أليسون: لم أسمح بشيء يمنعني من تحقيق النجاح... ويجب كسر الأبواب المغلقة

الحكم الأسود الوحيد بالدوريات الأربع الأولى في إنجلترا يتحدث عن التحديات التي واجهها

يرى أليسون أن عمله في مكافحة الحرائق سيساعده كثيراً في مجال التحكيم (الغارديان)
يرى أليسون أن عمله في مكافحة الحرائق سيساعده كثيراً في مجال التحكيم (الغارديان)
TT

أليسون: لم أسمح بشيء يمنعني من تحقيق النجاح... ويجب كسر الأبواب المغلقة

يرى أليسون أن عمله في مكافحة الحرائق سيساعده كثيراً في مجال التحكيم (الغارديان)
يرى أليسون أن عمله في مكافحة الحرائق سيساعده كثيراً في مجال التحكيم (الغارديان)

يقول الحكم الإنجليزي لمباريات كرة القدم، سام أليسون، «نعم، أنا فخور بنفسي، لكنني لا أقول ذلك في معظم الأحيان. في الحقيقة، لم أكن أبداً بارعاً في منح نفسي أي شكل من أشكال المكافأة، فأنا دائماً ما أنتقد نفسي، لأنني كنت دائماً أعتقد أن مديحي لنفسي عبارة عن مضيعة للوقت.
لكنني لم أستطع إخفاء سعادتي عندما تلقيت مكالمة هاتفية بأنني أصبحت حكماً محترفاً. أنا سعيد للغاية، ومتحمس جداً». وأصبح أليسون، البالغ من العمر 39 عاماً، أحدث إضافة إلى القائمة الوطنية للحكام المحترفين في إنجلترا. وبداية من الموسم المقبل، سيتولى تحكيم مباريات في دوري الدرجة الثانية ودوري الدرجة الثالثة، وهو الأمر الذي سيختلف تماماً عن مباريات كرة القدم الخماسية التي كان يديرها، كما سيختلف أيضاً عن الـ200 مباراة أو نحو ذلك التي تولى تحكيمها على مستوى المقاطعات. وسيكون أليسون أيضاً هو الحكم الأسود الوحيد في الدوريات الأربع الأولى في إنجلترا، والأول منذ اعتزال أوريا ريني منذ أكثر من عشر سنوات.
يقول أليسون: «كان عقلي لا يتوقف عن التفكير خلال الأسابيع الأربعة أو الخمسة الماضية. وكنت أستعد دائماً لمثل هذا اليوم. إنني أريد أن أقوم بعمل جيد، بسبب المكان الذي أكون به، ولأنني أمثل كل من يشبهني أيضاً. أنا لا أفعل ذلك من أجلي فقط، بل أفعل ذلك من أجل الجميع، وأريد أن أقدم أفضل ما لدي. إنني أريد أن أبذل قصارى جهدي من أجل تقديم الأفضل دائماً». ومن غير المعتاد أن تكون قادراً على التحدث إلى شخص ما فور تلقيه لأهم نبأ في حياته المهنية، وهو اليوم الذي عمل من أجله لفترات طويلة.
وكانت مشاعر أليسون في ذلك اليوم حقيقية تماماً، وكان يشعر بسعادة غامرة، وكان يتحدث بطريقة تلقائية وغير مرتبة مسبقاً.
لكن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام كان يتمثل في وضوع هدفه وتركيزه الشديد، وهو ما يعطي إشارة على الأسباب الذي مكنته من فتح باب كان مغلقاً منذ فترة طويلة، وهو وجود حكم من أصحاب البشرة السمراء في مسابقات المحترفين في إنجلترا.
يقول أليسون: «كرجل أسود، هناك الكثير من التحديات في هذا العالم، وهناك الكثير من الحواجز، لكن عندما أقوم بربطها شخصياً بمجال التحكيم، يكون من الصعب القول إنني عانيت من أي حواجز لأنني انطلقت إلى القمة بسرعة كبيرة.
أنا لا أقول إنني لم أكن أعلم شيئاً عما كان يحدث في الأشهر القليلة الماضية فيما يتعلق بالعنصرية وحملة (حياة السود مهمة)، لأنني تأثرت بذلك كثيراً في حقيقة الأمر. لكن لا يمكنك سوى التحكم فيما تستطيع القيام به، ويمكنك أن تحاول تعليم الآخرين والتغلب على الصعوبات التي تواجهها قدر المستطاع. إنني أشعر بأنني قد أنهيت فترة التدريب المهني، وبأنني قد أنهيت تعليمي، ووصلت إلى المكان الذي كنت أسعى إليه، ولم أسمح لأي شيء بأن يمنعني من تحقيق النجاح».
ويسارع أليسون بالإشارة إلى أولئك الذين ساعدوه في هذه الرحلة الطويلة. ويعمل أليسون في مجال إطفاء الحرائق، ويشكر زملاءه الذين كانوا يقومون بعمله عندما كان يذهب لتحكيم المباريات. كما يشكر عائلته وزملاءه القدامى عندما كان لاعباً في نادي تشبنهام تاون.
كما يشيد أليسون بمعلميه بعيداً عن الملاعب، مثل سكرتير نادي تشيبنهام، جورج ماكافري، الذي شجعه على أن يصبح حكماً. ويعترف أليسون بأنه كان يعترض على قرارات الحكام عندما كان لاعباً.
يقول أليسون: «في الوقت الحالي يتم تشجيع الأشخاص من السود والآسيويين والأقليات العرقية، وكذلك المثليين، وهو الأمر الذي يجب أن نفعله جميعاً.
يتعين علينا أن نعمل كفريق عمل واحد لخدمة المجتمعات التي نمثلها. إنني أشعر بأنه يتعين عليّ أن أبذل قصارى جهدي وأعمل بجهد مضاعف، لكن إذا كنت ناجحاً فأنت لا تعرف ما إذا كان ذلك بسبب أن لديك هذا التصميم والحافز أم لا.
ويتعين عليك أيضاً أن تكون شجاعاً وتتخذ هذه الخطوة، وتقول لنفسك إنك قادر على تحقيق أهدافك وأحلامك. يتعين عليك أن تحاول كسر الأبواب المغلقة، لكن كل الأبواب تُفتح الآن».
ويرى أليسون أن عمله في مجال مكافحة الحرائق سيساعده كثيراً على التألق في مجال التحكيم، قائلاً: «إننا نقوم بالكثير من التدريبات البدنية في العمل، وهذا سوف يساعدني بكل تأكيد». ويصف أليسون أسلوبه في التحكيم بأنه محاولة «السماح للعبة بالتنفس قليلاً»، ويعترف بأن التحدي الأكبر كان يتمثل في التكيف مع الانتقال من لاعب يريد دعم زملائه في الفريق إلى شخص من المحتمل أن يكون مكروهاً على الأقل من نصف الأشخاص الذين يعمل معهم.
ويقول: «في نهاية المطاف، سيكون من الجيد أن يتم تقييمي كحكم جيد، لكن في معظم الأحيان فإن 50 في المائة من الناس يعتقدون أنك لست رائعاً، لأنهم يكونون في الجهة التي تؤثر عليهم القرارات أثناء المباراة.
لكنني أعشق هذه اللعبة، وسأعمل دائماً على ضمان أن أقوم بمهمتي على أكمل وجه. وإذا كان بإمكاني فعل ذلك، ولم يتحدث أحد عني بعد نهاية المباراة، فسيكون ذلك هو المطلوب».


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».