العاهل المغربي يوجه غداً خطاب افتتاح البرلمان «عن بعد»

TT

العاهل المغربي يوجه غداً خطاب افتتاح البرلمان «عن بعد»

أفاد بيان لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية، أمس، بأن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيوجه خطابا للبرلمان، غدا الجمعة، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية العاشرة للبرلمان، دون حضوره لمقر البرلمان كما جرت العادة. وتعد هذه أول مرة في تاريخ المؤسسة التشريعية المغربية، التي يتم فيها توجيه خطاب ملكي افتتاحي عن بعد، في سياق تداعيات جائحة كورونا.
وجاء في بيان الوزارة أنه «أخذا بعين الاعتبار للتدابير الاحترازية، التي أقرتها السلطات العمومية للحد من انتشار وباء كوفيد - 19»، «سيوجه العاهل المغربي خطاب الافتتاح من القصر الملكي العامر بالرباط»، وسيتم نقله مباشرة داخل قبة البرلمان، ويبث على أمواج الإذاعة والتلفزيون، ابتداء من الساعة الرابعة من زوال الجمعة.
وتجري ترتيبات داخل غرفتي مجلسي البرلمان (النواب والمستشارين)، من أجل ضمان حضور عدد مقلص من البرلمانيين والوزراء والمسؤولين. وأفادت مصادر من مجلس النواب بأن الحضور سيقتصر على رئيسي مجلسي البرلمان، وأعضاء مكتب مجلسي النواب والمستشارين، ورؤساء اللجن والفرق البرلمانية، ورئيس الحكومة ووزراء، وبعض ممثلي المؤسسات الدستورية.
من جهة أخرى، أعلن المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أول من أمس، عن عقد مؤتمر استثنائي للحزب عن بعد، في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بهدف «تمديد المدة الانتدابية لجميع أجهزة وهيئات الحزب المجالية والوطنية». وسيكون على المؤتمر التمديد للرئيس عزيز أخنوش، الذي ستنتهي ولايته في 29 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعدما أمضى أربع سنوات منذ انتخابه في 29 من أكتوبر 2016.
على صعيد آخر، تلقى أعضاء المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، أمس، رسالة من فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس، تتعلق بحسم النقاش حول «القاسم الانتخابي».
وجاءت الرسالة عقب قرار المكتب السياسي للحزب بإشراك أعضاء المجلس الوطني في النقاش الدائر حول موضوع «القاسم الانتخابي»، الذي لم يجر الحسم فيه بين قادة الحزب.
ويشهد الحزب انقساما إزاء «القاسم الانتخابي»، إذ إن هناك من يقترح أن يقوم القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، بينما يقترح آخرون الإبقاء على الصيغة المعمول بها حاليا، حيث يتم احتساب «القاسم الانتخابي» على أساس عدد الأصوات الصحيحة (المعبر عنها في الاقتراع).
وأحالت المنصوري إلى أعضاء المجلس الوطني للحزب أرضية الأمين العام، عبد اللطيف وهبي، حول الموضوع، الذي تضمن مختلف الدفوعات التي يقدمها كل طرف.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».