«سوريا المستقبل» يدعو إلى الفيدرالية وإنهاء الاحتلالات

من أعمال المؤتمر الثاني لحزب سوريا المستقبل (موقع الحزب)
من أعمال المؤتمر الثاني لحزب سوريا المستقبل (موقع الحزب)
TT
20

«سوريا المستقبل» يدعو إلى الفيدرالية وإنهاء الاحتلالات

من أعمال المؤتمر الثاني لحزب سوريا المستقبل (موقع الحزب)
من أعمال المؤتمر الثاني لحزب سوريا المستقبل (موقع الحزب)

أنهى حزب (سوريا المستقبل) أعمال مؤتمره الثاني أمس بانتخاب رئاسة ومجلس عام جديد، وطالب البيان الختامي أن تكون «سوريا تعددية ذات نظام برلماني لا مركزي»، وإشراك ممثلين «من القوى السياسية ومكونات شمال وشرق البلاد وتمثيلها في مباحثات السلام الجارية بإشراف الأمم المتحدة»، وإنهاء كافة الاحتلالات «الأجنبية سيما الاحتلال التركي عبر مظلة أممية ودولية».
شارك في أعمال المؤتمر الذي عقد في مدينة الرقة الواقعة شمالي سوريا يوم السبت الماضي، 315 عضوًا من الحزب وممثلين عن الأحزاب والجهات السياسية والإدارة الذاتية إلى جانب مشاركة وجهاء وشيوخ عشائر عربية وكردية، وحضور ممثلي الحزب من مناطق الداخل السوري.
والمؤتمر عقد تحت شعار: «سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، ترسيخ الإدارة الذاتية، تعزيز قوات سوريا الديمقراطية»، حيث يعد الحزب ذو الأغلبية العربية، أحد أبرز الجهات السياسية التي تدير مناطق شرق الفرات إلى جانب «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وشارك في تأسيس «مجلس سوريا الديمقراطية»، المظلة السياسية لقوات الإدارة العسكرية.
هذا وقد طالب الحزب في بيانه الختامي، بإحالة ملف هفرين خلف، أمين عام الحزب السابقة والتي اغتيلت نهاية العام الفائت، إلى المحاكم الدولية المختصة. وقد قُتلت السياسية الكردية هفرين خلف، على أيدي مقاتلين ينتمون لـ«الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا، أثناء عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.
إبراهيم القفطان رئيس الحزب قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «عقدنا مؤتمرنا بهذه البقعة الجغرافية السورية، وسط ظروف عصيبة وقاسية يعيشها شعبنا جراء سياسات النظام القمعية والذي جعل من بلدنا الحبيب ساحة حرب إقليمية وعالمية أدت لانهيار البنية الاقتصادية والاجتماعية».
وأشار إلى أن «الحرب المستمرة منذ قرابة 10 سنوات بين الأطراف المتحاربة، أفرغت الحالة السياسية من مضمونها، شاركت فيها المجاميع الإرهابية التي تم تسهيل دخولها عبر تركيا بشكل واضح، وما زاد الوضع تعقيداً انقسام المعارضة المرتهنة لأجندات إقليمية ودولية أدى لتعقيد المشهد وانسداد أفق الحل». ولفت القفطان بأن الحزب يعمل إلى الوصول إلى سوريا تعددية لا مركزية، «يمر حتماً في تحالف القوى الوطنية الديمقراطية، وبدعم دولي وفق قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار الأممي 2254».



​مقاطعة البضائع الأميركية... ذريعة حوثية لابتزاز التجار

حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
TT
20

​مقاطعة البضائع الأميركية... ذريعة حوثية لابتزاز التجار

حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
حوثيون على متن دورية أثناء اعتقالهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

دهمت الجماعة الحوثية عدداً من الشركات والمحلات التجارية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ومدن أخرى، بهدف فرض مزيد من الإتاوات بالقوة، تحت ذريعة مقاطعة البضائع الأميركية.

واشتكى تجار ورجال أعمال في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استمرار المضايقات الحوثية لهم، وأفادوا بأن مندوبين برفقة مسلحين يتبعون وزارة التجارة في حكومة الانقلاب اقتحموا العشرات من الشركات والمحال التجارية بمناطق متفرقة بصنعاء بغية الابتزاز، وتحت ذريعة مقاطعة المنتجات والسلع الأميركية.

