سياحة ما بعد اللقاح... أكثر خضرةً وذكاءً وأقل ازدحاماً

يناقش المعنيون بالسفر في هاواي إعادة إشراك سكان الجُزر في إنعاش السياحة بعد أن سئم الكثير منهم من السياحة المفرطة
يناقش المعنيون بالسفر في هاواي إعادة إشراك سكان الجُزر في إنعاش السياحة بعد أن سئم الكثير منهم من السياحة المفرطة
TT

سياحة ما بعد اللقاح... أكثر خضرةً وذكاءً وأقل ازدحاماً

يناقش المعنيون بالسفر في هاواي إعادة إشراك سكان الجُزر في إنعاش السياحة بعد أن سئم الكثير منهم من السياحة المفرطة
يناقش المعنيون بالسفر في هاواي إعادة إشراك سكان الجُزر في إنعاش السياحة بعد أن سئم الكثير منهم من السياحة المفرطة

على الرغم من نمو السياحة بوتيرة فاقت الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى السنوات التسع الماضية، فقد جاء الوباء ليتسبب في هلاكها تقريباً. فالقطاع الذي كان حتى وقت قريب يمثل 10% من قوة العمل في العالم يستعد الآن للتخلي عن 121 مليون وظيفة، مع توقع خسائر لا تقل عن 3.4 تريليون دولار، وفقاً لمجلة السياحة «وورلد ترافل».
لكن في فترة الهدوء النسبي، يخطط البعض لعودة صناعة السياحة في فترة ما بعد اللقاح لتصل إلى وضع أفضل مما كانت عليه قبل مارس (آذار) 2020 في ظل ظروف بيئية أفضل وازدحام أقل. إذا كانت السياحة المستدامة التي تهدف إلى موازنة التأثيرات الاجتماعية والبيئية المرتبطة بالسفر تمثل الحد الخارجي الطموح للسياحة البيئية قبل الوباء، فإن الحدود الجديدة هي «السفر المتجدد»، أو ترك المكان أفضل مما وجدته.
فحسب جوناثون داي، الأستاذ المساعد بجامعة «بوردو» الذي ترتكز أبحاثه على السياحة المستدامة، فإن «السياحة المستدامة تمثل الحد الأدنى، وهو ما يعني أنه في نهاية اليوم لن تكون هناك فوضى في المكان. فالسياحة المتجددة تعني أن نترك المكان أفضل للأجيال القادمة».
- تعريف التجديد
تعود جذور السفر التجديدي إلى التطوير والتصميم التجديديين، وهو ما يتضمن المباني التي تلبّي اشتراطات «المجلس الأميركي للمرافق البيئية في مجال الطاقة والتصميم البيئي. فهذا المفهوم له تطبيقاته في العديد من المجالات، بما في ذلك الزراعة المتجددة، والتي تهدف إلى استعادة التربة لحالتها وعزل الكربون». في هذا الصدد، قال بيل ريد، المهندس المعماري ومدير مجموعة «بيجينيسيز غروب»، وهي شركة تصميم مقرها ماساتشوستس ونيو مكسيكو والتي تنفذ مشروعات التصميم التجديدي منذ عام 2015 بما في ذلك المشاريع السياحية: «بشكل عام، الاستدامة، كما نراها اليوم، تدور حول إبطاء التدهور». ووصف ريد جهوداً مثل كفاءة الوقود وتقليل استخدام الطاقة بأنها «طريقة أبطأ للموت». وأضاف ريد أن «التجديد يعني استعادة ثم إعادة توليد القدرة على العيش في علاقة جديدة بطريقة مستمرة». ومع توقف معظم الرحلات في أثناء الوباء، لا يزال مفهوم السفر المتجدد عند بوابة البداية، لكن في فترة الهدوء تحدث الضجة الجديدة. فقد انضمت ست منظمات غير ربحية، بما في ذلك مركزا «السفر المسؤول» و«السفر الدولي المستدام»، إلى تحالف مستقبل السياحة، والذي يهدف إلى «بناء غد أفضل». فقد وقع ائتلاف من اثنتين وعشرين مجموعة سفر، بما في ذلك منظمو الرحلات السياحية مثل «دي أدفنتشرس» ومسوقو الرحلات مثل «مجلس السياحة السلوفيني» ومنظمات مثل «اتحاد السياحة التجاري»، على المبادئ التوجيهية الثلاثة عشر للائتلاف سابق الذكر، بما في ذلك «المطالبة بتوزيع عادل للدخل» و«تفضيل الجودة على الكمية».
