بعد أقل من 24 ساعة على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من حديقة البيت الأبيض، الذي أعلن فيه رسمياً قبوله ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، تظاهر الآلاف في العاصمة واشنطن، إحياءً للذكرى السنوية الـ57 على الخطاب التاريخي الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ «لدي حلم».
وسار الآلاف من أمام النصب التذكاري للرئيس السابق أبراهام لينكولن الملقب بمحرر العبيد، إلى نصب مارتن لوثر كينج جونيور، في مظاهرة نظمها ناشطون داعمون للحقوق المدنية وإنهاء التفرقة العنصرية ودعم إصلاح الشرطة. وقال القس آل شاربتون الذي يرأس «شبكة العمل الوطنية» التي نظمت النشاط، «لا نريد أن يكون هذا مجرد صيف ساخط، بل نريد أن نقوم بما قاموا به قبل 57 عاماً، وأن نقول للحكومة الفيدرالية إننا في حاجة إلى تشريع». وقال مارتن لوثر كينغ الثالث، نجل زعيم الحقوق المدنية وأحد منظمي المسيرة «يجب علينا دائماً إيجاد طرق لإجراء مظاهرات سلمية». وأضاف «في حين أنني لا أتغاضى عن العنف على الإطلاق، إلا أنني أتفهم سبب لجوء الناس إلى العنف». وقال «كمجتمع أنت تضحي بشخص ما وتقول له أنا أضع ركبتي على رقبتك وعليك أن تدعني أقوم بذلك، هذا ليس صحيحاً»، وذلك في إشارة إلى حادثة مقتل جورج فلويد الرجل الأسود تحت ركبة رجل شرطة في مدينة منيابوليس في مايو (أيار) الماضي.
وتأتي المظاهرة في الوقت الذي يسيطر فيه التوتر على عدد من المدن الأميركية، وخصوصاً في مدينة كينوشا بولاية وسكنسن، التي شهدت يوم الأحد إطلاق الشرطة النار مرات عدة على رجل أسود يدعى جاكوب بليك من الخلف؛ ما أدى إلى شلله. وانتشر نحو 150 من قوات الحرس الوطني في المدينة يوم الخميس في إطار جهود لضمان الهدوء لليلة ثانية بعد ليالٍ عدة من الاحتجاجات على حادثة إطلاق النار، أثارت اضطرابات أدت إلى مقتل شخصين هذا الأسبوع. وكان حاكم الولاية الديمقراطي توني إيفرز قد قرر نشر الحرس الوطني للولاية بعد اتصال هاتفي مع الرئيس دونالد ترمب، إثر تصاعد التوتر في المدينة الواقعة على بحيرة ميشيغان، وقيام الشرطة بإلقاء القبض على عدد من الناشطين. وقال الميجر جنرال بول ناب من الحرس الوطني «نحن هنا للحفاظ على السلامة العامة والهدوء»، بحسب وكالة «رويترز». ومقابل المظاهرات التي خرجت منددة بعنف الشرطة، خرجت مظاهرات نظمها يمينيون كان بعضهم مُسلحاً في احتجاجات منافسة بهدف «الحفاظ على السلم ومحاولة وقف النهب وأعمال العنف والشغب». وقُتل في تلك المظاهرات شخصان وأصيب ثالث بجروح برصاص شاب يبلغ 17 عاماً أطلقه من بندقية كان يحملها في الاحتجاجات التي شهدتها كينوشا يوم الثلاثاء. ووُجهت يوم الخميس للمراهق، كايل ريتنهاوس من ولاية إيلينوي، تهمتا قتل، بالإضافة إلى الشروع في القتل وتعريض حياة الآخرين للخطر بشكل متهور. وقال حاكم ولاية وسكنسن «أود أن أقول لهؤلاء الأشخاص الذين يركضون ببنادق دون سبب واضح... ابقوا في المنزل. دعوا الناس هنا يحتجون بشكل سلمي». وساهم إعلان المدعي العام في الولاية راستن شيسكي عن هوية الضابط الذي أطلق النار من مسافة قريبة على ظهر بليك بعد أن فتح باب سيارته، رغم قوله إنه عثر أيضاً على سكين في أرضية سيارته، في ترسيخ الهدوء في مدينة كينوشا.
كما أدت أحداث المدينة إلى موجة من الاحتجاجات في مدن أخرى، شارك فيها رياضيون محترفون، بدءاً من لاعبي دوري كرة السلة للمحترفين إلى رابطة هوكي الجليد في أميركا الشمالية، الذين أعلنوا إضراباً عن المباريات. وانتقد الرئيس ترمب حملات المقاطعة هذه، قائلاً إن دوري كرة السلة أصبح «مثل منظمة سياسية». في المقابل، أشادت السيناتور الديمقراطية كامالا هاريس، مرشحة الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، بلاعبي دوري السلة. وقالت هاريس، وهي مدعية عامة سابقة لولاية كاليفورنيا، وتعهدت بأن تتولى هي الرد على ترمب، إنها تعتقد بضرورة توجيه اتهام للضابط الذي أطلق النار على بليك. وأضافت وفق ما جاء في مقتطفات من مقابلة أجرتها معها شبكة «إن بي سي نيوز»، «ليس لدي كل الأدلة، لكن بناءً على ما رأيته، يبدو أنه يجب توجيه الاتهام إلى الضابط». كما أعرب زعيم الحقوق المدنية جيسي جاكسون في مؤتمر صحافي عن أسفه لما أسماه «نمط قتل السود»، وألقى باللوم على ترمب متهماً إياه «بخلق ثقافة يتم فيها تشجيع الشرطة على استخدام القوة المفرطة»، على حد قوله. وطالب النشطاء والمدافعون عن المجتمع المدني وعائلة بليك بتوجيه الاتهام إلى ضابط الشرطة.
الآلاف يتظاهرون في ذكرى خطاب مارتن لوثر كينغ «لدي حلم»
الآلاف يتظاهرون في ذكرى خطاب مارتن لوثر كينغ «لدي حلم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة