اكتشاف بحيرات من المياه الجوفية تحت سطح المريخ

البحيرة الرئيسية محاطة بأجسام صغيرة من المياه السائلة (بي بي سي)
البحيرة الرئيسية محاطة بأجسام صغيرة من المياه السائلة (بي بي سي)
TT

اكتشاف بحيرات من المياه الجوفية تحت سطح المريخ

البحيرة الرئيسية محاطة بأجسام صغيرة من المياه السائلة (بي بي سي)
البحيرة الرئيسية محاطة بأجسام صغيرة من المياه السائلة (بي بي سي)

كشف علماء عن ثلاث بحيرات جديدة تقبع تحت السطح بالقرب من القطب الجنوبي للمريخ، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
كما أكد العلماء العثور على بحيرة رابعة، تم التلميح إلى وجودها في عام 2018.
وتعتبر المياه السائلة أمراً حيوياً للبيولوجيا، لذا فإن الاكتشاف سيكون موضع اهتمام الباحثين الذين يدرسون إمكانية الحياة في مكان آخر في النظام الشمسي.
لكن يُعتقد أيضاً أن البحيرات شديدة الملوحة، مما قد يفرض تحديات على بقاء أي شكل من أشكال الحياة الميكروبية.
ومنذ مليارات السنين، كانت المياه تتدفق في الأنهار وتتجمع في البحيرات على سطح المريخ. لكن المريخ فقد منذ ذلك الحين كثيراً من غلافه الجوي، ما يعني أن الماء لا يمكنه البقاء سائلاً لفترة طويلة على سطحه اليوم.
ومع ذلك، فإن الأمر مختلف عند وجود المياه تحت سطح الكوكب الأحمر.
وفي إشارة إلى البحيرات الجوفية، قال المؤلف المشارك بالدراسة الدكتور روبرتو أوروسي، من المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية في بولونيا، لـ«بي بي سي نيوز»: «من المرجح أن هذه المسطحات المائية كانت موجودة في الماضي. بالطبع، المعنى الضمني لهذا هو أنه سيكون لديك موطن أو شيء يشبه الموطن استمر طوال تاريخ الكوكب».
وأضاف: «بينما كان المريخ يمر بكارثته المناخية ويتحول من كوكب دافئ نسبياً - على الرغم من أنه ليس من الواضح مدى دفئه - إلى نفايات مجمدة، كان هناك مكان عليه قد يستوعب وجود حياة».
وتم إجراء الاكتشاف الأخير باستخدام بيانات من جهاز رادار على المركبة الفضائية «مارس إكسبرس» التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي كانت تدور حول الكوكب الأحمر منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2003.
وفي عام 2018، استخدم الباحثون بيانات من رادار «مارسيس» للإبلاغ عن علامات على بحيرة تحت سطح الكوكب يبلغ عرضها 20 كيلومتراً وتقع على بعد 1.5 كيلومتر تحت رواسب ذات طبقات قطبية جنوبية للمريخ، وهي عبارة عن غطاء قطبي سميك يتكون من طبقات من الجليد والغبار.
ومع ذلك، استند هذا الاكتشاف إلى 29 ملاحظة جمعها «مارسيس» بين عامي 2012 و2015. الآن، قام فريق يضم عديداً من العلماء أنفسهم من دراسة 2018 بتحليل مجموعة بيانات أكبر بكثير من 134 ملفاً شخصياً للرادار تم جمعها بين عامي 2010 و2019.
وقالت المؤلفة المشاركة إيلينا بيتينيلي من جامعة «روما تري» في إيطاليا: «لم نؤكد فقط موقع ومدى وقوة العاكس من دراستنا لعام 2018، ولكننا وجدنا ثلاث مناطق مضيئة جديدة».
وتابعت: «البحيرة الرئيسية محاطة بأجسام صغيرة من المياه السائلة، ولكن بسبب الخصائص التقنية للرادار، وبُعده عن سطح المريخ، لا يمكننا تحديد ما إذا كانت مترابطة بشكل قاطع».

بحيرات ممتدة

استعار الفريق تقنية مستخدمة بشكل شائع في التحقيقات الرادارية للبحيرات تحت الجليدية في أنتاركتيكا وكندا وغرينلاند، لتحليل البيانات من «مارسيس».
وقال المؤلف المشارك سيباستيان لاورو، من جامعة «روما تري» أيضاً: «التفسير الأفضل الذي يوفق بين جميع الأدلة المتاحة هو أن الانعكاسات عالية الكثافة (من المريخ) تأتي من بحيرات ممتدة من المياه السائلة».
ولا توجد حرارة كافية في هذه الأعماق لإذابة الجليد، لذلك يعتقد العلماء أن الماء السائل يجب أن يحتوي على تركيزات عالية من الأملاح الذائبة. يمكن لهذه الأملاح الكيميائية أن تخفض بدرجة كبيرة درجة تجمد الماء.
وفي الواقع، أظهرت التجارب الحديثة أن الماء الذي يحتوي على أملاح مذابة من المغنيسيوم وكلورات الكالسيوم (مركب كيميائي يحتوي على الكلور المرتبط بالأكسجين) يمكن أن يظل سائلاً عند درجات حرارة تصل إلى ما دون 123 درجة مئوية.


مقالات ذات صلة

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».