11 سينمائية فرنسية ينتفضن ضد التمييز العرقي والجنسي

نادرة عيادي  -  حفصية حرزي  -  آيسة مايغا
نادرة عيادي - حفصية حرزي - آيسة مايغا
TT

11 سينمائية فرنسية ينتفضن ضد التمييز العرقي والجنسي

نادرة عيادي  -  حفصية حرزي  -  آيسة مايغا
نادرة عيادي - حفصية حرزي - آيسة مايغا

لا تعيش الممثلة قصص شخصيات أدوارها فحسب، بل إن لها قصتها الخاصة في مواقع التصوير. وهي حكايات قد تختلف في تفاصيلها لكنها تشترك في التنديد بالأجواء الذكورية التي تسيطر على ميدان الإنتاج السينمائي في فرنسا. هذا هو مضمون فيلم «بيغماليونات» الذي اشتركت في أدائه 11 فنانة ممن يشتغلن في باريس، وتتنوع وظائفهن ما بين التمثيل والإخراج والإنتاج والتقنية والوكالة الفنية.
حرمت «كورونا» الجمهور العريض من مشاهدة هذه الوثيقة التي تشبه صرخة احتجاج تنطلق من مجموعة حناجر مرة واحدة. فقد تم إغلاق صالات العرض بعد فترة وجيزة من نزوله إليها. وهو فيلم يجمع فنانات من أصول مختلفة، أوروبية وأفريقية وجدن فرصهن في دهاليز صناعة السينما الفرنسية، حيث يتصور كل منتج أو مخرج أن له كامل الفضل عليهن.
فهو المُكتشف، أو «بيغماليون» الذي يتوجب الانحناء له حتى آخر العمر. نسمع الممثلة آن ريشار في الشريط الترويجي للفيلم تقول: «الممثلة الحريصة والمتطلبة في موقع التصوير هي امرأة مزعجة. أما الممثل المتطلب فهو فنان مجتهد». ثم تتوالى الشهادات وبنوع نادر من الجرأة والصراحة لتكشف الوجه الآخر لعالم السينما الذي تحلم الكثيرات ببلوغه. ومن الواضح أن انتفاضة الأميركيات المشتغلات في هذا الميدان وانطلاق حركة «مي تو» لفضح المتحرشين قد ساهمت في تشجيع زميلاتهن في أوروبا على الاقتداء بهن. لكن الموضوع هذه المرة لا يهتم بظاهرة التحرش بل بالغبن الذي تعاني منه المرأة بالمقارنة مع زميلها في المهنة نفسها. فمن المفردات التي تتكرر كثيراً على ألسنة المتحدثات: «تمييز»، «تفرقة جنسية»، «تجربة مهنية»، «سلطة تعسفية»، «قلة التنوع». وترى المشاركات في الفيلم أن ميدان السينما هو المرآة النموذجية التي تعكس مشكلات المجتمع الفرنسي.
هذا الفيلم لم تخرجه امرأة بل رجل. ويشرح المخرج كوينتن ديلكور أنه وجد من المفيد المشاركة في كشف هذا الواقع وفي إعطاء الكلمة للنساء وتحرير الكلام. وقال في تصريح له: «لم يكن هدفي تحقيق سبق صحافي، فأنا لست صحافياً. لكن دوري كان نصب الكاميرا ومنح المتحدثات أذناً صاغية لكي يشرحن بأنفسهن المواقف غير المنصفة التي تواجههن في عملهن. وديلكور يعرف الوسط السينمائي مثل راحة كفه. فهو قد عمل مخرجاً ومنتجاً ونفذ المونتاج للعديد من الأفلام. وهو قد عرض الفكرة على مجموعة من زميلات المهنة ووافقت 11 منهن على خوض المغامرة. ونلاحظ أن بين المتحدثات عدداً من ذوات الأصول العربية والأفريقية. وهذا ما يفسر تكرار الكلام عن التمييز العرقي. ومنهن المخرجة نادرة عيادي والممثلات حفصية حرزي وستيفي سلمى وآيسة مايغا.
يفتح الفيلم حواراً ذكياً وحميماً ولا يخلو من فكاهة حول قضايا تتجاوز الفن السابع إلى ظواهر تشغل فرنسا ككل، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. وهو ليس شريطاً لتصفية أي حسابات ولا لفضح هذا أو ذاك أو للانتقام من أي كان؛ بل لكشف الظلم السائد بسبب الجنس ولون البشرة واللكنة، رغم أن جميع المتحدثات مواطنات فرنسيات، وهن يطلبن جميعاً أن تكون لهن حصتهن العادلة في السينما وفي المجتمع.


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.