مسؤولون فلسطينيون يتهمون «حماس غزة» بتعطيل عجلة الانتخابات

الرجوب والعاروري يردان: نعمل على بناء شراكة وطنية

يحملون شموعاً في غزة دعماً للأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام (إ.ب.أ)
يحملون شموعاً في غزة دعماً للأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام (إ.ب.أ)
TT

مسؤولون فلسطينيون يتهمون «حماس غزة» بتعطيل عجلة الانتخابات

يحملون شموعاً في غزة دعماً للأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام (إ.ب.أ)
يحملون شموعاً في غزة دعماً للأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام (إ.ب.أ)

قال مسؤول فلسطيني إنه توجد مشكلة داخلية لدى حركة «حماس» في إتمام عملية المصالحة الداخلية، مؤكداً أن الحركة لم ترد رسمياً حتى الآن على اقتراح إجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية.
وأعرب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صالح رأفت، عن أمله بأن توافق حركة «حماس» على إجراء الانتخابات العامة، حتى يتم إصدار مرسوم رئاسي لتحديد موعدها في قطاع غزة والضفة بما فيها القدس الشرقية. وقال في تصريح بثته الوكالة الرسمية، إن «حركة (حماس) لديها مطالب جديدة بشأن موضوع المصالحة والانتخابات، وموضوع الموظفين الذي تعمل عليه الحكومة بشكل متساوٍ ما بين الضفة وغزة». وأضاف: «من الواضح وجود مشكلة داخلية لدى حركة (حماس) حول موضوع المصالحة والانتخابات».
يفسر حديث رأفت سبب تأخير إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً، بعد إعلان حركتي «فتح» و«حماس» وبقية الفصائل موافقتهم على إجراء هذه الانتخابات. وكانت «فتح» قد اتفقت مع «حماس» في إسطنبول الشهر الماضي على إجراء انتخابات متدرجة، تبدأ بالتشريعية ثم الرئاسية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، في غضون 6 أشهر، ثم أقرت قيادة الحركتين الاتفاق على أن يجري اتفاق أوسع مع الفصائل الفلسطينية من أجل إصدار مرسوم الانتخابات، يتلوه حوار وطني شامل لمناقشة «آليات وقانون ومرجعية الانتخابات».
وأجرت الحركتان لقاءات مع الفصائل الفلسطينية من أجل اتفاق عام يتضمن موافقات مكتوبة من الفصائل للرئيس محمود عباس، قبل إصداره المرسوم الانتخابي. ويتضح من حديث رأفت ومسؤولين في رام الله، أن «حماس» لم تسلم ردها المكتوب بعد. وأكدت حركة «فتح» أن الكرة فعلاً الآن في ملعب حركة «حماس».
وقال عضو اللجنة المركزية للحركة، روحي فتوح: «نحن في اللجنة المركزية وافقنا بالإجماع على تفاهمات إسطنبول، وما زلنا ننتظر موافقة المكتب السياسي لـ(حماس)، وأن يخاطب الرئيس محمود عباس لإصدار مراسيم من قبله بإجراء الانتخابات». وأضاف فتوح، في حديث لتلفزيون فلسطين: «حتى الآن ما زال أمامنا أمل في أن يتم إنجاز ما تم التوافق عليه مع الإخوة في (حماس)، وجميع الفصائل باركت هذه التفاهمات في دمشق ورام الله».
وتابع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»: «الجميع وافق على أن يشارك في الانتخابات التشريعية، وأن من لا يوافق لن يضع العراقيل، في حين يشارك الجميع في الانتخابات الخاصة بالمجلس الوطني، ونحن وافقنا على التفاهمات بشكل رسمي، وننتظر جواباً صريحاً من الإخوة في حركة (حماس)». وتابع بأن «أي قضايا عالقة يجري حلها بعد الانتخابات في حال إجرائها، ونحن في (فتح) عملنا واجبنا بالاتجاه الصحيح فيما جرى الاتفاق عليه باجتماع الفصائل، وذهبنا للإخوة المصريين، وذهبنا لدمشق، ووضعنا الجميع في الصورة فيما يتعلق بمخرجات الأمناء العامين، ونحن اليوم ننتظر موافقة (حماس) لإصدار المرسوم، والتأخير في الموافقة ليس في مصلحة أحد، ومن يحاول أن يعطل المصالحة لن يحصل على شيء، فالوقت ليس في صالحنا فيما يخص الحوار الوطني».
وأردف بأن «فكرة المصالحة لم تنضج عند البعض؛ خصوصاً في غزة، وممكن أن يكون هناك متضرر من المصالحة وسيفقد الكثير إذا تحققت. ولدينا تحليل: أنه ربما يعيق البعض عملية المصالحة لمصالح شخصية». وأكد فتوح أنه رغم ذلك فإن «الأمل ما زال قائماً». ومضى يقول: «يوجد بعض المعيقات، وسنسعى لحلها، ونحن نسابق الزمن من أجل الإسراع في إنجاز المصالحة، وإن لم ندخل هذه المرحلة بشكل جدي، وإذا لم تجمعنا كل محاولات تدمير قضيتنا من (صفقة العصر) والتطبيع وكل ما يهدد شعبنا، فما الذي سيجمعنا؟». وشدد على ضرورة تفويت الفرصة على القوى المعادية التي تلعب على الانقسام الفلسطيني: «وهذا يتطلب من الجميع أن يسير ضمن خريطة الطريق الفلسطينية لإنهاء الانقسام».
وردت حركة «حماس»، فوراً، بأنها مستمرة في الحوار الإيجابي والبناء مع حركة «فتح». وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»: «سنعمل للوصول إلى اتفاق وطني على خريطة وطنية تحقق الشراكة الوطنية المنشودة، وتزيد من قدرة شعبنا على مواجهة التحديات والمؤامرات».
من جهته، أكد أمين سر حركة «فتح»، جبريل الرجوب، أن «بناء الشراكة الوطنية خيار استراتيجي لا عودة عنه»، مضيفاً في تصريح لدحض وجود العقبات: «ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل لم يظهر أي خروج عنه أو تجاوز له». وأردف: «نحن في طريقنا إلى الاتفاق من خلال حواراتنا الثنائية مع الإخوان في (حماس) للخروج من حالة الانقسام التي استمرت لأكثر من 13 عاماً».
وإذا أرسلت «حماس» رداً إيجابياً، فيفترض أن يجري الفلسطينيون أولاً انتخابات تشريعية يتلوها الرئاسية، ثم انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير. ويذكر أن آخر انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني أجريت في عام 2006 بعد انتخابات جرت في عام 1996. كما جرت انتخابات رئاسية في عام 2005 ثم توقف كل شيء بعد ذلك، بسبب سيطرة «حماس» على قطاع غزة عام 2007.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».