«الصحة العالمية» قلقة من عدم وصول لقاح «كوفيد ـ 19» إلى الدول الفقيرة

غيبريسوس لدى مشاركته في مؤتمر حول أزمة «كورونا» في فبراير (رويترز)
غيبريسوس لدى مشاركته في مؤتمر حول أزمة «كورونا» في فبراير (رويترز)
TT

«الصحة العالمية» قلقة من عدم وصول لقاح «كوفيد ـ 19» إلى الدول الفقيرة

غيبريسوس لدى مشاركته في مؤتمر حول أزمة «كورونا» في فبراير (رويترز)
غيبريسوس لدى مشاركته في مؤتمر حول أزمة «كورونا» في فبراير (رويترز)

تتلقى منظمة الصحة العالمية خلال أيام سيلاً من التعهدات بتقديم الدعم لخطتها الرامية إلى توفير لقاحات «كوفيد-19» للجميع، لكنها أصبحت مضطرة لخفض سقف طموحاتها، وسط قلق من عدم وصول اللقاح إلى الدول الفقيرة في الوقت المناسب.
فقد أبرمت الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا والاتحاد الأوروبي صفقاتها الخاصة لتأمين ملايين الجرعات لمواطنيها، في تجاهل لتحذير من المنظمة التابعة للأمم المتحدة من أن اتباع نهج قومي في ما يتعلق باللقاح سيتسبب في شح الإمدادات، كما نقلت وكالة «رويترز».
ويحذر خبراء من أن تبني دول أخرى قادرة للنهج ذاته سيترتب عليه عدم تطبيق استراتيجية منظمة الصحة العالمية لمكافحة جائحة فيروس «كورونا المستجد» على مستوى العالم بصورة تتسم بالعدالة.
وقال أليكس هاريس، رئيس إدارة السياسة العالمية في منظمة «ويلكوم تراست» الصحية الخيرية: «إذا حدث ذلك، فمن الواضح للغاية أنه لن يكون هناك كميات كافية من اللقاح متاحة لأي دول أخرى، وبالأخص خلال الأشهر الستة إلى التسعة الأولى». ويترتب على الدول التي ترغب في المشاركة في مبادرة منظمة الصحة العالمية (كوفاكس) أن تقدم ما يفيد برغبتها في ذلك بحلول يوم الاثنين. وقدمت أكثر من 170 دولة، من بينها كندا والنرويج وكوريا الجنوبية وبريطانيا، ما يفيد برغبتها في المشاركة، ولكن بشكل غير ملزم، في المبادرة التي تصفها المنظمة بأنها الوحيدة على مستوى العالم التي تضمن إتاحة لقاحات «كوفيد-19» للدول الغنية والفقيرة على حد سواء.
وسجلت المنظمة 9 لقاحات محتملة للوقاية من المرض، ووضعت خططاً للحصول على ملياري جرعة، وتوزيعها بحلول نهاية 2021 لكل الدول المشاركة. لكن المنظمة تواجه مشكلات في إقناع الدول الغنية بالمشاركة الكاملة. وانتقد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، الدول التي تحاول الاستئثار باللقاح، محذراً من أن تلك الاستراتيجية ستفاقم الجائحة. وفي نداء أخير لحشد الدعم، قبل انقضاء المهلة يوم الاثنين، كتب خطابات للدول الأعضاء يحثها على المشاركة.
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية لوكالة «رويترز» إن المفوضية «ملتزمة تماماً» بإنجاح «كوفاكس»، رغم دخولها في محادثات موازية مع شركات تصنيع اللقاحات لتزويد التكتل بجرعات.
وقالت بريطانيا إنها تدعم «كوفاكس» لضمان الوصول بشكل عادل للقاحات في العالم، بما في ذلك التمويل، في وقت تعقد فيها اتفاقاتها الخاصة الثنائية لإمدادها باللقاحات.
ولم يعلق البيت الأبيض بعد على الموقف. ولم تشارك الولايات المتحدة في إطلاق البرنامج في أبريل (نيسان)، ولا في مناسبة أقيمت لجمع الأموال في مايو (أيار). وشرح مسؤول كبير في حكومة أوروبية المعضلة التي تواجه الدول الغنية، متسائلاً: كيف يمكن دعم توفير اللقاح للدول النامية، في وقت ربما لا يكون هناك ما يكفي لشعبك، وأضاف أن تحويل الموارد إلى الخارج هو أمر «من الصعب إقناع الناس به في الداخل».


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.