زحمة عروض الأفلام الجديدة تنتظر جلاء الوباء

صالات السينما العالمية تواجه الخيار الصعب

من «دون»
من «دون»
TT

زحمة عروض الأفلام الجديدة تنتظر جلاء الوباء

من «دون»
من «دون»

إعلان شركة «سينوورلد» البريطانية (ومالكة سلسلة ريغال في الولايات المتحدة) بإقفال صالاتها حتى إشعار آخر نسبة لتفشي كوفيد - 19 كان صادماً بقدر ما جاء قرار شركة AMC الأميركية (مالكة أكبر عدد من دور العرض في شمال أميركا) بإبقاء صالاتها مفتوحة مفرحاً.
بإيجاز، هي حكاية شركة قررت الاستسلام لهزيمة وأخرى ما قررت الصمود. وهذه الأخيرة لم تصبها خسارة مالية أقل حجماً من تلك التي أصابت زميلتها، لكنها أصرّت على أن التغلب على المشكلة الناتجة عن تفشي الوباء لا يتم بالإغلاق.
أكثر من هذا، تتحدث AMC عن عام مقبل سيرتفع فيه معدل الإقبال على صالاتها ليعود إلى طبيعته. وتستند في ذلك إلى حقيقة أن العالم، بشكل أو بآخر، سيتغلب على الوباء أو أن الوباء ذاته سيفقد تأثيره السابق. ويوافق العلماء، أو بعضهم على الأقل، على ذلك بالقول إن الهجمة الأولى للوباء أسفرت عن موتى أكثر من الهجمة الثانية رغم أن معدل الإصابات ذاتها ما زال مرتفعاً في أنحاء عدة من أوروبا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

حكايات جوراسيك
إلى ذلك الحين فإن هناك إصابات أخرى. هذه ناتجة عن الوباء نفسه لكن ضحاياها ليس البشر بل الأفلام ذاتها. الأيام القليلة الماضية وحدها شهدت الإعلان عن تأجيل عروض ما لا يقل عن خمسة أفلام أميركية من الإنتاجات الأولى. ويوم أمس (الأربعاء) تم الإعلان عن أن الجزء الجديد من «عالم جوراسيك: دومينيون» لن يُعرض في العاشر من شهر يونيو (حزيران) 2021 كما أُعلن سابقاً بل سيتم بل في الحادي عشر من الشهر نفسه سنة 2022.
هذا الجزء الذي يتم تصويره حالياً (بالكمّامات) في بعض ستديوهات لندن تعتبره الشركة المنتجة (يونيفرسال) أهم إنتاج لها على صعيد توقعاته التجارية. فالجزء الثاني من هذه السلسلة أنجز ملياراً و670 مليون دولار من الإيرادات عندما خرج للعروض سنة 2015.
والجدير بالذكر هنا أن «جوراسيك وورلد» هو تكملة لسلسلة سابقة أطلقها ستيفن سبيلبرغ سنة 1993 وشملت على «جوراسيك بارك» (1993) و«العالم المفقود: جوراسيك بارك» (1997) و«جوراسيك بارك - 3» (2001).
أما سلسلة «جورسايك وورلد» (الوحوش ذاتها، الممثلون اختلفوا) فاحتوى على «جوراسيك وورلد» (2015) و«جوراسيك وورلد: مملكة متهاوية» (2018).
هاتان السلسلتان جمعتا حتى الآن، وحسب مصادر يونيفرسال، أكثر من 5 مليارات دولار من عروضها السينمائية (فقط) حول العالم.
ورد قرار يونيفرسال بتأجيل عروض الجزء الثالث من «جيروسيك وورلد» بعد 48 ساعة من إعلان شركة وورنر تأجيل عروض «ذا باتمان» (الذي يتم تصويره في ستديوهات باينوود البريطانية أيضاً) من الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، 2021 إلى الرابع من مارس (آذار) في العام التالي، 2022.
الجزء الرابع من «ماتريكس» (ما زال بلا عنوان تم تأجيله كذلك. كانت تمّت برمجته لكي يفتتح في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) سنة 2012 لكنه الآن – ومبدئياً - مرشح لاحتلال الشاشات بدءاً من الأول من شهر أبريل (نيسان) 2022.
وكانت وورنر حاولت قبل ستة أسابيع اختبار سخونة الماء بعد تردد فأطلقت فيلم Tenet آملة في أن يشجع المشاهدين على دخول الصالات. النتيجة هي أنه حتى الساعة سجل 308 ملايين دولار حول العالم أي أعلى بـ100 مليون دولار من ميزانيّته. هذا لا يشكل ربحاً لكنه لا يشكل خسارة أيضاً، خصوصاً وأنه ما زال على قمة الإيرادات في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا. تصوّر لو أن الفيلم ذاته عُرض في ظروف أفضل.

