التجوال بين أفلام مهرجان فينيسيا السابع والسبعين (من الثاني إلى الثاني عشر من سبتمبر / أيلول) يطرح أسئلة عديدة حول من يستحق الجوائز التي ستختتم الدورة أعمالها بها. ما هويّته؟ ما نوعه؟ ما هي مميّزاته؟ لماذا هو وليس فيلماً آخر؟
هذه الأسئلة التي ليس مفترضاً بلجنة التحكيم، التي ترأسها هذه السنة كيت بلانشِت، أن تقدم تبريرات لكيف اتفقت على منح الأفلام الفائزة جوائزها أو لماذا لم تمنح أياً من الأفلام الأخرى تلك الجوائز. هذا عادي جداً كما هو عادي أن لا نعرف ما هي الأفلام التي لم تنتخبها لجنة الاختيار في مهرجان فينيسيا ولماذا. هناك، حسب الصحافة الإيطالية، ما يزيد على 1500 فيلم تم تقديمه واللوائح هي ملك المهرجان وليست للإعلام العام.
مع اقتراب نهاية الدورة ترتفع الأسئلة المتعلقة بالجوائز وتسارع الممثلة الأسترالية - الأميركية كيت بلانشِت وجهازها من المحلّفين بعقد الاجتماعات التي تبدأ بالاستعراض العام ثم الحذف التدريجي قبل الوصول لتأليف اللائحة التي سيتم انتخاب الفائزين منها.
لجنة التحكيم هذه السنة تتألف، لجانب بلانشِت، من المخرجة النمساوية فيرونيكا فرانز، والمخرجة البريطانية جوانا هوغ، والروائي الإيطالي نيكولا لايويا، والمخرج الألماني كرستيان بتزولد، والممثلة الفرنسية لودفين سانييه، وكان من المفترض اشتراك المخرج الروماني كريستي بييو في هذه اللجنة إلا أنه اعتذر قبل نحو أسبوعين من بدء المهرجان، فتم على الفور انتخاب الممثل الأميركي مات ديلون بديلاً له.
- السباق بدأ
سؤال الجوائز ليس وحده الذي يطفو في أجواء الدورة، هناك أيضاً السؤال الذي بات تقليدياً حول ما هي الأفلام التي ستُعرض هنا وتنطلق للمشاركة في سباق الأوسكار المقبل.
بعد «روما» قبل عامين الذي انطلق كالسهم من عروضه في الدورة الخامسة والسبعين حاملاً جائزة أفضل فيلم إلى الترشيحات الرسمية لجوائز الأوسكار، تأكد دور فينيسيا في حشد الطاقات المحتملة لتشكيل بعض أفلام ووجوه الجوائز الأميركية.
«روما» لألفونسو كوارون لم يكن الفيلم الوحيد الذي قطع المسافة ما بين فينيسيا وهوليوود. هناك أفلام أخرى فعلت ذلك من بينها «لالا لاند» لداميان شازيل (2016)، و«وصول» لدنيس فيللنييف (2016)، و«مولد نجمة» لبرادلي كوبر (2019) و«بيردمان» لأليخاندرو إيناريتو (2014).
هذه السنة يتحدّثون منذ الآن عن فيلم «ليلة في ميامي» للممثلة المتحوّلة للإخراج لأول مرّة ريجينا كينغ: دراما مثيرة للاهتمام عن الليلة التي اجتمع فيها الناشط السياسي مالكولم أكس والملاكم محمد علي والمغني جيمس براون والمغني سام كوك سنة 1964. رجينا ليست غريبة على الأوسكار إذ سبق لها وأن فازت به في سباق أفضل ممثلة مساندة عن دورها في «لو أن بيل ستريت يستطيع الكلام».
فينيسيا لا يفعل ذلك وحده. مهرجانات عدة من بينها صندانس ونيويورك وتورونتو وبرلين وكان يشتركون في الحملة الواضحة (وإن لم تكن رسمية) لتوفير أفلامها الفائزة أو حتى تلك التي لم تفز ومن فيها من ممثلين ووراءها من صانعين إلى حلبات الأوسكار.
- الفائدة هنا متبادلة
العديد من أفلام المهرجانات هي أفلام نوعيّة لا يمكن للأوسكار إغفالها. في المقابل، يستفيد المهرجان إعلامياً حين يُشير الإعلام إلى أن «روما» عُرض في فينيسيا أو أن «بارازايت» عُرض في «كان» أولاً وهكذا.
على الجانب الآخر من الأتلانتِك أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية أول من أمس (الثلاثاء) إدخال تعديلات كبيرة كشروط لقبول الأفلام الأميركية في مسابقاتها. الغاية منها ضمان توسيع رقعة الصورة العرقية والجنسية للمتسابقين. وهذه التعديلات تصيب الأفلام ذاتها كمواضيع وكممثلين وكإنتاج كما المواضيع التي ستطرحها وذلك بدءاً من عام 2024.
على سبيل المثال، على الوجوه المرشّحة أن تشمل ممثلين آسيويين ولاتينيين وأفرو - أميركيين وشرق أوسطيين ومواطنين أميركيين أصليين. لا يعني أن كل فيلم عليه أن يفعل ذلك ليدخل السباق، لكن الأمر سيتم بالنظر إلى النسبة التي عليها أن تكون مرتفعة عن السنوات الماضية والحالية حيال تقديم هذه الأعراق.
وكمثال آخر، فإن الطاقم الذي يشترك في صنع كل فيلم على حدة عليه أن يتألف من 30 في المائة من هذه الفصائل: نساء، أعراق مختلفة، مُثليين وذوي الاحتياجات البدنية الخاصة.
7:49 دقيقة
«الشرق الأوسط» في مهرجان «فنيسيا الدولي» (5).. من فينيسيا إلى الأوسكار: أيام الخيارات الأخيرة
https://aawsat.com/home/article/2498626/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%C2%AB%D9%81%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%C2%BB-5-%D9%85%D9%86-%D9%81%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85
«الشرق الأوسط» في مهرجان «فنيسيا الدولي» (5).. من فينيسيا إلى الأوسكار: أيام الخيارات الأخيرة
- فنيسيا: محمد رُضا
- فنيسيا: محمد رُضا
«الشرق الأوسط» في مهرجان «فنيسيا الدولي» (5).. من فينيسيا إلى الأوسكار: أيام الخيارات الأخيرة
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة