مليونا نخلة في «العلا» تجذب الأنظار بمهرجان التمور

مستثمرو الصين من الأكثر طلباً عليها

إلى جانب السياحة تمتلك العلا قيمة زراعية مهمة (واس)
إلى جانب السياحة تمتلك العلا قيمة زراعية مهمة (واس)
TT

مليونا نخلة في «العلا» تجذب الأنظار بمهرجان التمور

إلى جانب السياحة تمتلك العلا قيمة زراعية مهمة (واس)
إلى جانب السياحة تمتلك العلا قيمة زراعية مهمة (واس)

تُعرف العلا بكنوزها الثقافية وما تحتويه أراضيها من حضارات ومواقع تاريخية جذبت أنظار العالم، خصوصاً بعد العديد من الفعاليات التي نُظّمت خلال السنوات الأخيرة الماضية. وإلى جانب السّياحة، تمتلك العلا مقومات أخرى مهمّة، فنحو 70 في المائة من أراضيها زراعية.
على خلاف الأعوام السّابقة، لم تحتضن العلا خلال العام الحالي، موسماً آخر من مواسمها الترفيهية، مثل شتاء طنطورة، ولكن احتضنت وللمرة الأولى، مهرجان العلا للتمور، لتخوض بذلك غمار المنافسة في تجارة التمور مع غيرها من مناطق السعودية مثل القصيم والأحساء، بوجود أكثر من مليوني نخلة في أرجاء المنطقة.
سجل مهرجان العلا للتمور، الذي أطلقته الهيئة الملكية لمحافظة العلا في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في منطقة «الفرسان» المقابلة لـ«جبل الفيل»، حضوراً أوّلياً لافتاً، عبر المزاد والسوق، وأعاد إلى الأذهان قوة المنطقة في الجانب الاقتصادي الزراعي، وليس موقعها السياحي الفريد فقط.
ورغم أنّ المهرجان هذا أقيم في فترة لا تزال الإجراءات الاحترازية في البلاد مستمرة للوقاية من وباء «كورونا»، فإنّه أثبت مكانته العالمية في تجارة التمور، حيث تحدث المزارعون والمستثمرون في هذا القطاع، تحديداً عن تمور العلا، التي تأتي بأنواع مثل (حلوة، وبرني)، وتُعد «المبروم» أفضل أنواع تمور البرني جودة، ويأتي بعدها «المشروك» وأخيراً العادي.
وبعد أن زارت «الشرق الأوسط» السوق والمزاد، تواصلت مع سلطان البلوي، وهو من السكان المحليين ويملك مزرعة للتمور في العلا، وتحدث بإسهاب عن أنواع التمور التي تتميز في العلا عن غيرها، وهي (حلوة، وبرني)، قائلاً إنّ الإقبال في السّابق كان على النوع الأول، ولكنه انخفض في السنوات الأخيرة، وارتفع الإقبال على «البرني»، خصوصاً نوع «المبروم» وهو الخالص منه.
عن هذا التغير، أكد مسؤولون في الهيئة الملكية للعلا، أنّ هناك إقبالاً كبيراً من مستثمرين من مختلف دول العالم، تحديداً من الصين لشراء هذه الأنواع من التمور ومن ثمّ تصديرها إلى العالم، وتجري العادة على نفاد كميات تمور «البرني» ليس للسوق المحلية، ولكن للعالم أجمع عبر الصين وتركيا.
ويعتمد «مهرجان التمور» في العلا على نظام المزادات وبيع التجزئة والكميات، حيث تخصص الفترة الصباحية للمزاد التجاري، من الساعة السادسة صباحاً وحتى التاسعة صباحاً، وتخصص الفترة المسائية لسوق التمور، وذلك من الخامسة عصراً حتى التاسعة مساءً، كما ضمّت السوق فعاليات متعددة؛ من ضمنها الأسر المنتجة للحرف اليدوية ذات العلاقة بالنخيل، و«الطهاة» الذين دربتهم الهيئة في فرنسا العام الماضي، وقدموا وجبات يدخل التمر ضمن مقاديرها.
إضافة إلى ذلك، يقام في السوق فعالية حية لتنفيذ «الشنة» (جلد يخزن به التمر)، وهي أحد الطرق التراثية القديمة لحفظ التمور من نوع «حلوة» لسنوات، وتتألف «الشنة» من جلد ماعز مدبوغ يحشى بتمر «حلوة» بعد مروره بمرحلة لتنظيفه وتجفيفه.
وتحوي العلا أكثر من مليوني نخلة في المحافظة، يتجاوز إنتاجها 90 ألف طن من التمور سنوياً، ويعد «البرني» أكثر أنواع التمور شيوعاً، ويشكل أكثر من 80 في المائة من تمور العلا، ويمتلك ميزة عن غيره من التمور، إذ يمكن العثور على ثلاثة أنواع منه في النخلة الواحدة، مثل «المبروم» و«المشروك» و«العادي»، وتعدّ زراعة وبيع التمور رافداً مهماً لاقتصاد العلا. إضافة إلى ذلك، تحتضن العلا أنواع التمور كافة المعروفة حول المملكة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.