سجّل عدد الحالات الحرجة بين المصابين بفيروس «كورونا» في المستشفيات الإيرانية قفزة، أمس، بأكثر من أربعة آلاف حالة، فيما أصرّ الرئيس حسن روحاني على إقامة مراسم «عاشوراء»، وسط تحذيرات من تأثيره على موجة جديدة.
وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية نقلاً عن نائب وزير الصحة علي رضا رييسي بأن 26 من أصل 31 محافظة إيرانية في الوضع الأحمر، مشدداً على معارضة وزارة الصحة لإقامة أيّ تجمعات أو مواكب أو عروض تمثيلية خلال مراسم عاشوراء التي تبدأ بعد ثلاثة أسابيع.
وصرح رئيسي بأن من بين 457 قضاءً إيرانيّاً، فإن 37 قضاء فقط في الوضعية البيضاء، أي شبه خالية من الفيروس، موضحاً أنه خلال الأسبوعين الماضيين، يدخل ثلاثة أشخاص يومياً للمستشفى من بين كل 100 ألف شخص، مضيفاً أن «العدد كبير جداً». وقال إن نسبة المرضى المصابين بفيروس «كورونا» وصلت إلى مراحل أدخلت طهران في الوضع الأحمر، مشدداً على أن «تصنيف المناطق حسب الألوان، يعتمد على نسبة التفشي والظروف المناسبة التي يـظهر بها الفيروس، ويهدف إلى إدارة أفضل».
ونوه المسؤول الإيراني بأن تصنيف مدن باللون الأبيض لا يعني ابتعادها عن الخطر، مضيفاً في الوقت نفسه أن «أي لون ليس ثابتاً».
وحذر رئيسي من «مخاطرة» تجمعات تفوق عشرة أشخاص، في إشارة إلى تحفُّظ وزارة الصحة على إصرار أجهزة حكومية على إقامة مراسم «عاشوراء». وأوصى رئيسي بأن تكون المراسم مختصرة على عشرة أشخاص يرتدون كمامات، لافتاً إلى أن المخاطر تزداد في الأماكن المغلقة.
وجدد رئيسي قوله إن البروتوكول «ليس عصا سحرية». وقال: «على صعيد البروتوكولات، نحن نعارض حقاً إقامة مجالس (عاشوراء)»، وحذر من القيام بتوزيع «النذور».
من جانبه، وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسالة واضحة لمن يعارضون إقامة المراسم السنوية بمناسبة عاشوراء، عندما أصر على قراره بإقامة تلك المناسبة، رغم الانتقادات الواسعة.
وقال روحاني خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة إنه تسلّم رسالة من وزير الصحة سعيد نمكي، صباح أمس، تطالب بالتزام البروتوكولات الصحية في عيد الأضحى. وخاطب الرئيس الإيراني بشكل خاص المحافظات التي بها الأغلبية السنية، وقال إنها تحتفل بعيد الأضحى بتفاصيل أكثر.
ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني قوله إنه «في أوضاع هذه الأيام وتفشي الفيروس يجب علينا التقيُّد بالبروتوكولات الصحية في إقامة المناسبات الدينية». وحض على الامتثال للبروتوكولات الصحية، لا سيما إذا نصّت على عدم التجمع، ووجود الشرب والأكل، وتجنب الساعات الطويلة».
وقال روحاني: «إذا استوجب الأمر، يجب معاقبة من لا يعملون وفق البروتوكولات الصحية».
جاء ذلك في وقت لامس فيه العدد الإجمالي للإصابات 299 ألف حالة، بعد تسجيل 2636 حالة جديدة خلال 24 ساعة، وبلغت حصيلة الوفيات 16343 شخصاً، بواقع 196 حالة وفاة إضافية ناجمة عن فيروس «كوفيد - 19»، بحسب المتحدثة باسم وزارة الصحة، سيما سادات لاري.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن لاري أن 1604 أشخاص دخلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، حيث قفزت الحالات الحرجة إلى 4027 شخصاً.
وحتى أمس، أبلغت إيران عن إجراء مليونَي و406 آلاف اختبار تشخيص فيروس «كورونا». وتشير الأرقام الرسمية إلى شفاء 259116 شخصاً من الفيروس، منذ إعلان أول حالتين في فبراير (شباط) الماضي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة إن 26 محافظة إما في الوضع الأحمر أو حالة الإنذار. وتتصدر طهران قائمة 15 محافظة حمراء. وأشارت لاري إلى عودة محافظة غلستان إلى الوضع الأحمر الذي جربته خلال الموجة الأولى من تفشي الوباء. وقالت إن 11 مدينة في المحافظة دخلت الوضع الأحمر، في حين أن هناك ثلاثة أخرى في وضع الإنذار.
وأوضحت لاري أن عدد الإصابات تضاعف في محافظة غلستان خلال ستة أسابيع.
ومن بين المحافظات الجنوبية، أشارت لاري إلى محافظة كرمان؛ إذ صُنّفت فيها 12 مدينة في الوضع الأحمر، و7 مدن أخرى في حالة الإنذار. وقالت إن المحافظة شهدت موجة «ضعيفة» من الوباء في الموجة الأولى، لكن خلال الأسابيع الستة الأخيرة، تضاعف عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفيات.
وقال مسؤول في منظمة «النظام الطبي الإيراني» إن أكثر من ستة آلاف من العاملين في الطاقم الطبي أُصيبوا بفيروس «كورونا المستجد»، وأودى الفيروس بحياة 140 شخصاً منهم.
ومن المفترَض أن يشارك آلاف الإيرانيين في امتحان مرحلة الدكتوراه اليوم، ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن مسؤول في دائرة الامتحانات بوزارة التعليم العالي، أن 176 شخصاً من المصابين بفيروس «كورونا» سيشاركون في امتحان اليوم.
ونقلت قناة «خبر» الإيرانية أن وزارة الصحة أقدمت على تعقيم كل المراكز التي من المقرَّر أن تشهد إقامة امتحان الدكتوراه لهذا العام.
ويُعدّ امتحان الدكتوراه أول اختبار تخوضه المراكز التعليمية الإيرانية قبل أيام من إقامة امتحان دخول الجامعات. وتحولت امتحانات دخول الجامعات إلى نقاط خلاف أساسية بين المسؤولين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة، إلى جانب مراسم «عاشوراء».
ووجهت اختصاصية أمراض الأوبئة وعضو لجنة مكافحة «كورونا»، مينو محرز، أمس، رسالة للرئيس الإيراني، تطالب بتأجيل الامتحانات المقررة في الأسابيع المقبلة، أو إقامة الامتحان في ساحات مفتوحة.
وفي المقابل، قال نائب وزير الصحة، إبراهيم رئيسي إن تأجيل الامتحان «يتضمن مخاطر أكثر».
وقال محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني، أمس إن امتحان دخول الجامعات «سيقام وفق جميع البروتوكولات الصحية».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة إن «دائرة الامتحانات أعلنت موافقة 95 في المائة من المتقدمين في المشاركة بامتحان دخول الجامعات».
قفزة في الحالات الحرجة بإيران... والحكومة تتمسك بإقامة «عاشوراء»
26 محافظة في الوضع الأحمر
قفزة في الحالات الحرجة بإيران... والحكومة تتمسك بإقامة «عاشوراء»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة