هل يمكن أن يكون شيء بسيط مثل الماء بالسكر علاجاً لسرطان نخاع العظام؟ دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «أبحاث الدم»، حملت بصيصاً من الأمل في هذا الاتجاه، إذ لاحظ الفريق البحثي من «الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا» أن الأشخاص المصابين بسرطان نخاع العظام يعانون من وجود كثير من الخلايا الآكلة للعظام، وكذلك كثير من الأجسام المضادة، فافترضوا أن هناك صلة بين الاثنين، ومن ثم فإن علاج إحداهما قد يقضي على المرض.
والخلايا الآكلة للعظام توجد داخل أجسامنا، وتأكل حوالي 10 في المائة من كتلة العظام في أجسامنا، ولكن لحسن الحظ أنه توجد خلايا أخرى تبني عظاماً جديدة، ولكن في الأشخاص المصابين بسرطان نخاع العظام، تصبح الخلايا الآكلة للعظام كثيرة جداً، وتتسبب في أضرار تتجاوز قدرة خلايا البناء على إعادة بناء كتلة العظام.
وبالإضافة لهذه الخلايا الكثيرة الآكلة للعظام، لاحظ الباحثون أنه في الأشخاص المصابين بسرطان نخاع العظام، يتم إنتاج نوع واحد فقط من الأجسام المضادة بشكل كبير، وهو نوع عديم الفائدة تماماً يشغل مساحة كبيرة ويزيل أنواعاً أخرى من الأجسام المضادة، وذلك بخلاف الوضع الطبيعي.
وفكر الباحثون في أنه إذا كان الأشخاص المصابون بسرطان نخاع العظام لديهم كثير من الأجسام المضادة وكثير من الخلايا التي تأكل العظام، فيجب أن يكونوا متصلين، ولإثبات ذلك استخرج الباحثون أجساماً مضادة من المرضى وزرعوا خلايا آكلة للعظام في المختبر، فوجدوا أنه عند وضع الخلايا الآكلة للعظام في الجسم المضاد للمرضى الذين يعانون من سرطان النخاع، اكتشفوا أن عدد الخلايا الآكلة للعظام قد ازداد، وعندما وضعت الخلايا الآكلة للعظام في الجسم المضاد المعزول من أشخاص طبيعيين، لم تحدث زيادة في الخلايا الآكلة للعظام.
أدرك الفريق البحثي حينها أن المشكلة تكمن في الجسم المضاد، فوجدوا عن طريق التعاون مع الدكتور مانفريد فوهرر في مركز علم البروتينات والأيض في المركز الطبي بجامعة «ليدن» في هولندا، أن الأفراد الذين يعانون من فقدان العظام فقدوا جزيئين من السكر في نهاية سلسلة طويلة داخل الجسم المضاد.
وللتأكد من أن غياب جزيئين من السكر هو المشكلة، ذهب فريق البحث إلى المختبر، ووضع مزيداً من السكر على الجسم المضاد، فلم يؤدِّ إلى مزيد من الخلايا الآكلة للعظام، وعندما قاموا بإزالة السكر أدى ذلك إلى مزيد من الخلايا الآكلة للعظام.
تضمنت الخطوة التالية تجارب على الحيوانات مع الفئران المصابة بسرطان نخاع العظام، والتي تم إعطاؤها «ماء السكر» ونجحت التجربة بالفعل في تقليل حجم الإصابة بالسرطان.
ويقول تيريز ستاندال، الأستاذ بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة: «أعتقد أنه قد يكون من الواقعي تجربة هذا على مجموعة صغيرة من المرضى في غضون أربع إلى خمس سنوات».
الماء بالسكر علاج محتمل لسرطان نخاع العظام
الماء بالسكر علاج محتمل لسرطان نخاع العظام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة