«كورونا» يرخي بظلاله على موسم الأضاحي

تجار مواشٍ لـ«الشرق الأوسط»: متوسط سعر الأضحية 266 دولاراً

وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية تبذل جهوداً لتطبيق الاشتراطات الصحية والوقائية على الماشية (الشرق الأوسط)
وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية تبذل جهوداً لتطبيق الاشتراطات الصحية والوقائية على الماشية (الشرق الأوسط)
TT

«كورونا» يرخي بظلاله على موسم الأضاحي

وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية تبذل جهوداً لتطبيق الاشتراطات الصحية والوقائية على الماشية (الشرق الأوسط)
وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية تبذل جهوداً لتطبيق الاشتراطات الصحية والوقائية على الماشية (الشرق الأوسط)

بلغت مبيعات الأغنام في السعودية ذرى موسم بيعها السنوي لتقديم الأضحية ونسك الهدي، وسط استمرار استهلاك الماشية في الأسواق المحلية من قبل المطاعم والمطابخ ومتاجر التجزئة ومحال اللحوم المبردة، في وقت كشفت تقديرات أن حجم استهلاك المملكة بما فيها موسم الحج قرابة 7 ملايين رأس من الأغنام سنوياً.
ويشهد سوق بيع الأغنام حركة مستمرة طوال العام للاستهلاك الكبير في السوق، لا سيما قطاع المطاعم في وقت تزداد حركة السوق إلى حد أعلى تصل خلالها إلى الذروة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك الذي يبادر فيه السعوديون والحجاج من الخارج إلى شراء الأضاحي اتباعاً لنسك العبادة وتأدية فريضة الهدي.
ويؤدي ذلك إلى ارتفاع متوسط الأسعار الذي يتباين ما بين منطقة وأخرى داخل المملكة في وقت يرشح أن يبلغ حجم استهلاك الأغنام قرابة 7 ملايين رأس في السعودية سنوياً نصفها يكون في موسم الحج في الظروف الطبيعية باستثناء حج هذا العام بسبب العدد المحدود للحجيج جراء الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة لمكافحة جائحة كورونا، بحسب ما يذكره عبد الله الأحمدي أحد تجار الأغنام وأحد المستوردين للماشية من السودان.
وأبان الأحمدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «الاستهلاك يشهد ارتفاعاً خاصة فيما يتعلق بالأيام التي تسبق يوم النحر»، مضيفاً أن الأسعار في هذه السنة بسبب جائحة كورونا ربما تشهد ارتفاعاً ملحوظاً.
ولفت الأحمدي إلى أن أسعار الأغنام من نوعي «الحرّي» تتراوح ما بين 1200 ريال إلى 2000 ريال (320 إلى 533 دولاراً على التوالي) بحسب الحجم حيث هذا النوع عليه إقبال كبير من المشترين، فيما قد يصل «السواكنى» إلى 1500 ريال (400 دولار) كحد أقصى، أما الأغنام من نوعي «النجدي» فإما تتراوح ما بين 1000 ريال و2000 ريال (266 و533 دولاراً) للرأس الواحدة، مع الاعتبار أن الأسعار قد تختلف بحسب النوع والحجم والسن. ويبلغ متوسط سعر الأضحية 1000 ريال (266 دولاراً)، وفق عبد الله قباني أحد رواد المطوفين في المشاعر المقدسة، إذ بين أن هذا المتوسط في مواسم الحج عامة ولن يكون هنالك اختلاف كبير في حج موسم هذا العام.
من جهته، أرجع عبد الله الغامدي تاجر الأعلاف في منطقة مكة المكرمة أن ارتفاع أسعار المواشي بصورة عامة بزيادة أسعار الأعلاف الزراعية ولا سيما الشعير، وقال لـ«الشرق الأوسط» أن أزمة كورونا كان لها تأثير على زراعة الأعلاف مما ساهم في ارتفاع سعرها على المستورد ما ينعكس بالتالي على ارتفاع أسعار الأغنام، لا سيما في فترة عيد الأضحى، مستطرداً «لكن ستعود الأسعار للاعتدال بعد ثلاثة أيام تقريباً من أيام العيد».
وتحرص وزارة البيئة والمياه والزراعة على توعية المستهلكين بتنفيذ حملة سنوية مستمرة هدفها التوعية، وذلك من خلال التعريف بمواصفات الأضحية وكيفية التفريق بين الحيوان السليم والمصاب، وذلك بالقيام بجولات إرشادية لأربع فرق طبية بيطرية ميدانية على مستوى المنطقة وتوزيع نشرات توعوية بهذا الخصوص. وفيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية للمواشي والمحافظة عليها وتهيئة البيئة الصحية، كثفت الجهات المختصة في السعودية جهودها لتطبيق الاحترازات الوقائية وتطبيق الاشتراطات الصحية من خلال زيادة أعداد الحاويات وأعمال الرش ومنع البيع العشوائي خارج السوق، ورفع الحيوانات النافقة أولاً بأول.
يذكر أن الحكومة السعودية تحرص على دعم سوق الماشية بهدف تهيئة استدامة واستقرار الأسواق من خلال عدة برامج منها دعم صغار مربي الماشية وهو أحد برامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، تحت مظلة برنامج الإعانات الزراعية في نسخته الجديدة ليتوافق مع تطلعات رؤية المملكة 2030. حيث يهدف لتعظيم الاستفادة من دعم الغذاء من خلال توجيه الدعم لمستحقيه.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.