مباحثات «مثمرة» حول ليبيا بين ويليامز ولافروف

لافروف وزير الخارجية الروسي مستقبلاً ستيفاني ويليامز المبعوثة الأممية لدى ليبيا (إ.ب.أ)
لافروف وزير الخارجية الروسي مستقبلاً ستيفاني ويليامز المبعوثة الأممية لدى ليبيا (إ.ب.أ)
TT
20

مباحثات «مثمرة» حول ليبيا بين ويليامز ولافروف

لافروف وزير الخارجية الروسي مستقبلاً ستيفاني ويليامز المبعوثة الأممية لدى ليبيا (إ.ب.أ)
لافروف وزير الخارجية الروسي مستقبلاً ستيفاني ويليامز المبعوثة الأممية لدى ليبيا (إ.ب.أ)

أنهت المبعوثة الأممية لدى ليبيا بـ«الإنابة» ستيفاني ويليامز، زيارة رسمية للعاصمة موسكو ناقشت خلالها الوضع في ليبيا مع المسؤولين الروس، في وقت تحضر البعثة لـ«منتدى الحوار السياسي الشامل»، المقرر انعقاده في تونس الشهر المقبل، سعياً للتحرك نحو إجراء انتخابات رئاسية ونيابية في ليبيا.
وقال مكتب الإعلام والاتصال بالبعثة في بيان، أمس، إن الممثلة الخاصة أجرت لقاءً «مثمراً» مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مساء أول من أمس، تطرقا فيه إلى مناقشة «مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالأزمة الليبية، بما في ذلك الشؤون الأمنية والسياسية والاقتصادية»، دون مزيد من التفاصيل. لكنّ البعثة كشفت عن أن ويليامز أطلعت لافروف على الاستعدادات التي تجريها لاستئناف أعمال ملتقى الحوار السياسي الليبي المزمع انعقاده نهاية الشهر الجاري عبر الاتصال «المرئي»، وعبر «اللقاءات المباشرة» في أوائل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في تونس.
وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بـ«الإنابة» عن شكرها للوزير لافروف «على دعم الاتحاد الروسي المستمر لجهود الأمم المتحدة في ليبيا»، وانتهى اللقاء بينها بالاتفاق على ضرورة تنسيق الجهود من المجتمع الدولي دعماً لمسارات الحوار الليبي - الليبي التي تسيرها الأمم المتحدة وفقاً لخلاصات مؤتمر برلين وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
في شأن آخر، ووسط حالة من الغضب والحزن، أعلنت سلطات العاصمة طرابلس أن فرق البحث عن المفقودين انتشلت 75 جثة من 3 «مقابر جماعية» بمشروع الربط بمدينة ترهونة، غرب ليبيا. يأتي ذلك في ظل تعلق آمال عديد الأسر بالعثور على أي أثر لذويهم الذين قالوا إن ميليشيات «الكانيات» «خطفتهم قسراً» قبل سنوات.
ونقلت عملية «بركان الغضب» التابعة لقوات حكومة «الوفاق» عن الدكتور كمال السيوي رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، أن فرق البحث انتشلت حتى الآن 75 جثة مجهولة الهوية من المقابر الجماعية بـ(مشروع الربط) بمدينة ترهونة، وقال السيوي إن «المقابر لا تزال تحتوي على عدد آخر من الجثث».
وأمام توقع رئيس الهيئة أن ترتفع الحصيلة خلال اليومين المقبلين إلى أكثر من 100 جثة، في ظل وجود دلائل على ذلك، حسب قوله، توافدت عشرات الأسر إلى مكان المقابر التي عُثر عليها، آملين في أن تعثر فرق البحث عن أبنائهم الذين اختفوا قسراً منذ سنوات، وسط حالة من الحزن.
كانت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، قد قالت الثلاثاء الماضي، إنها اكتشف 3 مقابر جماعية وُجدت قريب بعضها من بعض، بمشروع الربط بترهونة، حيث انتشلت 3 جثث من الأولى، ثم استخرجت 8 رفات بينها جثث نساء من المقبرة الثانية، كما انتشلت جثة واحدة من المقبرة الثالثة.
وأعلنت عملية «بركان الغضب» التابعة لقوات حكومة «الوفاق» أنها اعتقلت عناصر على عناصر من ميليشيا «الكانيات» قالت إن لهم علاقة بـ«المقابر الجماعية»، قبل أن تشير إلى أنه تمت إحالتهم إلى النيابة العسكرية.



وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
TT
20

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)

زادت الوفيات بالكوليرا في اليمن بنسبة 37 في المائة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى أممية ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك إلى أكثر من 1400 حالة خلال أول شهرَيْن من العام الحالي، إذ احتلّت محافظة حضرموت الصدارة في عدد الإصابات المسجلة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تمّ رصد 1456 حالة اشتباه بحمى الضنك في المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن منذ بداية هذا العام، ولهذا دشنت حملة جديدة لمكافحة الحمى في 8 محافظات بدعم من إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبهدف القضاء على مواقع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتظهر بيانات المنظمة أن المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن سجلت العام الماضي 9901 حالة إصابة بحمى الضنك، من بينها 9 وفيات، في حين أكدت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في منطقة ساحل حضرموت تسجيل 331 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة، منذ بداية هذا العام وحتى 4 مارس (آذار) الحالي.

وحسب بيان دائرة الترصد الوبائي، فإن أغلب حالات الإصابة كانت بحمى الضنك بعدد 167 حالة، وتصدّرت مدينة المكلا عاصمة المحافظة القائمة في عدد الإصابات المسجلة بـ68 حالة، تلتها مديرية بروم ميفع بـ40، وغيل باوزير بـ19، ثم حجر بـ15، وأرياف المكلا 14، وتوزّعت بقية الحالات على مديريات الديس وغيل بن يمين، والشحر.

التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)
التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 81 حالة، سجلت أغلبها في مديرية حجر بعدد 36 حالة، ثم مديرية بروم ميفع 32، ومدينة المكلا 4 حالات، ومثلها في غيل باوزير، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 83 حالة، أغلبها في عاصمة المحافظة 23 حالة، ثم مديرية غيل باوزير بـ21، ثم مديرية الديس بـ17، والشحر 11 حالة، وتوزّعت بقية الحالات على بقية مديريات ساحل حضرموت.

تعافي الحالات

مع ذلك، أكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99 في المائة من حالات الإصابة المسجلة بهذه الأمراض تماثلت للتعافي، بعدد 329، في حين تبيّن أن 57 في المائة من حالات الحصبة كانت لمصابين غير مطعّمين ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن اليمن يتحمّل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البلاد عانت من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجلت بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.

57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)
57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)

وبيّنت أنه حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغ اليمن عن 249 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، وحدوث 861 وفاة مرتبطة بهذا المرض منذ بداية العام الماضي. وذكرت أن هذا العدد يشكّل 35 في المائة من العبء العالمي للكوليرا، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها عالمياً.

وقالت المنظمة الأممية إن عدد الحالات والوفيات المبلغ عنها ارتفع قبل نهاية العام الماضي بنسبة 37 في المائة و27 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأعادت أسباب ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات إلى إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.

نقص التمويل

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها لدى اليمن، أرتورو بيسيغان، أن فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة.

وقال إن على المنظمة والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني أن تبذل جهوداً مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل. ونبه إلى أن «عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته».

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر المسؤول الأممي أن التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا، مشيراً إلى أن الاستجابة للكوليرا في اليمن تواجه فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار.

تدريب وتطعيم

وفق بيانات المنظمة الأممية، أُغلق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية الفموية، بسبب نقص التمويل خلال العام الماضي، وقد دعّمت المنظمة أكثر من 25 ألف بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفّرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبراً مركزياً للصحة العامة.

وقالت المنظمة إنها اشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها ووزّعتها على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.

وإلى جانب ذلك، درّبت منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 عامل، ودعّمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لنحو 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في ست محافظات يمنية.