مومياوات نادرة بمطار القاهرة لاجتذاب المسافرين

تمثال إيزيس البرونزي من أجمل القطع المعروضة بالمتحف

TT

مومياوات نادرة بمطار القاهرة لاجتذاب المسافرين

في محاولة لزيادة عناصر الجذب السياحي، تعمل مصر حالياً ممثلة في وزارة السياحة والآثار على وضع اللمسات النهائية على متحف الآثار في مطار القاهرة الدُّولي، تمهيداً لإعادة افتتاحه خلال الفترة المقبلة، بعد توسعته وتطويره، وزيادة عدد القطع الأثرية المعروضة به، ضمن خطة موسعة تشمل افتتاح وتطوير مشروعات ومتاحف أثرية في عدد من المدن المصرية.
ويهدف المتحف الجديد إلى «خلق عنصر جذب لزوار مصر، والمارين على مطار القاهرة، في رحلات الترانزيت»، حسب الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي أوضح في بيان صحافي أمس أن «المتحف يضم 70 قطعة أثرية تم اختيارها بعناية من عدد من المتاحف المصرية لتعكس الأوجه المختلفة للحضارة المصرية العريقة منذ العصور المصرية القديمة والقبطية والإسلامية».
ويوجد المتحف في مبنى الركاب رقم 3 بمطار القاهرة، الذي يستقبل معظم الرحلات القادمة إلى مصر، وكان يضم في السابق 36 قطعة أثرية، لكن الوزارة قرّرت توسيعه وزيادة عدد القطع الأثرية به لتعكس صوراً مختلفة من الحضارة المصرية، مع العمل على إنشاء متحف آخر جديد بمبنى الركاب رقم 2 على مساحة 150 مترا، لتسهيل زيارته بالنسبة للزوار وركاب الترانزيت.
ومن أهم القطع الجديدة التي أضيفت للمتحف مومياواتان، ترجع الأولى إلى العصر الروماني، ووجهها مغطى بقناع مذهب، ومزينة بالكارتوناج المذهب ورسومات ملونة، أما المومياء الثانية فترجع إلى العصر المتأخر، وتصور رجلا في الوضع الأوزيري، حسب مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، الذي أكد في بيان صحافي أمس أنّ «معظم القطع الجديدة التي أضيفت للمتحف، كانت محفوظة داخل مخازن المتحف المصري بالتحرير، ومتحف السويس، والمتحف اليوناني الروماني».
ويعتبر تمثال المعبودة إيزيس من «أجمل» القطع المعروضة، على حد قول عثمان، وهو مصنوع من البرونز ويصور المعبودة إيزيس المجنحة، وهي ترتدي قرني حتحور وبينهما قرص الشمس، ويضم المتحف مجموعة من الأواني الكانوبية، وقطعاً صغيرة الحجم تمثل الحضارة الإسلامية والقبطية في مصر، ومجموعة من البورتريهات من العصر المتأخر.
وفي سياق منفصل، بدأت الوزارة الاستعداد لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير، إلى متحف الحضارة في الفسطاط، في موكب مهيب كان مقررا أن يتم العام الماضي، لكنه تأجل لحين الانتهاء من تطوير بحيرة عين الصيرة، والطريق الواصل بين المتحفين، والذي سيمر به موكب المومياوات الملكية، وفي إطار الاستعدادات نقلت وزارة السياحة والآثار أمس 17 تابوتا للمومياوات الملكية، لترميمها وتجهيزها لاستقبال المومياوات.
وقالت الدكتورة منال الغنام مدير عام الترميم بالمتحف القومي للحضارة المصرية، في بيان صحافي أمس، إن «التوابيت في حالة جيدة من الحفظ»، مشيرة إلى أنه «قبل عملية التغليف والنقل تم معاينة التوابيت وعمل تقرير حالة مفصل لكل تابوت على حدة لإثبات حالة حفظه بصورة دقيقة. كما قام فريق الترميم بأعمال التنظيف والترميم الأولي للتوابيت قبل التغليف».
ومن بين التوابيت التي تم نقلها لترميمها، تابوت الملك سقنن رع تاعا الثاني، (قائد حرب التحرير)، الذي توفي أثناء كفاحه ضد الغزاة الهكسوس الذين تمكنوا من احتلال مصر في عصر الانتقال الثاني، ونجح ابنه الملك أحمس في طرد الهكسوس من مصر. وهو يرجع إلى عصر الأسرة 17. التابوت مصنوع من خشب الأرز وعثر عليه في خبيئة الدير البحري عام 1881، بالإضافة إلى تابوت الملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس ويبلغ ارتفاعة 378 سم. عثر عليه في خبيئة الدير البحري عام 1881، وتابوت بادي آمون، وتابوت الملك أمنحوتب الأول ابن الملك أحمس الأول وخليفته على العرش، وتابوت الملكة مريت آمون وتعرف أيضا باسم أحمس - مريت آمون، وتابوت الملك تحتمس الثاني زوج الملكة حتشبسوت ووالد الملك تحتمس الثالث من زوجة ثانوية تدعى إيزيس.


مقالات ذات صلة

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
سفر وسياحة البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتنافس بلدات ومدن لبنانية على اجتذاب الزوّار. مدينتا جبيل والبترون كما زغرتا تشكّل وجهات سياحية داخلية محببة.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة أسواق العيد في فرانكفورت (غيتي)

أسواق العيد الخمسة الأكثر روعة في أوروبا

مع اقتراب عيد الميلاد، قد يكون من السهل الوقوع في أحلام اليقظة حول عطلة شتوية مستوحاة مباشرة من السينما: عطلة تتميز بالطقس الثلجي المثالي، والشوكولاته الساخنة

مادلين فيتزجيرالد (نيويورك)
سفر وسياحة فندق ذا لانغهام جاكارتا (الشرق الأوسط)

أفكار لإقامة تليق بأعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

اكتشفْ سحر موسم الأعياد في فندق إنيالا هاربور هاوس بمالطا

«الشرق الأوسط» (لندن)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».