13 % من الوفيات في الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالتلوث

الضباب الدخاني يلفّ جزءاً من لندن (أرشيف - رويترز)
الضباب الدخاني يلفّ جزءاً من لندن (أرشيف - رويترز)
TT

13 % من الوفيات في الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالتلوث

الضباب الدخاني يلفّ جزءاً من لندن (أرشيف - رويترز)
الضباب الدخاني يلفّ جزءاً من لندن (أرشيف - رويترز)

أظهر تقرير نشرته الوكالة الأوروبية للبيئة، اليوم الثلاثاء، أن 13 في المائة من الوفيات في الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالتلوث، لافتا إلى أن الأزمة الصحية الراهنة تبعث بإشارة إلى ضرورة التعجيل في التوعية على العلاقة بين البيئة والصحة.
وأشارت الدراسة إلى أن «ظهور هذه العوامل المسببة للأمراض ذات المنشأ الحيواني (كما الحال مع كوفيد-19) مرتبط بتدهور البيئة والتفاعلات بين الإنسان والحيوان في النظام الغذائي».
كما لفتت إلى أن الأوروبيين معرضون على الدوام لأخطار بيئية، بينها تلوث الهواء الذي يبقى السبب الأول للوفيات رغم تراجعه الواضح، إضافة إلى التلوث السمعي وتلوث المنتجات الكيميائية.
وفي بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 وبريطانيا، سُجلت 630 ألف وفاة يمكن إرجاعها بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى التلوث البيئي عام 2012 وفق آخر الأرقام المتوافرة، والتي أوردها التقرير الذي يضيء على الفروق الكبيرة بين غرب القارة الأوروبية وشرقها والتفاوت الناجم عن المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
وتسجل رومانيا المعدل الأكبر من الوفيات الناجمة عن التلوث مع حالة واحدة من كل خمس وفيات، فيما النتيجة الأفضل على هذا الصعيد تسجل في السويد والدنمارك حيث تُنسب إلى التلوث المسؤولية عن حالة وفاة من كل عشر.
وبيّن التقرير، الذي أوردت خلاصاته وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الأشخاص الأكثر فقرا معرضون بطريقة غير متناسبة للتلوث وللظروف المناخية القصوى، بما فيها موجات الحر والبرد القارس. هذا الأمر مرتبط بمكان السكن والعمل والدراسة، خصوصا في مناطق مهمشة اجتماعيا والأحياء الواقعة في ضواحي المحاور المرورية الكبرى».
أما النقطة الإيجابية على صعيد الوضع البيئي الأوروبي فتتمثل في جودة المياه «الممتازة» في أكثر من 85 % من مواقع مياه السباحة. وعلى صعيد مياه الشفة، 74 % من مناطق المياه الجوفية تعكس «حالة كيميائية جيدة».
وشددت الوكالة الأوروبية للبيئة في تقريرها على ضرورة استحداث المزيد من المساحات الخضراء ومواقع ممارسة النشاطات الجسدية والاسترخاء والدفع أيضا نحو مزيد من الدمج الاجتماعي لتحسين الوضعين الصحي والبيئي في القارة. ولفتت إلى أن هذه المساحات من شأنها «إنعاش المدن خلال موجات الحر الشديد وتخفيف حدة الفيضانات وتقليص التلوث السمعي ودعم التنوع الحيوي الحضري».
كذلك ظهرت الأهمية الكبيرة للحدائق والمتنزهات على صعيد الصحة العقلية ورخاء السكان خلال أزمة «كوفيد-19»، وفق الوكالة الأوروبية للبيئة التي اقترحت من بين الحلول أيضا الحد من حركة المرور وتقليص استهلاك اللحوم ووقف دعم الحكومات لأسعار الوقود الأحفوري.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

أفاد تقرير إخباري بأن فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة عناصر من وزارة الطوارئ الروسية يعملون على تنظيف شاطئ لوَّثه تسرُّب نفطي في القرم (إ.ب.أ)

إعلان حالة الطوارئ في شبه جزيرة القرم إثر تسرب نفطي

أعلنت السلطات الروسية، اليوم (السبت) أن الوضع بات خطراً إثر تسرب نفطي نجم عن غرق ناقلتَي نفط، في منتصف ديسمبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
بيئة حقل قمح في أوساس سوهير بجنوب غربي فرنسا (أ.ف.ب)

