يتواصل منذ أسابيع الارتفاع بمعدلات الإصابات اليومية بفيروس كورونا بين صفوف المواطنين العراقيين. وعلى رغم مقابلة ذلك في ارتفاع أعداد المتعافين من الفيروس، فلا تزال المخاوف من نكسة صحية تتعرض لها البلاد قائمة، خصوصاً في ظل عدم الالتزام الصارم من قبل المواطنين بالشروط والتوجيهات الصحية المتعلقة بالوقاية من المرض. وتتضاعف تلك المخاوف في ظل الحديث عن احتمال قيام السلطات العراقية برفع الحظر الجزئي والقيود المفروضة على حركة السكان خلال عطلة عيد الاضحى التي تصادف نهاية يوليو (تموز) الحالي.
كانت السلطات العراقية قررت، الأسبوع الماضي، التخفيف عن بعض القيود المفروضة على المواطنين في السفر والتنقل وتحدثت عن عزمها على رفع الحظر بشكل كامل بعد عطلة العيد، لكنها عادت وتركت الباب مفتوحا أمام الإبقاء على الحظر الجزئي بعد تعرضها لحملة انتقادات وتحذيرات من رفعه بالكامل.
وطالبت وزارة الصحة، أمس الأربعاء، بفرض حظر التجوال الشامل طوال أيام عيد الأضحى. وقال مدير عام الصحة العامة في الوزارة رياض عبد الأمير، في تصريحات صحافية، إن «وزارة الصحة طالبت بفرض حظر التجوال الشامل طوال أيام عيد الأضحى المبارك وتم إقراره من قبل لجنة الصحة والسلامة الوطنية بسبب الكارثة الكبيرة التي حدثت بعد مرور أسبوع من عيد الفطر السابق والتي أسهمت بارتفاع عدد الإصابات»، في إشارة إلى تصاعد أعداد الإصابات عقب عطلة عيد الفطر الماضي نتيجة عدم التزام المواطنين بإجراءات الحظر.
وذكر عبد الأمير أن «الإصابات تواصل الارتفاع منذ أسابيع لكن تقابلها زيادة كبيرة بعدد المتعافين وحالات الشفاء في بغداد والمحافظات وهذا ما يشعر مسؤولي الوزارة بالاطمئنان، ومن الممكن انخفاض عدد الإصابات إذا استمر التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية»، مشدداً على «وجوب تركيز كل مواطن على حماية نفسه وأسرته لأن الفيروس خطير ولا يمكن الاستهانة به».
وناهزت أعداد الإصابات في عموم البلاد سقف الـ100 ألف حالة مع نسب شفاء وصلت إلى 65 في المائة ووفاة أكثر من 4 آلاف حالة، بحسب إحصاءات وزارة الصحة حتى مساء أول من أمس الثلاثاء.
بدروها، أعلنت هيئة الحشد الشعبي التي أخذت على عاتقها دفن جثامين المتوفين بفيروس كورونا، أمس الأربعاء، عن دفن جثامين 77 متوفيا بفيروس كورونا من عشر محافظات في مقبرة «وادي السلام» الجديدة في محافظة النجف خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت الهيئة في بيان إن «الفريق (المتخصص بالدفن) قام باستقبال وتجهيز ودفن جثامين 77 متوفيا جديدا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، توزعوا بين العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى».
وأضافت أن «العدد الكلي للمدفونين في المقبرة حتى تاريخ اليوم الأربعاء وصل إلى 3549 متوفيا من جميع المحافظات، بينهم أربعة من الديانة المسيحية ومتوفى واحد سعودي الجنسية من مدينة الأحساء».
من جهتها، أعلنت وزارة الصناعة والمعادن، أمس، أن معاملها مستمرة في تجهيز الأكسجين إلى المستشفيات بانسيابية ودون تأخير.
وكانت المستشفيات الحكومة شهدت في غضون الأسبوعين الأخيرين أزمة حادة في تجهيز الأكسجين الطبي الذي تشتد حاجتها إليه في معالجة المصابين بكورونا.
وقال المتحدث باسم الوزارة مرتضى الصافي إن «الصناعة لديها عدة معامل لتجهيز الأكسجين موزعة في بغداد والمحافظات، وإن هذه المعامل جهزت حاجة المستشفيات من الأكسجين». وأضاف أن «الوزارة باشرت بتطوير معامل أخرى وإدخالها إلى الخدمة كمعمل ديالى وآخر في كركوك ومعمل الإسناد الهندسي في أبو غريب الذي يغطي ما تحتاج إليه المستشفيات القريبة منه».
وأوضح أن «إحدى الشركات في البصرة تنتج نحو 1000 أسطوانة يومياً حيث تغطي مستشفيات البصرة وذي قار، والمعامل تعمل بكل طاقتها ولا يوجد أي تلكؤ في تجهيز الأكسجين».
وفي تطور إيجابي يعكس السيطرة على تفشي وباء كورونا في محافظة نينوى، أعلنت دائرة صحة قضاء تلعفر المحافظة، أمس الأربعاء، عن غلق مراكز الحجر الصحي في القضاء بعد شفاء جميع المصابين بفيروس كورونا. وقالت دائرة الصحة في بيان إن «قطاع صحة تلعفر يعلن إغلاق مركزي الحجر الصحي في القضاء، بعد التأكد من سلامة جميع المحجورين من الوافدين من خارج المدينة».
«الصحة» العراقية تخشى تكرار «كارثة» التجمعات في الأضحى
عدد الإصابات ناهز الـ100 ألف شفي 65 % منهم
«الصحة» العراقية تخشى تكرار «كارثة» التجمعات في الأضحى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة