«تشين» جدة صينية ملتزمة بالرياضة... خسرت 14 كيلوغراماً في ثلاثة أشهر

الجدة الصينية تشين جيفانغ (أ.ف.ب)
الجدة الصينية تشين جيفانغ (أ.ف.ب)
TT

«تشين» جدة صينية ملتزمة بالرياضة... خسرت 14 كيلوغراماً في ثلاثة أشهر

الجدة الصينية تشين جيفانغ (أ.ف.ب)
الجدة الصينية تشين جيفانغ (أ.ف.ب)

تقضي الجدة الصينية تشين جيفانغ على الأقل ساعتين يوميا في صالة الرياضة وهو ما يظهر واضحا على جسدها المفتون. عن زهاء 70 عاما، باتت مثالا يحتذى به في البلاد التي تطلب فيه السلطات من شعبها ممارسة الرياضة واستعادة لياقتهم البدنية.
وأصبحت الجدة التي تعيش في مدينة شنغهاي مشهورة في بلادها خلال الأشهر الأخيرة بعد أن احتل حبها الجديد والمفاجئ لممارسة الرياضة في القاعات عناوين الصحف المحلية، بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية للأنباء.
منذ أن بدأت بمزاولة صالة اللياقة البدنية في ديسمبر (كانون الأول) 2018، خسرت تشين 14 كيلوغراما في ثلاثة أشهر وهي تركز تمارينها الآن على المعدة المسطحة وإبراز العضلات التي يطمح إليها اليافعون.
كما باتت لديها جماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعها قرابة 410 آلاف شخص على تطبيق «تيك توك» الخاص بالفيديوهات ليتابعوا تمارينها الروتينية التي تحفز من خلالها آخرين اقتداء بها. إذ شوهد منشور عبر التطبيق نشرته تشين وهي تقوم بمجموعة سريعة من حركات القرفصاء (سكواتس) وغيرها أكثر من مليون مرة.
وقالت تشين التي احتفلت هذا العام بعيدها الـ68 في إحدى صالات الرياضة في ضواحي شنغهاي: «سأواصل التمارين ما دمت أنا على قيد الحياة». ونقلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية قصة تشين باهتمام كبير كونها تتناسب مع توجه الحكومة لتشجيع الناس من جميع الأعمار على تحسين لياقتهم البدنية. وتم التشديد على هذا المطلب هذا العام من خلال التأكيد على أن اللياقة البدنية هي إحدى الوسائل للمساعدة في التغلب على فيروس «كورونا» المستجد الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان في أواخر العام الفائت.
ووصفت صحيفة «تشينمين إيفنينغ نيوز» تشين بالـ«الجدة الملتزمة» فيما أطلقت عليها وكالة أنباء «شينخوا» لقب «الجدة التي تحمل الأوزان الثقيلة» كما ظهرت على قنوات محلية عدة. بالنسبة لتشين التي عملت في شركة أغذية قبل تقاعدها، فإن ممارسة الرياضة جاءت في وقت متأخر من حياتها.
بدأت بمزاولة الصالة الرياضة بعد لقائها صدفة مع مدرب بدني شخصي، ومدفوعة بمخاوفها بشأن تدهور صحتها وزيادة الوزن. لكنها تمكنت من التخلص من الشحوم وتقول إن العام الماضي أكد لها الأطباء أن صحتها جيدة، بعد أن عانت في السابق من مشكلات دهون في الكبد وارتفاع ضغط الدم وإعتام عدسة العين. تتذكر تشين التي لديها حفيد يبلغ من العمر 14 عاما، علامات الاستغراب والدهشة على وجوه الأشخاص عندما دخلت قاعة الرياضة للمرة الأولى. وقالت: «لقد وجدوا الأمر غريبا، فهم لا يرون عادة أشخاصا بهذا العمر يهتمون بصحتهم كثيرا».
تحت العين الساهرة للمدرب الشخصي وبوتيرة متواصلة، تقوم تشين بمجموعة من التمارين تستخدم خلالها آلات الوزن، وتقوم بحركات أخرى تساهم في حرق الدهون واكتساب العضلات. على الرغم من أسلوب حياتها النشط، لا تتمتع تشين بخلفية رياضية وتقول إنها بالكاد كان تنهض من السرير عندما كانت ابنتها صغيرة في العمر لأن جسدها كان ضعيفا للغاية بسبب الإنجاب.
وقالت: «إذا كانت عضلاتك قوية ومفتونة، فسوف تحمي عظامك إذا سقطت أرضا، لأن كبار السن هم أكثر ما يخشون السقوط». وتابعت «في الواقع، لقد سقطت مرة بطريقة مروعة وأصيبت جبهتي وركبتي ووركي وأصابع قدمي. رأوا سيدة عجوز بشعر أبيض ملقاة على الأرض وبدأ المارة في استدعاء سيارة إسعاف».
وأردفت «قلتُ لهم: لا تقوموا بذلك، ونهضتُ. قلت لهم: إني كنت أقوم بالتمارين وأنا بخير». وخلال فترة الخريف، تكتظ حدائق شنغهاي والساحات العامة بمن يُطلق عليهن لقب «الخالات الراقصات» اللواتي يقمن برقصات مختلفة. بالنسبة للعديد من النساء في منتصف العمر وما فوق، فإن الرقص في الساحات هو الطريقة الوحيدة لهن لممارسة التمارين.
إلا أن تشين قالت وهي تستعرض عضلاتها أمام الكاميرا: «مهما رقصت في الساحات العامة، لا يمكنك الوصول إلى ما أنا عليه بدنيا الآن». وتابعت «في عمرنا، الأمر لا يتعلق بمبلغ المال الذي نملك أو من أنت أو طيبة أطفالك. أنت فقط تريد أن تبقى بصحة جيدة».



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».