الحكومة اليمنية تندد بحملات السطو الحوثية على المصارف

مسلح حوثي يحرس سيارة زينت بالأموال في تجمع للجماعة لجمع الأموال وإرسالها للمقاتلين (أ.ف.ب)
مسلح حوثي يحرس سيارة زينت بالأموال في تجمع للجماعة لجمع الأموال وإرسالها للمقاتلين (أ.ف.ب)
TT
20

الحكومة اليمنية تندد بحملات السطو الحوثية على المصارف

مسلح حوثي يحرس سيارة زينت بالأموال في تجمع للجماعة لجمع الأموال وإرسالها للمقاتلين (أ.ف.ب)
مسلح حوثي يحرس سيارة زينت بالأموال في تجمع للجماعة لجمع الأموال وإرسالها للمقاتلين (أ.ف.ب)

نددت الحكومة اليمنية باستمرار الميليشيات الحوثية في شن حملات السطو على المصارف وشركات التحويلات المالية في مناطق سيطرتها، وعدت أن هذا السلوك الحوثي يؤكد أن الجماعة «مجرد عصابة إجرامية».
كانت الجماعة الموالية لإيران أقدمت هذا الأسبوع على اقتحام مقرات أوسع المصارف انتشاراً في اليمن، وهو بنك «الكريمي»، وأغلقت مقره الرئيسي في صنعاء، وفروعه في الحديدة وإب والضالع ومناطق أخرى، قبل أن تسمح مجدداً بعودة العمل في هذه الفروع.
وجاء تنديد الحكومة في تصريحات رسمية لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، معمر الإرياني، قال فيها: «إن حملات النهب والسطو والابتزاز التي تمارسها ميليشيا الحوثي على البنوك وشركات الصرافة العاملة في مناطق سيطرتها، ونهبها أكثر من 30 في المائة من قيمة الحوالات الشخصية الصادرة من الخارج أو المناطق المحررة للمواطنين في مناطق سيطرتها، يؤكد أنها مجرد عصابة إجرامية لا تتقن سوى النهب والقتل ونشر الفوضى والإرهاب‏».
وأضاف الوزير اليمني: «النهب المنظم الذي تمارسه ميليشيا الحوثي لتحويلات ملايين المغتربين والمواطنين في المناطق المحررة ومناطق سيطرتها، في ظل توقف المرتبات، وتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي، وتعطل القطاع الخاص، وانعدام فرص العمل، وتفاقم المعاناة الإنسانية، عمل إجرامي وعقاب جماعي تفرضه الميليشيا على اليمنيين»‏.
وأشار الإرياني إلى أن «ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لم تكتفِ بنهب الخزينة والاحتياطي النقدي والإيرادات العامة ومرتبات موظفي الدولة لمدة 5 سنوات، وفرض الرسوم والجبايات غير القانونية، بل وصل بها الأمر إلى التضييق على البنوك وشركات الصرافة لقطع آخر شريان للاقتصاد ولحياة المواطنين في مناطق سيطرتها‏»، بحسب تعبيره.
وأكد أن سياسات الجماعة التي وصفها بـ«الإجرامية» تدل على أنها «لا تكترث بالأوضاع الإنسانية، والمعيشة الكارثية للمواطنين في مناطق سيطرتها، وانتهاجها سياسة الإفقار والتجويع بهدف تركيعهم، ودفعهم للتوجه إلى جبهات القتال للبحث عن قوت يومهم، والتضييق على مصادر رزقهم وسبل عيشهم، لصالح تمويل مجهودها الحربي».
وفي حين أحدث قيام الجماعة بالاعتداء على مصرف «الكريمي» صدمة في الأوساط اليمنية، وصف المختصون في الشأن الاقتصادي ذلك بأنه «تصرف همجي لا يعي مخاطر ذلك على القطاع الخاص والاقتصاد الوطني، ويضاف إلى الممارسات التعسفية والانتهاكات التي ترتكب في مناطق متفرقة تجاه القطاع الخاص الذي يحاول أن ينأى بنفسه عن الصراع».
وحرصت الجماعة، في سياق حربها الاقتصادية ضد الحكومة الشرعية، على تحويل فرع البنك المركزي في صنعاء إلى بنك مركزي مواز للبنك المركزي المعترف به دولياً، الموجود في مدينة عدن، بعد قرار نقله إليها من قبل الشرعية.
واتخذت الجماعة كذلك تدابير ساهمت بشكل رئيسي في انهيار سعر العملة المحلية، لجهة منع تداول الطبعة الجديدة منها، وفرض القيود والإتاوات على القطاع المصرفي.
وأدت سياسات الجماعة إلى ارتفاع عمولة الحوالات المرسلة من مناطق سيطرة الشرعية إلى مناطق سيطرتها إلى 31 في المائة، حيث تذهب أغلب رسوم الحوالات إلى جيوب الجماعة.
وفي سياق تدابير البنك المركزي في عدن لاستعادة السيطرة على السوق المصرفية والحوالات، ومجابهة تعسف الحوثيين، كان قد أبلغ (الأربعاء الماضي) شبكات الصرافة والبنوك بالتوقف عن العمل بشبكات الحوالات المالية المحلية، مع تصفية الحوالات القائمة خلال يومين، والانتهاء من تقديم عرض خلال 3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بالتشاور مع قطاع الرقابة على البنوك، بشأن العمل بشبكة حوالات واحدة.
ويشهد سعر صرف العملة اليمنية تهاوياً مستمراً في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، إذ وصل إلى نحو 830 ريالاً للدولار الواحد، في حين وصل في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية إلى أكثر من 600 ريال للدولار الواحد.
وتتهم الحكومة الشرعية الجماعة الانقلابية بالاستيلاء على أكثر من 5 مليارات دولار، ونحو تريليوني ريال يمني، بعد انقلابها واقتحامها صنعاء أواخر 2014. وهو ما تسبب في خسارة العملة اليمنية لثلثي قيمتها تقريباً.


مقالات ذات صلة

هل يتعمد الحوثيون استخدام السجناء والمعتقلين دروعاً بشرية لتجنب القصف؟

المشرق العربي رجل يمشي وسط مركز إيواء الأفارقة في صعدة (رويترز)

هل يتعمد الحوثيون استخدام السجناء والمعتقلين دروعاً بشرية لتجنب القصف؟

يعتقد مسؤولون وباحثون يمنيون أن جماعة الحوثي تتعمد استخدام السجناء والمعتقلين دروعاً بشرية تجنباً للقصف الجوي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية تسعى لتجنيد مقاتلين جدد في ظل تضاعف مخاوف السكان على أبنائهم (غيتي)

الحوثيون يبتزون السكان بالغذاء والخدمات لتجنيد المقاتلين

لجأ الحوثيون لابتزاز السكان بالغذاء والخدمات لتجنيد المقاتلين بعد العزوف عن المعسكرات الصيفية، في حين كشف تحالف حقوقي عن تضليل إعلامي بشأن انفجار في مدرسة أطفال

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي مسؤولو الخارجية اليمنية والسورية خلال مراسم رفع العلم بمقر السفارة اليمنية في دمشق (سبأ)

اليمن يعلن إعادة فتح سفارته في دمشق... وينتظر من إيران «بادرة حُسن نية»

أكدت وزارة الخارجية اليمنية إعادة فتح أبواب سفارتها في العاصمة السورية دمشق، الأحد، وممارسة مهامها بشكل رسمي بعد أن سيطرت الميليشيات الحوثية الإرهابية عليها…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
شؤون إقليمية منظومة القبة الحديدية بالقرب من عسقلان في جنوب إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن قبل دخوله أراضي إسرائيل، ومسيّرة آتية من الجهة الشرقية.

تحليل إخباري كان ميناء رأس عيسى قبل استيلاء الحوثيين عليه يستخدم لتصدير النفط اليمني (رويترز)

تحليل إخباري ما تأثير العقوبات الأميركية واستهداف المنشآت الاقتصادية على الحوثيين؟

بينما تسعى الولايات المتحدة لاستنزاف الجماعة الحوثية مالياً بالعقوبات وباستهداف المنشآت الاقتصادية؛ يتوقع خبراء اقتصاديون تأثيرات متفاوتة على الجماعة والسكان.

وضاح الجليل (عدن)

اليمن: سلسلة غارات أميركية تستهدف محافظتي صعدة والجوف

نيران تظهر في السماء بعد غارات جوية أميركية على اليمن (إ.ب.أ)
نيران تظهر في السماء بعد غارات جوية أميركية على اليمن (إ.ب.أ)
TT
20

اليمن: سلسلة غارات أميركية تستهدف محافظتي صعدة والجوف

نيران تظهر في السماء بعد غارات جوية أميركية على اليمن (إ.ب.أ)
نيران تظهر في السماء بعد غارات جوية أميركية على اليمن (إ.ب.أ)

كشفت قناة «المسيرة» التي تديرها جماعة الحوثي اليمنية أن الولايات المتحدة شنت سلسلة من الغارات استهدفت محافظتي صعدة والجوف اليوم الثلاثاء.

وذكرت القناة التلفزيونية أن أربع غارات أميركية استهدفت مديرية سحار في صعدة، بينما استهدفت 6 غارات أخرى مديرية برط العنان في الجوف.

ولم ترد أنباء بعد عن سقوط قتلى جراء الغارات الأميركية.

وتنفذ الولايات المتحدة عملية عسكرية موسعة ضد الحوثيين، أسفرت بحسب الجماعة اليمنية عن مقتل وإصابة العشرات.

وتشن جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 دعماً للفلسطينيين في غزة. وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل التجارة العالمية.