عشرة رئيسية أخرى
العدد الإجمالي لما تم تأجيله من أفلام، سواء انتهى تصويرها أو ما زالت في مرحلة الإنتاج يبلغ 47 فيلماً رئيسياً. وإذا كان ما سبق ذكره من أفلام يدخل في نطاق الأفلام الرئيسية التي تعرضت لهذا الخلل البرمجي فإن العديد من الأفلام الأخرى تساويها حجماً وأهمية. والتالي بعض النماذج الأخرى في هذا النطاق:

Dune
* هذا الإنتاج الكندي - الأميركي - المجري لقرار كان مرشّحاً للعرض في الشهر الأخير من هذا العام، لكن الفيلم، المبني على رواية خيال - علمية لفرانك هوبرت تم تعديل موعد عرضها للشهر العاشر من العام المقبل.

A Quiet Place ‪: Part Two‬
* هذا الفيلم كان من بين أوائل الأفلام التي تم تأجيلها إذ صدر بذلك في مطلع صيف هذه السنة. موعد السابق كان يونيو لكن تم تأجيله إلى الرابع من سبتمبر (أيلول) ثم مرّة أخرى إلى أبريل المقبل. هو الجزء الثاني من فيلم رعب بطلته إميلي بْـلْـنت وسيليان مورفي.

No Time to Die
* …«لا وقت للموت» أو (لا وقت لعرضه). هو فيلم جيمس بوند الجديد (الأخير بالنسبة لبطله دانيال كريغ في السلسلة) الذي قفز من مكانه عدّة مرّات. فمن برمجته في مطلع الصيف إلى تصيف تأجيله لمنتصف الصيف، والآن هو على روزنامة شهر أبريل من العام المقبل.

Black Widow
* فيلم كوميكس من بطولة شخصية الكوميكس «بلاك ويدو» التي تقوم بأدائها سكارلت جوهانسن مع ظهور لروبرت داوني جونيور (إلا إذا تم إلغاء مشاهده كما يتردد الآن). عروضه انتقلت من أول مايو (أيار) الماضي إلى السادس من شهر نوفمبر هذا العام.

The Women in the Window

* أقل كلفة مما سبق لكن شركة فوكس تعيل أهمية كبيرة عليه: حكاية امرأة (آمي أدامز) تعيش وحيدة إلى أن تبدأ التلصص على الجيران لتكتشف وجود ما هو غير طبيعي في تصرفات العائلة المجاورة. كان متوقعاً له أن يُعرض في منتصف شهر مايو هذه السنة لكنه الآن مؤجل إلى وقت غير مُسمّى.

Top Gun‪:‬ Maverick
* اختار توم كروز هذا الفيلم ليكون ورقة رابحة أخرى في عداد أوراقه. عاد إلى فيلم «توب غن» (1986) الذي قام فيه بدور طيار حربي جريء وماهر ليؤسس لنفسه استطراداً على هذا المنوال. من إنتاجه وإخراج جوزف كوزينسكي. موعد عرض الفيلم السابق كان الثالث والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول). الجديد: 2 يوليو (تموز)، 2021.

F9
* هذا فيلم يتبع سلسلة Fast and Fury المعروفة مع كل الشلّة السابقة باستثناء دواين جونسون بعد خلاف مفاده أن الدنيا لا تتسع لدواين وفين ديزل معاً. حتى هيلين ميرين موجودة لجانب ميشيل رودريغيز وتشارليز ثيرون وتايريز غيبسون. الموعد السابق كان 22 مايو. الموعد المقبل 2 أبريل.

Ghostbusters‪:‬ Afterlife
* كولمبيا لديها هذا الفيلم الثمين الجامع بين الضحك والرعب الخفيف مع الثلاثي الذي تكرر ظهوره في هذه السلسلة سيغورني ويفر وبل موراي ودان أكرويد. كان مفترضاً به أن ينجز مئات ملايين الدولارات في يوليو المنصرم لكنه سيؤجل ذلك إلى يوليو المقبل.

Wonder Woman‪:‬ 1984
في سياق البطلات ذوات القدرات الخارقة تنبري غال غادوت للعب شخصية ووندر وومن لجانب كوني نلسن وروبن رايت. فيلم وورنر هذا تأجل من 5 يونيو إلى 25 من ديسمبر (كانون الأول).

Death on the Nile
* التحري هركول بوارو يحل لغز الجريمة التي وقعت على متن السفينة السياحية التي تعبر نهر النيل، لكنه لا يستطيع أن يحل مشكلة عروض الفيلم التي انتقلت من الصيف الماضي إلى شهر أكتوبر ثم من جديد إلى 18 ديسمبر (كانون الأول).
ما تؤكده هذه الأفلام وسواها مما تأخر عرضه مثير للاهتمام (وللحماسة أيضاً): صيف العام المقبل والعام الذي سيليه سيكون مزدحماً بأفلام كثيرة لن تستطيع القنوات المنزلية المتوفرة اليوم منافستها… أو هكذا نأمل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.