المواد البلاستيكية الدقيقة منتشرة بقوة في التربة الزراعية الفرنسية

كشفت دراسة نشرت نتائجها «الوكالة الفرنسية للتحول البيئي» الخميس عن وجود شبه منهجي للمواد البلاستيكية الدقيقة في التربة الزراعية في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا متطوعون ينظفون التلوث الذي غطى الشواطئ الرملية في منتجع أنابا الصيفي بعد تسرب نفط من ناقلتين في البحر الأسود (رويترز)

منطقة روسية تعلن حالة الطوارئ بسبب تسرب نفطي في البحر الأسود

أعلنت السلطات في منطقة كراسنودار بجنوب روسيا، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ على مستوى المنطقة، قائلة إن النفط لا يزال يتدفق إلى الساحل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«قوس تنين» في الفضاء تحوَّل إلى «قاعة مرايا بأبعاد كونية»

قاعة من المرايا بأبعاد كونية (ناسا)
قاعة من المرايا بأبعاد كونية (ناسا)
TT

«قوس تنين» في الفضاء تحوَّل إلى «قاعة مرايا بأبعاد كونية»

قاعة من المرايا بأبعاد كونية (ناسا)
قاعة من المرايا بأبعاد كونية (ناسا)

رصد تلسكوب «ويب» القوي، التابع لوكالة «ناسا»، أكثر من 40 نجماً قديماً في مجرّة بعيدة.

وأفادت دراسة، نشرتها دورية «نيتشر»، ونقلتها «سي بي إس نيوز»، بأنّ باحثين استخدموا تقنية تُسمَّى عدسة الجاذبية لتحديد النجوم. وتحدُث هذه الظاهرة عندما ينحني الضوء حول جسم سماوي كبير، ما يجعل الأجسام في الفضاء تبدو أقرب.

نجوم مثيرة للإعجاب (ناسا)

بفضل هذه التقنية، ألقى العلماء نظرة على 44 نجماً في «قوس التنين»؛ وهو جزء من مجموعة مجرّات «أبيل 370»، يبعد نحو 6.5 مليار سنة ضوئية عن الأرض. وأعلن «مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية» أنه دُون عدسة الجاذبية، فإنّ محاولة تحديد النجوم الفردية البعيدة ستكون مثل محاولة النظر إلى الغبار على القمر.

وحتى مع عمل عدسة الجاذبية مثل عدسة مكبّرة، لا يستطيع الباحثون عادةً أن يكتشفوا سوى نجم واحد أو عدد قليل من النجوم، كل مرّة، فأوضح المركز أن الضوء انحرف حول مجموعة المجرات، وحوَّل «قوس التنين»، الذي يكون عادةً على شكل حلزوني، إلى «قاعة من المرايا ذات أبعاد كونية». وسمح ذلك للباحثين برؤية العشرات من النجوم في وقت واحد.

في هذا الصدد، قال أحد المشاركين في الدراسة، فينغو صن، في بيان صدر عن المركز: «يُظهر هذا الاكتشاف الرائد، للمرّة الأولى، أنّ دراسة أعداد كبيرة من النجوم الفردية في مجرّة بعيدة أمرٌ ممكن، في حين وجدت دراسات سابقة، باستخدام تلسكوب «هابل» الفضائي، نحو 7 نجوم. الآن، أصبحنا قادرين على رصد النجوم التي كانت خارج قدرتنا سابقاً».

العالم الهائل (ناسا)

كما أنّ النجوم عينها مثيرة للإعجاب، فكثير منها كيانات عملاقة حمراء، مثل نجم «بيتلغوز» أو «منكب الجوزاء». وشرحت الدراسة أن المجرّة التي ضمَّتها تشكَّلت عندما كان عمر الكون نحو نصف عمره الحالي. وأشار الباحثون إلى أن مزيداً من الدراسات للمجرّة قد يتيح فَهْم هذه الأنواع من النجوم، ما يتيح للعلماء تعلُّم مزيد عن النجوم نفسها والكون الأوسع.