تقرير: لا خطة لإعادة ملايين الموظفين إلى مكاتب العمل قريباً

رجل يعمل على جهاز الكومبيوتر من المنزل (أرشيف - رويترز)
رجل يعمل على جهاز الكومبيوتر من المنزل (أرشيف - رويترز)
TT

تقرير: لا خطة لإعادة ملايين الموظفين إلى مكاتب العمل قريباً

رجل يعمل على جهاز الكومبيوتر من المنزل (أرشيف - رويترز)
رجل يعمل على جهاز الكومبيوتر من المنزل (أرشيف - رويترز)

قال خمسون من أكبر أرباب العمل في المملكة المتحدة الذين استجوبتهم هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إنهم لا يخططون لإعادة جميع الموظفين إلى المكاتب بدوام كامل في المستقبل القريب.
وقالت نحو 24 شركة إنه ليس لديها أي خطط لإعادة العمال إلى المكاتب.
ومع ذلك، فتحت 20 من الشركات مكاتبها للموظفين غير القادرين على العمل من المنزل.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعود فيه العديد من الموظفين إلى العمل من العطلة الصيفية مع تزايد احتمال وجود فترة طويلة من العمل في المنزل.
واستجوبت «بي بي سي» 50 من أصحاب العمل الكبار، من البنوك إلى تجار التجزئة، للتعرف على الوقت الذي يتوقعون فيه مطالبة الموظفين بالعودة إلى المكتب.
وكان أحد الأسباب الرئيسية لعدم وجود حماس كبير يرتبط بهذه الخطة أن الشركات لم تتمكن من رؤية طريقة لاستيعاب أعداد كبيرة من الموظفين بينما لا تزال أنظمة التباعد الاجتماعي سارية.
وقال العديد من الشركات إنها تعرض الاختيار والمرونة لمن يريدون العودة، لا سيما في قطاعي البنوك والتمويل.
وأعلن بعض الشركات بالفعل أنه ليس لديها خطط للعودة إلى المكتب حتى أواخر الخريف، وقالت «فيسبوك» إنها لا تخطط لإعادة الموظفين حتى يوليو (تموز) عام 2021.
وقرر بعض الشركات الصغيرة التخلي عن مكاتبها تماماً.
تدير تارا تومز وكالة علاقات عامة لها مكتب في قلب الحي التجاري في برمنغهام. ولا يمكن لفريقها المكون من ثمانية أفراد أن يتلاءم مع المساحة المتوفرة لديهم إذا أرادوا الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي، ولن تجدد عقد إيجار المكتب في سبتمبر (أيلول). وقالت لـ«بي بي سي»: «أنا شخصياً لا أريد أن أجبر فريقي على العودة إلى استخدام المواصلات العامة». وتابعت: «إن عدم وجود أربعة جدران حولنا لن يغيّر ديناميكية أو ثقافة الفريق. إذا كان هناك أي شيء، فسوف يجعلنا أكثر ريادة في الطريقة التي يسير بها عالم العمل». وقالت إن الأموال التي تم توفيرها على الإيجار والمرافق والوقت الذي يقضيه عدم التنقل هي مزايا أخرى للتخلي عن المكتب.
واعترف عمدة برمنغهام آندي ستريت، بأن التحديات التي تواجه الأعمال التجارية في وسط المدينة خطيرة، لكنه قال إنه يأمل أن يتحسن المناخ تدريجياً. وأضاف: «لا يمكن إنكار أن هذا وضع صعب للغاية بالنسبة للشركات التي تزدهر على خلفية وجود شاغلي المكاتب الكبيرة هناك. ما نحاول القيام به هو بناء الثقة بشكل مطرد في أنه من الآمن العودة إلى وسط المدينة». وقال إن نظام النقل في برمنغهام يعمل حالياً بنحو 20% من أرقام ما قبل فيروس «كورونا»، لكنه يأمل أن يرتفع إلى 50% خلال الخريف.
ومع ذلك، فإن هذا يعني أن الإقبال على وسط المدينة -وهو شريان الحياة للشركات التي تعتمد على العاملين في المكاتب والركاب- سيكون في أفضل الأحوال نصف ما هو عليه في الأوقات العادية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
TT

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

في الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، تنافست أعمال استثنائية نقلت قصصاً إنسانية مؤثّرة عن واقع المرأة في إيران وأفغانستان. وسط أجواء الاحتفاء بالفنّ السينمائي بوصفه وسيلةً للتعبير والتغيير، قدَّم فيلما «السادسة صباحاً» للإيراني مهران مديري، و«أغنية سيما» للأفغانية رؤيا سادات، شهادتين بارزتين على تحدّيات النساء في بيئاتهن الاجتماعية والسياسية.