وكشف تجار في مناطق باب اليمن والتحرير وشميلة والزبيري وشارع الستين بصنعاء، عن قيام عناصر الجماعة أثناء عملية الدهم بتفتيش المستودعات وحصر البضائع بغية الاستيلاء عليها بالقوة بزعم أنها سلع تخضع لقرار المقاطعة.

وأوضحوا أن مندوبي الجماعة خيروهم بين دفع إتاوات بوصفها غرامة تأديبية أو مصادرة كميات السلع والبضائع التي كان التجار أعادوا تخزينها خوفاً من مصادرتها.

عنصر حوثي في صنعاء يجمع التبرعات لصالح «حزب الله» اللبناني (إكس)
عنصر حوثي في صنعاء يجمع التبرعات لصالح «حزب الله» اللبناني (إكس)

وكان رئيس مجلس الحكم الحوثي الانقلابي مهدي المشاط، أعلن قبل أيام عن قرار يقضي بمنع دخول وتداول المنتجات الأميركية في مناطق سيطرة الجماعة، مع منح مهلة للتجار تبلغ ثلاثة أشهر لتنفيذ القرار، مع التهديد باتخاذ «عقوبات صارمة» بحق المخالفين.

وفي حين لم تصدر وزارة التجارة الخاضعة للجماعة أي قوائم تتعلق بالبضائع والمنتجات الخارجية التي شملها قرار المقاطعة، يتخوف التجار في صنعاء من تصاعد حملات النهب والابتزاز ضدهم وفق الذريعة نفسها، مرجحين أن يؤدي القرار الحوثي إلى مزيد من التهاوي للاقتصاد الذي يعاني أصلاً من الانهيار المستمر، حيث يعتمد غالبيتهم على الاستيراد لتلبية الاحتياجات الأساسية.

حملة تعسف

يتحدث خالد، وهو مالك مول تجاري بصنعاء تعرض للدهم الحوثي، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن عناصر الجماعة قاموا باقتحام أحد المخازن التابعة له في شارع الستين لغرض الاستيلاء على كميات من المنتجات والسلع المتنوعة كان التاجر قد امتنع عن بيعها وألقاها بذلك المخزن استجابة لدعوة المقاطعة.

ولدى محاولة التاجر إقناع مندوبي الجماعة بأن هذه المنتجات لم تعد معروضة للبيع لكونها وضعت في المخازن، فرض الحوثيون غرامة مالية عليه تقدر بنحو 150 ألف ريال يمني (الدولار يساوي نحو 530 ريالاً يمنياً بمناطق الحوثيين) بذريعة عدم التزامه بتصريفها في الأشهر السابقة.

الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)
الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)

ويتهم التاجر الجماعة الحوثية بالسعي مُجدداً لابتزاز التجار وفرض جبايات بالقوة دعماً للمجهود الحربي، تحت عدة أسماء غير قانونية.

ويعاني القطاع الخاص اليمني، بما فيه القطاعان التجاري والصناعي، منذ أكثر من 10 أعوام أعقبت الانقلاب الحوثي والحرب، من سلسلة حملات تعسف ونهب وإغلاق ومصادرة وفرض جبايات مالية غير قانونية.

أسوأ الاقتصادات

يأتي التعسف الحوثي ضد التجار في وقت أظهرت فيه شركة «براند فيجين» المعنية برصد العلامات التجارية، بحسب تقرير حديث - أن اليمن ضمن قائمة أسوأ ثمانية اقتصادات في العالم في عام 2025، واحتل اليمن - وفق القائمة - المرتبة الثانية.

باعة يتعرضون للابتزاز من قبل مسلحي الجماعة الحوثية (فيسبوك)
باعة يتعرضون للابتزاز من قبل مسلحي الجماعة الحوثية (فيسبوك)

ودمّر الانقلاب والحرب الحوثية كل القطاعات في اليمن، ما أدى إلى حالات ركود متكررة، حيث شهد اليمن بالفترة بين 2015 و2023 انخفاضاً بنسبة 54 في المائة بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، ما ترك غالبية اليمنيين في حالات فقر متفاوتة، وفق ما ذكره البنك الدولي.

وسبق أن شنت جماعة الحوثيين في أوقات سابقة حملات ابتزاز على عدد من الشركات والمحلات التجارية في صنعاء ومدن أخرى بذريعة مقاطعة المنتجات الأميركية، حيث تسعى الجماعة من خلال ذلك إلى تضييق الخناق على ما تبقى من التجار الذين يعملون في البلاد لإحلال طبقة جديدة من التجار التابعين لها مكانهم.