تتحدث مؤسسة «السياحة النيوزيلندية» المعنية بالسياحة في البلاد عن قياس نجاحها ليس من الناحية الاقتصادية فحسب، بل أيضاً من ناحية رفاهية البلاد، مع مراعاة الطبيعة وصحة الإنسان وهوية المجتمع. ويناقش المعنيون بالسفر في هاواي إعادة وضع الجزيرة كوجهة ثقافية على أمل إعادة إشراك سكان الجزر في إنعاش السياحة بعد أن سئم الكثير منهم من السياحة المفرطة. لتوضيح هذه الخطوط العريضة، يشير داي، الأستاذ المشارك، إلى مفهوم الاقتصاد الدائري الذي يهدف إلى التخلص من النفايات من خلال المنظومة نفسها والحفاظ على المواد قيد الاستخدام من خلال إعادة الاستخدام والإصلاح وإعادة التدوير وتجديد النظم الطبيعية.
استطرد داي قائلاً: «ما زالت السياحة في بداية عملية تطبيق أفكار الاقتصاد الدائري على النظام وكيفية تنفيذ ذلك».
- التجديد في العمل
قد يتطلب تنفيذ تجربة سفر متجددة وجود شركة ناشئة يتخطى رأسمالها المليار دولار، لكنّ عدداً قليلاً من المشغلين يعرفون كيفية تنفيذ ذلك.
عملت «ريجينسيز» على تطوير منتجع «بلايا فيفا» الصغير جنوب مدينة زيتناغو بالمكسيك، المطل على ساحل المحيط الهادي الذي افتُتح في عام 2009، واستند تقييم الشركة إلى العقار الذي تزيد مساحته على 200 فدان تشمل الشواطئ على مصب النهر الغنيّ بالطيور والآثار القديمة وكذلك مشكلات الصيد الجائر والسلاحف والمدارس الفقيرة بالقرية. في النهاية، أصبحت بلدة غولوتشا الصغيرة بمثابة بوابة للمنتجع، واستفاد كل من المنتجع والسكان المحليين من نظام الزراعة العضوية، وأُضيف رسم 2% على عائدات أي صندوق ائتمان يستثمر في تنمية المجتمع. وأضاف ريد قائلاً: «بدلاً من مفاجئتنا بمنتجع سياحي يستولي على الأرض، لماذا لا نستفيد نحن القرية، فسيكون ذلك نقلة نوعية؟». يعد منتجع «بلايا فيفا» واحداً من 45 منتجعاً تابعاً لشركة «ريجينيتف ترافل»، وهي وكالة حجز تقوم بفحص الأعضاء استناداً إلى مقاييس مثل استخدام الكربون ورفاهية الموظفين وأنشطة الضيوف البحرية وتوفير مصادر طعام محلي. وقد جرى التعامل حتى الآن مع مؤهلات العضوية داخلياً، لكن الشركة تخطط لإطلاق نظام في سبتمبر (أيلول) يوضح التقدم التجديدي.
تهدف وكالة «وان سيد اسكديشنس» للسياحة ومقرها مدينة دنفر، إلى الجمع بين السفر والتنمية الاقتصادية. تستخدم الوكالة 10% من عائداتها لتقديم قروض من دون فائدة للمنظمات غير الحكومية المحلية، حيث تعمل في أماكن مثل نيبال وبيرو. ثم تقوم المجموعات المحلية بإصدار قروض صغيرة لأصحاب المشاريع المجتمعية في أعمال مثل الزراعة والبيع بالتجزئة.
وفي هذا الصدد، قال كريس بيكر، مؤسس الوكالة، إن «المناطق الأكثر احتياجاً لا تقع بالضرورة في مناطق الجذب السياحي الكبرى. نحن نريد استخدام السياحة لنتمكن من إفادة الناس خارج تلك المناطق». يتضمن العديد من المناقشات حول السياحة المتجددة التهديد الضمني بالعودة إلى السياحة المفرطة التي كانت مسؤولة عن أعداد زائدة من الزوار في أماكن مثل دوبروفنيك بكرواتيا والتي اضطرت في النهاية إلى تحديد عدد سفن الرحلات البحرية المسموح لها بالرسو يومياً في موسم الذروة. وفي هذا الإطار، قال غريغوري ميللر، المدير التنفيذي لمركز «السفر المسؤول»، وهي مجموعة غير ربحية تدافع عن السفر المستدام: «لفترة طويلة، كان نجاح السياحة يتحدد من خلال زيادة أعداد الزائرين وعدد ركاب الرحلات البحرية. حتى قبل الوباء، كانت هناك حاجة لإعادة التوازن حتى قبل تفشي المرض».
