فإن مؤلفة «لازم أعيش» نجلاء الحديني، نجحت في توصيل أزمة بطلته بشكل صريح وقوي التي تعبّر عن معاناة كثيرين من المصابين بـ«البهاق».
تدور أحداث العمل عن «نور» التي تجسدها الممثلة الشابة جميلة عوض، وهي فتاة أُصيبت في صغرها بمرض البهاق، وهو نوع من الأمراض المناعية غير المُعدية يتسبب في إصابة صاحبه بتصبغات وبقع جلدية يستحيل معها توحيد لون البشرة، وبسبب هذا المرض تعاني نور في صغرها من تنمر زميلاتها عليها في المدرسة، ولا تجد والدتها أي حل سوى وضع مساحيق التجميل على وجهها ويديها لتخفي آثار البقع، ولكن تبدأ المشكلة في التفاقم بسبب إخفائها الخبر عن خطيبها الذي يتركها عند معرفته بمرضها وتقرر بعدها الخضوع للعلاج.
ويشارك في بطولة هذه الحكاية نجلاء بدر وباسم مغنية وسلوى محمد علي وأحمد خالد صالح ومن تأليف نجلاء الحديني وإخراج مريم أحمدي.
الفنانة سلوى محمد علي، التي جسّدت شخصية والدة خطيب البطلة والمتسببة في معرفة نجلها بإصابة خطيبته بهذا المرض، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا العمل نجح بقوة في كسب تعاطف الجمهور قبل إعجابهم، لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها أنه لا يوجد منّا مَن لم يتعرض للتنمر في حياته لأسباب خارجة عن إرادته، فما بالك لو كان التنمر على مرض لم يختر صاحبه الإصابة به! لذلك شعر المتفرجون بالتعاطف تجاه (نور) وبرغبة في معرفة ما الذي سيحدث لها في مستقبلها وكيف ستواجه قسوة المجتمع، وكان ذلك كفيلاً بنجاح العمل».
وتضيف أن «الدراما المصرية لم يسبق لها التعرض أبداً لأزمة مرضى البهاق والمشكلات النفسية والاجتماعية التي يتعرضون لها في حياتهم»، مؤكدة أن «حلقات المسلسل العشر جعلت أحداثه مركّزة وإيقاعه سريعاً، ما جعل المشاهد مهتماً بمعرفة باقي الأحداث التي تبتعد عن المط والتطويل».
ورغم أن الدراما المصرية لم تناقش قضية مرضى البهاق من قبل، فإنها قدمت أعمالاً عن أمراض أخرى على غرار السرطان عبر مسلسل «حلاوة الدنيا» عام 2019 الذي قامت ببطولته هند صبري وظافر العابدين، ومسلسلات أخرى ناقشت خطورة المرض النفسي ومعاناة أصحابه ومنها «حكاية حياة» عام 2013 بطولة غادة عبد الرازق، و«علامة استفهام» بطولة محمد رجب عام 2019، و«سقوط حر» بطولة نيللي كريم عام 2016.
وتُرجع الناقدة ماجدة موريس، سبب تفاعل الجمهور مع حكاية «لازم أعيش» إلى نجاح المؤلفة في اللعب على وتر السلوك الاجتماعي تجاه المريض الذي ليست له حيلة فيه، وتنمر المجتمع وتغير مفاهيمه وسلوكياته التي أصبحت فئات كثيرة تشتكي من قسوتها، مؤكدة أن «مؤلفة العمل تعمدت معالجة أزمة تنمر المجتمع على كثير من الفئات وليس التعرض بالتحديد لأزمة مرضى البهاق».
وقد أُصيب بالبهاق عدد من المشاهير في مصر، في مقدمتهم المطرب المصري رامي جمال الذي وجد دعماً قوياً من زملائه الفنانين، بالإضافة إلى خبيرة التجميل لوجينا صلاح، وعارض الأزياء محمد حسن، ومن المشاهير العالميين ستيف مارتن ومايكل جاكسون وجون هام وعارضة الأزياء ويني هارلو، وغيرهم.
مسلسل مصري يسلّط الضوء على معاناة مرضى البهاق
نقاد أشادوا بنجاحه في معالجة تنمر المجتمع ضدهم
مسلسل مصري يسلّط الضوء على معاناة مرضى البهاق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة