إجبار الأطفال على إنهاء أطباقهم يعرّضهم لخطر السمنة

أطفال يتناولون الطعام خلال فترة الاستراحة بإحدى المدارس (أرشيف - رويترز)
أطفال يتناولون الطعام خلال فترة الاستراحة بإحدى المدارس (أرشيف - رويترز)
TT

إجبار الأطفال على إنهاء أطباقهم يعرّضهم لخطر السمنة

أطفال يتناولون الطعام خلال فترة الاستراحة بإحدى المدارس (أرشيف - رويترز)
أطفال يتناولون الطعام خلال فترة الاستراحة بإحدى المدارس (أرشيف - رويترز)

أظهرت دراسة أن جعل الأطفال يأكلون ما تبقى في أطباقهم حتى بعد شعورهم بالشبع، أو إطعامهم عندما لا يكونون جائعين، يمكنه «برمجة الأطفال» ليصبحوا بدناء كبالغين، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
واستعرض باحثون من جامعة نورث كارولاينا الأميركية نحو 50 دراسة حول التغذية وعلم النفس والتفاعلات في أثناء تغذية الأطفال.
وقال المؤلف الرئيسي للبحث، إريك هودغز، إن الإفراط في إطعام الأطفال يغذي وباء السمنة لديهم لأنهم يطورون عدم القدرة على التحكم في شهيتهم بشكل صحيح، الأمر الذي يؤدي إلى البدانة.
ويمكن لهذه الظاهرة أن تجعلهم عُرضة لتراكم الوزن في مرحلة المراهقة أو البلوغ، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض تهدد الحياة.
وتشير الدراسات إلى أن ثلاثة أرباع الأطفال الرضّع والأطفال الصغار في المملكة المتحدة يتناولون سعرات حرارية أكثر مما ينبغي، مما يجعل المقاييس أعلى من وزنهم المثالي على مخططات النمو.
وأوضح هودغز: «إن إطعام الأطفال في غياب الجوع أو ما بعد الامتلاء قد يقوّض التنظيم الذاتي للرضّع من استهلاك الطاقة».
ويحدث هذا جزئياً لأن الطفل يتعلم كيفية تناول الطعام من خلال التفاعل مع والديه والإفراط في إطعامه يعلمه الإفراط في تناول الطعام.
وبين هودغز أن هذا يخدع العصب المبهم الذي ينقل الإحساس بالجوع والامتلاء إلى الدماغ، قائلاً إن العقل «مبرمج» بشكل فعال لتناول المزيد. وقال: «هذا بدوره يمكن أن يزيد من خطر إصابة الأطفال بالسمنة اللاحقة».
ويرى الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن في طفولتهم هم أكثر عرضة لزيادة الوزن في مراحل لاحقة من حياتهم.
وأكد هودغز أن هذه فترة نمو حساسة تقدم فرصاً وتحديات للآباء. لذا استعرض فريقه نحو 50 دراسة حول التغذية وعلم وظائف الأعضاء وعلم النفس لفحص الأدلة المتعلقة بالتنظيم الذاتي للأطفال للسلوك والعاطفة.
كما نظر الباحثون إلى التفاعلات في أثناء التغذية -بما في ذلك كيف يمكن أن يعطل هؤلاء قدرتهم على تنظيم تناولهم للطعام.
وطوّر الرضّع الذين تم إطعامهم أكثر مما يحتاجون تصوراً منحرفاً للجوع والامتلاء، مما جعلهم عُرضة للسمنة والمشكلات الصحية.
وكشف هودغز: «أن العامين الأولين من الحياة هما وقتان حرجان يتم فيهما تشكيل سلوك الأكل المستقل في نهاية المطاف والتنظيم الذاتي لاستهلاك الطاقة». وتابع: «يبدو أن الأطفال الأصحاء لديهم القدرة على تعديل مدخولهم من الطاقة -أي كمية الطعام التي يتناولونها- مع حاجة الجسم الفسيولوجية للنمو والتطور».


مقالات ذات صلة

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
صحتك كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي (أ.ف.ب)

الوحدة تخفض مستويات العناصر الغذائية الأساسية بأجسام كبار السن

قال علماء إن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو المعزولين اجتماعياً هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي طفل يعاني سوء تغذية في مستشفى «ناصر» بخان يونس يوم 10 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسيف» تحذر: 77 مليون طفل في الشرق الأوسط يعانون سوء التغذية

حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن ما لا يقل عن 77 مليون طفل ويافع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعانون شكلاً من أشكال سوء التغذية.

«الشرق الأوسط» (عمان)
يوميات الشرق المستشار الألماني أولاف شولتز تناول الطعام مع فريق بلاده في القرية الأولمبية بباريس (أ.ف.ب)

أطعمة صديقة للبيئة وأثاث غير مريح يثيران الانتقادات في القرية الأولمبية بباريس

للطعام الفرنسي سمعة شهية تخطت الحواجز والثقافات، ولذلك عندما يشتكي الرياضيون المشاركون في أولمبياد باريس من مستوى الطعام، يصبح الأمر مثاراً للتعجب. فعلى الرغم…

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك صورة لحساء القرع والفاصولياء من بيكسباي

3 أغذية تسهم في إطالة العمر

هل أنت مستعد للحصول على صحة أفضل؟ إليك طرق ينصح بها الخبراء تسهم في إطالة العمر بنمط تغذية سليم

كوثر وكيل (لندن)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.