- من يحدد السياحة «الأفضل»؟
وفقا لأنصار السياحة المتجددة، إن تحديد ما الذي يجعل مكاناً أفضل ومن يتخذ هذا القرار، أمران يتطلبان مشاركة محلية؟
استخدمت منظمة السياحة «فيزيت فلاندرز» التي تمثل منطقة شمال بلجيكا، المدخلات المحلية لإعادة التفكير في مهمتها، وغيّرت موقفها من السفر المتنامي من أجل الاقتصاد إلى «اقتصاد المعنى»، وفقاً لخطتها الرئيسية. يتضمن ذلك العديد من المبادرات منها ربط الزوار بالسكان المحليين الذين يشاركونهم شغفهم بأشياء مثل التاريخ أو الطعام وجعل رواية القصص مركزية في مواقع مثل ساحات المعارك في الحرب العالمية الأولى. وفي السياق ذاته، قالت آنا بولوك، مديرة مؤسسة وكالة «كونشاس ترافيل» التعليمية الاستشارية والتي تعمل على توظيف قطاع السفر كقوة دافعة للخير: «لقد نجحنا في تحويل التفكير من أن يكون هدفهم الأساسي هو زيادة الأعداد إلى إنشاء وجهات مزدهرة».
تعتقد بولوك أن السفر التجديدي هو مفهوم إلى جانب العرض الذي يطلب من المشغلين بذل المزيد من الجهد من أجل البيئة والمجتمع أكثر مما يأخذونه منها. لكن المسافرين يلعبون دوراً رئيسياً في الطلب.
استطردت قائلة: «كن مدركاً لحقيقة أن رحلتك ستكون لها مجموعة من التكاليف المرتبطة بها، والتي يجب أن يدفعها شخص ما». على نفس المنوال: «هل يجب أن أشتري ذلك القميص الرخيص من ذلك المتجر على الطريق، مع العلم أنه تم إنشاؤه بواسطة العمالة شبه العبودية؟ فأنت الآن تفكر بوعي في المكان الذي يتعين عليك الشراء منه، أكثر مما تفكر في الجودة».
لا يزال يتعين على السفر المستدام، ناهيك بالسفر المتجدد، إيجاد حلول لانبعاثات الكربون الناتجة عن السفر الجوي. وإلى أن يتعافى الاقتصاد، من المحتمل أن يكون هناك سفر أقل، أو المزيد من السفر المحلي، أو سفر أبطأ بالسيارة أو القطار أو الدراجة أو على الأقدام. هذه اللحظة من التفكير، حسب المؤيدين، هي المكان الذي يبدأ عنده التجديد.
قال المهندس المعماري ريد: إن «الأمر يتعلق بكيفية تجديد علاقتنا بالحياة. فهذه عملية مستمرة، وسيحتاج أطفالنا لأن يتعلموا ذلك. فالتجديد هو دورة مستمرة للولادة الجديدة. هكذا نحافظ على الكوكب، إذ لا يمكنك الحصول على كوكب مستدام من دون تجديد».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

سفر وسياحة مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء.

محمد عجم (القاهرة)
سفر وسياحة الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد متسوقون يتجولون في مركز «دولفين» التجاري خلال «الجمعة السوداء» في ميامي (إ.ب.أ)

المستهلكون الأميركيون ينفقون 11.8 مليار دولار في «البلاك فرايدي»

شهد المستهلكون الأميركيون عطلة تسوق قياسية بعد عيد الشكر؛ حيث سجّل الإنفاق عبر الإنترنت في «الجمعة السوداء» (بلاك فرايدي) رقماً غير مسبوق، دافعاً تجارة التجزئة…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق السويد واحدة من أقل دول أوروبا كثافة سكانية (رويترز)

السويد تشجع السياح على زيارتها بهدف «الشعور بالملل»

تشجع السويد الزوار على السفر إليها بحثاً عن الراحة والهدوء.

«الشرق الأوسط» (ستوكلهوم)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».