«الرباعية» تدين الهجمات الانقلابية على مأرب وتحذر من مخاطر «صافر»

أكدت الوقوف مع الحكومة اليمنية لمواجهة التداعيات الاقتصادية

TT

«الرباعية» تدين الهجمات الانقلابية على مأرب وتحذر من مخاطر «صافر»

حذر سفراء مجموعة دول الرباعية لدى اليمن من المخاطر المتصاعدة جراء التأخير في تقييم وصيانة ناقلة النفط صافر العائمة في البحر الأحمر، كما نددوا بالهجمات الحوثية على مأرب واستهداف الأراضي السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة.
جاء ذلك في بيان لسفراء المجموعة التي تضم المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، عقب اجتماع افتراضي عقدوه لمناقشة الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني في اليمن.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع الافتراضي الذي عقد في يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي بمشاركة سفراء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والقائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الأميركية خصص لمناقشة الوضع في اليمن وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد.
ووفق البيان، «استعرضت المجموعة الأدلة المتعلقة بالمسار الاقتصادي لليمن ولاحظت بقلق استنفاد احتياطي العملات الأجنبية وما يقابلها من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، ووافقت المجموعة على المضي قدما في المشاركة الفنية المتجددة والتعاون مع الحكومة اليمنية للتخفيف من المخاطر الاقتصادية قصيرة الأجل المتعلقة بعدم استقرار العملة والأسعار. كما وافقت المجموعة على تعزيز المشاركة الفنية والحوار، بما في ذلك مع مؤسسات التمويل الدولية، لدعم تمويل التجارة في اليمن».
وقال البيان إن المجموعة رحبت «بشكل منفصل بالتقدم المهم الذي تم إحرازه في تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، ولا سيما المساهمة المهمة التي قدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في جدول الأعمال». إلى ذلك أكدت المجموعة التزامها بإيجاد حل سياسي شامل للصراع في اليمن، وأعربت عن دعمها الكامل للمبعوث الخاص مارتن غريفيث، وجهوده للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والتدابير الإنسانية والاقتصادية، واستئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية على النحو المنصوص به في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك القرار ۲۲۱۹ (۲۰۱5)، وكذلك في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وفيما دان سفراء المجموعة المعنية بالشأن اليمني في بيانهم استمرار هجوم الحوثيين على مأرب وهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الأخيرة على السعودية، شددوا «على المخاطر البيئية والاقتصادية والإنسانية الجسيمة التي تشكلها ناقلة النفط صافر، ودعوا الحوثيين إلى تسهيل مهمة التقييم والإصلاح التابعة للأمم المتحدة في أسرع وقت ممكن».
يشار إلى أن الجماعة الحوثية المدعومة من طهران لاتزال تشن هجماتها باتجاه مأرب وأخيرا كثفت من خروقها في محافظة الحديدة الساحلية على نحو يهدد بنسف اتفاق استوكهولم، بحسب ما حذرت منه تصريحات الحكومة اليمنية.
وعلى صعيد الخطر الذي تمثله ناقلة «صافر» المتهالكة قبالة ميناء «رأس عيسى» لا تزال الجماعة الحوثية تراوغ الأمم المتحدة في شأن السماح بالوصول إلى الناقلة لمعاينتها وتقديم الدعم المناسب لمنع تسرب نحو 1.2 مليون برميل من النفط الخام في مياه البحر الأحمر.
وتسببت سياسة الجماعة الانقلابية في إحداث انقسام مصرفي بين المناطق التي تسيطر عليها والمناطق المحررة وهو ما أدى إلى تهاوي سعر العملة اليمنية (الريال) وارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة.
وفي ظل التدهور الاقتصادي الذي يشهده اليمن دعا وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة تصريف الأعمال اليمنية نجيب العوج إلى «تعزيز قدرة المؤسسات الوطنية على الصمود من خلال التعامل المباشر مع المؤسسات الشرعية وتقديم الدعم اللازم لها، وضرورة وجود توازن بين تدخلات البنك الدولي في الدعم الطارئ والدعم التنموي طويل الأجل».
وأشار العوج خلال كلمة له عبر الاتصال المرئي في مستهل الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي، إذ إلى «أهمية أن تستثمر محفظة البنك الجديدة في دعم القطاعات الاقتصادية الرئيسية والبنية التحتية التي من شأنها أن تعزز النمو الاقتصادي الشامل في اليمن من خلال خلق فرص العمل للشباب العاطل خلال سنوات من الصراع، ودعم صمود المرأة اليمنية ورفع وقدراتها للمشاركة في البناء وإعادة الإعمار».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.