«السادسة صباحاً»... دراما الصراع مع السلطة

يروي الفيلم قصة «سارة»، الشابة الإيرانية التي تتأهّب لمغادرة طهران لإكمال دراستها في كندا. تتحوّل ليلة وداعها مواجهةً مفاجئةً مع «شرطة الأخلاق»؛ إذ يقتحم أفرادها حفلاً صغيراً في منزل صديقتها. يكشف العمل، بأسلوب مشوّق، الضغط الذي تعيشه النساء الإيرانيات في ظلّ نظام تحكمه الرقابة الصارمة على الحرّيات الفردية، ويبرز الخوف الذي يطاردهن حتى في أكثر اللحظات بساطة.

الفيلم، الذي أخرجه مهران مديري، المعروف بسخريته اللاذعة، يجمع بين التوتّر النفسي والإسقاطات الاجتماعية. وتُشارك في بطولته سميرة حسنبور ومهران مديري نفسه الذي يظهر بدور مفاوض شرطة يضيف أبعاداً مرعبة ومعقَّدة إلى المشهد، فيقدّم دراما تشويقية.

لقطة من فيلم «أغنية سيما» المُقدَّر (غيتي)

«أغنية سيما»... شهادة على شجاعة الأفغانيات

أما فيلم «أغنية سيما»، فهو رحلة ملحمية في زمن مضطرب من تاريخ أفغانستان. تدور الأحداث في سبعينات القرن الماضي، حين واجهت البلاد صراعات سياسية وآيديولوجية بين الشيوعيين والإسلاميين. يتبع العمل حياة «ثريا»، الشابة الشيوعية التي تناضل من أجل حقوق المرأة، وصديقتها «سيما»، الموسيقية الحالمة التي تبتعد عن السياسة.

الفيلم، الذي أخرجته رؤيا سادات، يستعرض العلاقة المعقَّدة بين الصديقتين في ظلّ انقسام آيديولوجي حاد، ويُظهر كيف حاولت النساء الأفغانيات الحفاظ على شجاعتهن وكرامتهن وسط دوامة الحرب والاضطهاد. بأداء باهر من موزداح جمال زاده ونيلوفر كوخاني، تتراءى تعقيدات الهوية الأنثوية في مواجهة المتغيّرات الاجتماعية والسياسية.

من خلال هذين الفيلمين، يقدّم مهرجان «البحر الأحمر» فرصة فريدة لفهم قضايا المرأة في المجتمعات المحافظة والمضطربة سياسياً. فـ«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة، مع الإضاءة على دور الفنّ الحاسم في رفع الصوت ضدّ الظلم.

في هذا السياق، يقول الناقد السينمائي الدكتور محمد البشير لـ«الشرق الأوسط»، إنّ فيلم «السادسة صباحاً» ينساب ضمن وحدة زمانية ومكانية لنقد التسلُّط الديني لا السلطة الدينية، واقتحام النيات والمنازل، وممارسة النفوذ بمحاكمة الناس، وما تُسبّبه تلك الممارسات من ضياع مستقبل الشباب، مثل «سارة»، أو تعريض أخيها للانتحار. فهذه المآلات القاسية، مرَّرها المخرج بذكاء، وبأداء رائع من البطلة سميرة حسنبور، علماً بأنّ معظم الأحداث تدور في مكان واحد، وإنما تواليها يُشعر المُشاهد بأنه في فضاء رحب يحاكي اتّساع الكون، واستنساخ المكان وإسقاطه على آخر يمكن أن يعاني أبناؤه التسلّط الذي تعيشه البطلة ومَن يشاركها ظروفها.

على الصعيد الفنّي، يقول البشير: «أجاد المخرج بتأثيث المكان، واختيار لوحات لها رمزيتها، مثل لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للهولندي يوهانس فيرمير، ورسومات مايكل أنجلو على سقف كنيسة سيستينا في الفاتيكان، وغيرها من الرموز والاختيارات المونتاجية، التي تبطئ اللقطات في زمن عابر، أو زمن محدود، واللقطات الواسعة والضيقة».

يأتي ذلك تأكيداً على انفتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، ومراهنته على مكانته المرتقبة في قائمة المهرجانات العالمية، وترحيبه دائماً بكل القضايا المشروعة.

ونَيل «أغنية سيما» و«السادسة صباحاً» وغيرهما من أفلام هذه الدورة، التقدير، وتتويج «الذراري الحمر» للتونسي لطفي عاشور بجائزة «اليُسر الذهبية»، لتقديمه حادثة واقعية عن تصفية خلايا إرهابية شخصاً بريئاً... كلها دليل على أهمية صوت السينما التي أصبحت أهم وسيلة عصرية لمناصرة القضايا العادلة متى قدّمها مُنصفون.

وأظهر المهرجان الذي حمل شعار «للسينما بيت جديد» التزامه بدعم الأفلام التي تحمل قضايا إنسانية عميقة، مما يعزّز مكانته بوصفه منصةً حيويةً للأصوات المبدعة والمهمَّشة من مختلف أنحاء العالم.