أصبحت الدروع الزجاجية منتشرة في كل مكان؛ خصوصاً بالمكاتب ومحلات البقالة والمطاعم بجميع أنحاء العالم خلال عصر فيروس «كورونا»، ما يدفع إلى التساؤل عن مدى فعاليتها في الواقع.
وتبنت الشركات وأماكن العمل استخدام فكرة فواصل من الزجاج الشبكي، كأداة واحدة للحفاظ على سلامة الناس من انتشار الفيروس؛ لكن من المهم معرفة أن هناك القليل من البيانات لدعم فعاليتها، وحتى لو كانت موجودة فإن هذه الوسائل لها حدودها المرتبطة بحمايتنا، وفقاً لعلماء الأوبئة والهباء الجوي الذين يدرسون انتقال الفيروس عبر الهواء، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».
وقدمت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إرشادات لأماكن العمل، من أجل «تثبيت حواجز مادية، مثل واقيات العطس البلاستيكية الشفافة؛ حيثما كان ذلك ممكنا كطريقة لتقليل التعرض للمخاطر».
وللدروع الزجاجية - نظرياً - قدرة على حماية العمال من قطرات الجهاز التنفسي الكبيرة التي تنتشر إذا عطس شخص ما أو سعل بجانبها، كما يقول علماء الأوبئة ومهندسو البيئة وعلماء الهباء الجوي. ويُعتقد أن فيروس «كورونا» ينتشر من شخص لآخر «بشكل رئيسي من خلال قطرات الجهاز التنفسي التي تنتج عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث»، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.
لكن هذه الفوائد لم يتم إثباتها، بحسب وفاء الصدر، أستاذة علم الأوبئة والطب بجامعة «كولومبيا». وتقول إنه لم تكن هناك أي دراسات فحصت مدى فعالية حواجز الزجاج الشبكي في منع القطرات الكبيرة من العبور.
علاوة على ذلك، فإن المشكلة الأكبر هي أنه حتى لو حدث ذلك، فهذه ليست الطريقة الوحيدة لانتشار فيروس «كورونا». في الأسبوع الماضي، أصدر مركز السيطرة على الأمراض إرشادات جديدة تنص على أن الفيروس التاجي يمكن أن ينتشر من خلال الهباء الجوي، وهي جزيئات صغيرة تحتوي على الفيروس تطفو في الهواء ويمكن أن تنتقل إلى ما بعد ستة أقدام، ويتم إطلاقها عندما يتنفس الناس أو يتحدثون أو يعطسون.
وقال براتيم بيسواس، عالم الهباء الجوي في جامعة «واشنطن» في سانت لويس، إن معظم القطرات التي يطلقها الناس عندما يتحدثون أو يتنفسون هي في «نطاق حجم يتدفق عبر الحاجز».
وأوضحت إدارة الصحة والسلامة البيئية بجامعة «واشنطن» في مراجعة لشهر يوليو (تموز) لفوائد وقيود حواجز الزجاج الشبكي، أن الفواصل «لا تعالج كل طرق النقل الممكنة، مثل الانتقال عبر الهباء الجوي، أو توفر الحماية الكاملة لأي شخص من (كورونا)».
وهناك أيضاً مشكلة أخرى في بعض الحالات: حجم الحواجز؛ حيث أجرت ماريسا بيكر، الأستاذة المساعدة في جامعة «واشنطن»، دراسة منفصلة عن تدابير السلامة من فيروس «كورونا» في تسعة متاجر بقالة في سياتل وسبعة في بورتلاند، أوريغون، كل شهر منذ مايو (أيار)، ولاحظت أن الدروع الزجاجية غالباً ما تكون صغيرة جداً بحيث لا تمنع انتقال القطيرات بين العملاء والعاملين.
وقالت: «بعضها أصغر ولا يغطي حتى أنف شخص طويل القامة. الجسيمات المحمولة في الهواء ستكون قادرة على الوصول إلى أي مكان، بغض النظر عن الحواجز».
وتقول مجموعات تجارة المطاعم وصناعة التجزئة إنها تنظر إلى الحواجز كطريقة محتملة لمكافحة انتشار «كوفيد- 19»، بالإضافة إلى تدابير أخرى.
وأشارت الرابطة الوطنية للمطاعم في بيان لها، إلى أن الدروع والحواجز المصنوعة من زجاج شبكي هي أداة «عند دمجها مع أفضل الممارسات الأخرى - مثل أقنعة الوجه، وتدابير التباعد الاجتماعي المناسبة، وغسل اليدين - توفر مستوى إضافياً من الأمان».
واعتماداً على مكان عملك أو مكان زيارتك، قد تكون هذه الإجراءات أقل من واقعية. على سبيل المثال، لا يستطيع الصرافون والنوادل القيام بعملهم دون أن يكونوا على مقربة من العملاء. وهذا هو السبب في أن تجديد أنظمة التهوئة يعتبر أمراً مهما للحد من انتشار الفيروس المحمول جواً في الأماكن المغلقة، كما يقول الخبراء.
هل حقاً تفيد حواجز الزجاج الشبكي في الحماية ضد «كورونا»؟
هل حقاً تفيد حواجز الزجاج الشبكي في الحماية ضد «كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة