الصين تسعى إلى «فكر استهلاكي جديد» وتعزز الاستثمار الاستراتيجي

هجوم على «أسلوب العصابات» الأميركي في صفقة «تيك توك»

تسعى الحكومة الصينية إلى تسريع تنمية فكر استهلاكي جديد على أساس أشكال مبتكرة من الأعمال (أ.ف.ب)
تسعى الحكومة الصينية إلى تسريع تنمية فكر استهلاكي جديد على أساس أشكال مبتكرة من الأعمال (أ.ف.ب)
TT

الصين تسعى إلى «فكر استهلاكي جديد» وتعزز الاستثمار الاستراتيجي

تسعى الحكومة الصينية إلى تسريع تنمية فكر استهلاكي جديد على أساس أشكال مبتكرة من الأعمال (أ.ف.ب)
تسعى الحكومة الصينية إلى تسريع تنمية فكر استهلاكي جديد على أساس أشكال مبتكرة من الأعمال (أ.ف.ب)

أصدر «المكتب العام لمجلس الدولة الصيني» مبدأً توجيهياً بشأن تسريع تنمية الاستهلاك الجديد على أساس أشكال جديدة من الأعمال، بحسب وكالة «شينخوا».
وذكر «المبدأ التوجيهي» أنه ينبغي بذل مزيد من الجهود لتنفيذ استراتيجية تتمثل في توسيع الطلب المحلي، وزيادة حجم وتحسين جودة الاستهلاك الجديد على أساس أشكال الأعمال الجديدة، وتعزيز تشكيل نمط تنموي جديد مع السوق المحلية بوصفه الدعامة الأساسية، مع السماح للأسواق المحلية والأجنبية بتعزيز بعضها بعضاً.
وقال التقرير إنه بعد ما بين 3 و5 سنوات من الجهود، ستحسن الصين الآليات المؤسسية وأنظمة السياسة لتعزيز تنمية أنواع جديدة من الاستهلاك. وبحلول عام 2025، ستشجع الدولة عدداً من المدن التجريبية والمؤسسات الرائدة لأنواع جديدة من الاستهلاك، وزيادة مبيعات التجزئة عبر الإنترنت للسلع المادية في نسبة من إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية، والترويج لأنواع جديدة من الاستهلاك، مثل خدمات «إنترنت بلس»، حسبما ذكر «المبدأ التوجيهي».
ووضع «المبدأ التوجيهي» 15 سياسة في 4 مجالات، بما في ذلك تعزيز تكامل الاستهلاك عبر الإنترنت والاستهلاك المباشر، وتحسين البنية التحتية لأنواع جديدة من الاستهلاك، وتحسين البيئة لنمو أنواع جديدة من الاستهلاك، وتعزيز دعم السياسات لأنواع جديدة من الاستهلاك، حسبما قال «المبدأ».
من جهة أخرى، قالت «اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح»، الأربعاء، إنها سوف تستثمر في صناعات استراتيجية، بما في ذلك القطاعات التكنولوجية الرئيسية، مثل شبكات الجيل الخامس والذكاء الصناعي والرقائق، مشيرة إلى أن الصين ستعجل بخطى تطوير مواد جديدة لضمان استقرار سلاسل التوريد لصناعة الطائرات والإلكترونيات الدقيقة وقطاعات التعدين في المياه العميقة.
وفي غضون ذلك، قالت وزارة المالية الصينية، الأربعاء، إن أرباح وعائدات الشركات الصينية المملوكة للدولة والشركات التي تسيطر عليها الدولة، واصلت تحقيق النمو على أساس سنوي في أغسطس (آب) الماضي.
وارتفع إجمالي الأرباح بنسبة 23.2 في المائة الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين قفز صافي الأرباح بعد الضرائب بنسبة 25.8 في المائة على أساس سنوي، وفقاً لبيان نُشر على موقع الوزارة الإلكتروني. وزادت الإيرادات بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بزيادة قدرها 2.7 في المائة مسجلة خلال يوليو (تموز) الماضي.
وفي شأن منفصل، ذكرت صحيفة «تشاينا ديلي» اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية، الأربعاء، أنه ما من سبب يدعو الصين للموافقة على الصفقة التي وصفتها بأنها «قذرة وغير عادلة» وقائمة على «تنمر وابتزاز» والتي أعلنت «أوراكل» و«وولمارت» إبرامها مع «بايت دانس».
وقالت الصحيفة المدعومة من الدولة في الصين، في مقال: «ما فعلته الولايات المتحدة بـ(تيك توك) أشبه بأسلوب العصابات التي تفرض على شركة قانونية صفقة تجارية غير مقبولة وغير عادلة». وأصدرت الشركات الثلاث بيانات متضاربة بشأن بنود الاتفاق الذي تأمل في أن يسمح لتطبيق التسجيلات المصورة «تيك توك» التابع لـ«بايت دانس»، بمواصلة العمل في الولايات المتحدة، حيث تعتزم الحكومة حظر التطبيق لأسباب أمنية.
وكانت «بايت دانس» قالت إنها ستؤسس شركة تابعة أميركية تدعى «تيك توك غلوبال» تملك فيها حصة 80 في المائة. لكن «أوراكل» و«وولمارت» قالتا إن أغلبية الملكية ستكون في أيد أميركية، امتثالاً لأمر تنفيذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 14 أغسطس (آب) الماضي بأن تتخلى «بايت دانس» عن ملكية «تيك توك» في غضون 90 يوماً. وتابعت الصحيفة: «أصبح الأمن القومي السلاح المفضل لواشنطن حين تريد تقويض نجاح أي شركة من أي دولة أجنبية تتفوق على نظيراتها في الولايات المتحدة». وتابعت: «لن تخسر (بايت دانس) السيطرة على الشركة فحسب؛ بل ستخسر التكنولوجيا التي ابتكرتها وتملكها».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
TT

النفط يستهل بداية الأسبوع بتراجع طفيف

حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)
حفارات تعمل في حقل نفطي بولاية كاليفورنيا (رويترز)

تراجعت العقود الآجلة للنفط من أعلى مستوياتها في أسابيع وسط جني المستثمرين الأرباح مع ترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في وقت لاحق من الأسبوع، للحصول على دلالات حول الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة.

لكنَّ التراجع ظل محدوداً وسط مخاوف من تعطل الإمدادات في حالة فرض الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على الموردَين الرئيسيَّين، روسيا وإيران.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتاً أو 0.4 في المائة إلى 74.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش بعد أن سجلت أعلى مستوى منذ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عند التسوية يوم الجمعة.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتاً أو 0.5 في المائة إلى 70.93 دولار للبرميل بعد أن بلغ في الجلسة السابقة أعلى مستوى عند التسوية منذ السابع من نوفمبر.

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى «آي جي»، وفق «رويترز»: «بعد الارتفاع الأسبوع الماضي 6 في المائة ومع اتجاه النفط الخام إلى تسجيل أعلى مستوى من نطاق الارتفاعات المسجلة في الآونة الأخيرة من المرجَّح أن نشهد بعض عمليات جني الأرباح».

وأضاف أن أسعار النفط تلقت دعماً من العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي الأسبوع الماضي، وتوقعات بتشديد العقوبات على الإمدادات الإيرانية.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، لـ«رويترز»، يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات إضافية على ناقلات نفط «الأسطول المظلم» التي تستخدم أساليب الإخفاء لتفادي العقوبات، ولن تستبعد فرض عقوبات على البنوك الصينية مع سعيها لخفض عائدات روسيا من النفط والإمدادات الأجنبية التي تدعم موسكو في الحرب في أوكرانيا.

وتتسبب العقوبات الأميركية الجديدة على الكيانات المتعاملة في النفط الإيراني بالفعل في ارتفاع أسعار الخام المبيع للصين إلى أعلى مستويات منذ سنوات. ومن المتوقع أن تزيد الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترمب الضغوط على إيران.

وقال سيكامور إن أسعار النفط تلقت دعماً أيضاً من تخفيضات أسعار الفائدة الرئيسية للبنوك المركزية في كندا وأوروبا وسويسرا الأسبوع الماضي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول)، وسيقدم أيضاً نظرة محدَّثة عن مدى الخفض الذي يفكر فيه مسؤولو البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة في عام 2025 وربما حتى عام 2026. ويمكن لأسعار الفائدة المنخفضة أن تعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.