تنافس الحوثيين على ابتزاز التجار من أسباب «مذبحة الجوعى» في صنعاء

خوف الشركات من البطش يدفعها للاحتماء بأحد أجنحة الميليشيات

صورة  بثها إعلام الحوثيين من موقع حادثة التدافع في صنعاء (أ.ف.ب)
صورة بثها إعلام الحوثيين من موقع حادثة التدافع في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

تنافس الحوثيين على ابتزاز التجار من أسباب «مذبحة الجوعى» في صنعاء

صورة  بثها إعلام الحوثيين من موقع حادثة التدافع في صنعاء (أ.ف.ب)
صورة بثها إعلام الحوثيين من موقع حادثة التدافع في صنعاء (أ.ف.ب)

في حين اتخذ الانقلابيون الحوثيون من «مذبحة الجوعى» التي أودت بأكثر من 200 شخص من الفقراء ما بين قتيل وجريح، مبرراً لحملة تشهير بإحدى المجموعات التجارية وتحميلها المسؤولية؛ كشفت مصادر تجارية عن أن تنافس الأجنحة الحوثية له دور في وقوع المذبحة، إلى جانب رغبة المجموعة التجارية نفسها في تحدي ممارسات الانقلابيين.
ووقعت «مذبحة الجوعى» قبل يومين من عيد الفطر في مدرسة وسط العاصمة صنعاء، خلال تنظيم مجموعة الكبوس التجارية فعالية لتوزيع مساعدات مالية للفقراء تقدر بـ5 آلاف ريال (الدولار يساوي 560 ريالا). وأكّد شهود عيان أن لجوء عناصر حوثية إلى إطلاق النار لتفريق تجمع الفقراء، ومنع المجموعة التجارية من تقديم المساعدات؛ تسبب في حدوث المأساة.
وتفيد مصادر تجارية في العاصمة صنعاء بأن المجموعات التجارية اليمنية تحاول الاستفادة من تنافس الأجنحة الحوثية لاستمرار أنشطتها التجارية ومواجهة ممارسات الابتزاز، وفي مقابل ما يجري ضدها من حملات دعاية؛ فإن هناك حملات أخرى من أجنحة حوثية أخرى تساندها.
المصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة الكبوس التجارية أرادت مؤخرا إيصال رسالة تحدٍ إلى أجنحة في الميليشيات الحوثية من خلال جمع الفقراء وتقديم المساعدات لهم علنا، في حين أن غالبية البيوت والمجموعات التجارية تقدم مساعدات مالية للفقراء خفية عن الميليشيات.
وطبقاً للمصادر؛ فإن مجموعة الكبوس التجارية تواجه ممارسات الابتزاز الحوثية، مستعينة بعدد من قيادات الأجنحة الحوثية لحمايتها من مساعي الأجنحة الأخرى لتأميم ومصادرة أنشطتها وممتلكاتها.
وبينت المصادر أن غالبية الشركات والمجموعات التجارية الكبرى والعريقة؛ اتبعت هذه الطريقة في التعامل مع حملات الابتزاز الحوثية، ولجأت إلى التقرب من الأجنحة الحوثية الأكثر واقعية وعقلانية للحصول على دعمها وحمايتها، ومن تلك الأجنحة، العائلات الحوثية التي تنتمي إلى محافظة صنعاء أو كانت تقيم في العاصمة ولديها علاقات ونفوذ خلال فترة حكم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.
ووفقا للمصادر؛ لدى هذه العائلات رؤى وأفكار مختلفة عن أساليب وممارسات العائلات الحوثية القادمة من صعدة، التي تسعى إلى الاستئثار بكل شيء، ومن ذلك احتكار الأنشطة التجارية والاقتصادية لصالحها، بعكس الأولى التي تسعى إلى تطويع تلك الأنشطة لصالح الميليشيات دون الاستحواذ عليها، والسماح لها بالاحتفاظ بهويتها وخبراتها.
وفي بيان لها؛ دعت مجموعة الكبوس التجارية، جميع رجال الأعمال إلى التآزر ضد ما وصفته بـ«المؤامرات التي تستهدف وحدة صف التجار والنشاط الاقتصادي في اليمن»، داعية وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحرص على الصدق والشفافية في نقل الأحداث والأخبار، وتجنب نشر الشائعات والأخبار غير المؤكدة، والتأكد من المصادر الموثوقة قبل نشر أي معلومة.
وذكر رئيس المجموعة في البيان أن حسابات مزيفة باسمه على مواقع التواصل، تنشر معلومات وآراء حول واقعة التدافع، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل؛ في تلميح منه إلى أن ما تنشره تلك الحسابات تهدف إلى توريطه في صدام مع الانقلابيين الحوثيين؛ حيث إن ما تنشره تلك الحسابات يتهم الانقلابيين بالتورط في الواقعة، والسعي إلى نهب المساعدات.
من جانبها، حذرت الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة صنعاء، من محاولات النيل من سمعة المجموعة التجارية وتأليب الرأي العام ضدها، مشيرة إلى الحسابات المزيفة باسم رئيس المجموعة التي تعمل للنيل من سمعة المجموعة وتأليب الرأي العام واختلاق أزمات، حسب ما جاء في بيان للغرفة.
وطالبت الغرفة في بيانها جميع رجال الأعمال بالتآزر ضد المؤامرات التي ادعت أنها تستهدف وحدة صف التجار والنشاط الاقتصادي.
وتتوقع مصادر في العاصمة صنعاء أن تواجه مجموعة الكبوس التجارية معارك قضائية جديدة، وذلك بعد أن أعلن الانقلابيون تحرك النيابة التابعة لها فوراً للتحقيق حول القضية، في حين ذكرت وسائل إعلام الميليشيات الحوثية أن القيادي مهدي المشاط رئيس ما يعرف بـ«المجلس السياسي الأعلى» وجه بتشكيل لجنة من أجهزة جماعته للتحقيق في الحادثة.
ومنذ ما يقارب العامين، تنظر المحكمة التجارية الخاضعة للميليشيات الحوثية في دعوى ضد مجموعة الكبوس التجارية وشركات تجارية أخرى؛ تقدمت بها «هيئة الزكاة» وهي كيان حوثي مستحدث يرأسه القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان؛ بغرض انتزاع جميع أنواع الزكاة والمساعدات والصدقات التي تقدمها المجموعة والشركات، واحتكارها من طرف الهيئة.
وسبق لميليشيا الحوثي اقتحام مقرات مجموعة الكبوس التجارية في صنعاء وعدد من فروعها وقامت بإغلاقها بذرائع مختلفة.
واتهم المركز الأميركي للعدالة الميليشيات الحوثية باحتكار الأعمال الخيرية لصالح الكيانات التي تنشئها لتبرير نهب المساعدات وتوجيهها، وإلزام التجار ورجال الأعمال بتوريد المساعدات التي يقدمونها إلى تلك الكيانات.
وأوضح المركز الذي يعمل من الولايات المتحدة الأميركية أنه حصل على شهادات من رجال أعمال يمنيين حول إجبارهم من قبل الميليشيات على دفع الأموال المخصصة للأعمال الخيرية إلى قياداتها وكياناتها.
ووفقا لأحد أولئك التجار؛ فإن الميليشيات، وبعد أن علمت أنه أنفق مبالغ أخرى للمحتاجين ضمن بيئته بعد دفعه المبالغ الكبيرة التي أجبرته عليها؛ عادت لمعاقبته بإجباره على دفع أموال إضافية لها باسم «غرامة إخفاء ما عليه من زكاة».
ومن الكيانات التي أنشأتها الميليشيات للسيطرة على المساعدات والأعمال الخيرية؛ الهيئة العامة للزكاة، والمجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية، إضافة إلى المؤسسات الأخرى المعنية برعاية أسر قتلى وجرحى الميليشيات في المعارك.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي على جنين ودير البلح

جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي على جنين ودير البلح

جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (د.ب.أ)

قُتل 6 فلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مخيّم جنين في شمال الضفّة الغربية المحتلّة، وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.

وأعلنت الوزارة في بيان سقوط «6 شهداء وعدد من الإصابات جراء قصف الاحتلال على مخيم جنين»، مشيرةً إلى أنّ حالة الجرحى «مستقرة».

بدوره، أكّد محافظ جنين كمال أبو الرُب لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ «المخيم تعرض لقصف بثلاثة صواريخ إسرائيلية».

يأتي هذا القصف الجوي الإسرائيلي بعد حوالي شهر من محاولات قامت بها السلطة الفلسطينية للسيطرة على مخيم جنين واعتقال مسلحين داخله وصفتهم بـ«الخارجين عن القانون».

وفي سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية قصفاً إسرائيلياً على منزل في دير البلح بوسط قطاع غزة تسبب في مقتل 11 شخصاً وإصابة آخرين في الهجوم.

وقتل خلال الاشتباكات بين أجهزة السلطة الفلسطينية والمسلحين في المخيم أكثر من 14 فلسطينياً، من بينهم 6 من أفراد الأجهزة الأمنية ومسلّح.

وأعلن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب، في مؤتمر صحافي قبل يومين، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت خلال حملتها 246 مطلوباً «خارجاً عن القانون».

وكانت العمليات العسكرية الإسرائيلية توقفت في المخيم منذ أن بدأت السلطة الفلسطينية حملتها عليه قبل أكثر من شهر.