سفير يمني يطلب استكمال تحرير تعز لإنهاء الانقلاب على الشرعية

السفير اليمني لدى المغرب ووزير حقوق الإنسان السابق عز الدين الأصبحي
السفير اليمني لدى المغرب ووزير حقوق الإنسان السابق عز الدين الأصبحي
TT

سفير يمني يطلب استكمال تحرير تعز لإنهاء الانقلاب على الشرعية

السفير اليمني لدى المغرب ووزير حقوق الإنسان السابق عز الدين الأصبحي
السفير اليمني لدى المغرب ووزير حقوق الإنسان السابق عز الدين الأصبحي

حذر السفير اليمني لدى المغرب ووزير حقوق الإنسان السابق عز الدين الأصبحي من خطر الجماعات المسلحة على بنية الدولة، مرجعاً أساس الفوضى في بلاده إلى انقلاب الجماعة الحوثية التي وصفها بأنها «جماعة عنصرية» تقوم على مفهوم الاستعلاء وأسلوب القوة القاهرة.
وفيما انتقد الأصبحي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» القصور في أداء المنظمات الدولية العاملة في اليمن، دعا إلى استكمال تحرير محافظة تعز من قبضة الميليشيات الحوثية، باعتبار ذلك هو البداية لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب. وقال إن «استعادة الحكومة الشرعية في اليمن يبدأ من تعز، فخلال العقود الماضية وبحكم الثقل السكاني الذي تمثله المحافظة والبعد الاقتصادي والخبرات البشرية فإن التغيير باليمن سواء نحو الأفضل أو الأسوأ تكون تعز قلبه الحقيقي».
وأضاف: «إذا أردنا أن نحدث تغييراً فعلياً في مسار الدولة واحترام القانون وبناء السلام فلا بد أن تكون تعز مستقرة وآمنة ومشاركة بقوة وفاعلية في بناء البلد واستقراره، وإذا خرجت تعز من معادلة الحل السياسي وأصابها الغضب والاضطراب ستجد البلد ينتفض نحو عدم استقرار شامل وهذا ما يجري».
وعبر السفير عن أسفه لما وصلت إليه الأحزاب في اليمن قائلاً: «للأسف الأحزاب في اليمن فقدت وجودها في كل المحافظات اليمنية ولم يعد لها شرعية وجمهور وقواعد إلا في تعز، وتصفية الحالة الحزبية السليمة باليمن يعزز من الفوضى، نحن بحاجة إلى الحل السياسي وإلا فالبديل الجماعات المسلحة والاحتكام إلى السلاح، وهذا له منطقه البعيد عن منطق الحوار ويفتح بوابات التدخلات الخارجية الواسعة غير المتحكم بها».
ويجيب الأصبحي عن سؤال «الحل الذي سينهي الانقلاب وخطورة انقلاب جماعة الحوثي على شرعية الرئيس هادي» بالقول: «اليمن له خصوصياته وأهمها التنوع الثقافي والاجتماعي والجغرافي والسياسي، والعودة إلى العمل السياسي والاحتكام إلى حوار العقل هو المخرج الوحيد في اليمن».
وزاد: «إن خطورة ما عمله الحوثي ليس فقط في انقلابه على مؤسسات الدولة الشرعية في اليمن في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 ولكن في انقلابه على المجتمع ومؤسساته وأعرافه، إذ قام بنسف الحوار الوطني الشامل وهو محل إجماع كل اليمن وعمد إلى ضرب مؤسسة البرلمان في أول أسبوع للانقلاب وقضى تماما على كل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني»، مضيفا أن «الحركة الحوثية حركة عنصرية تقوم على مفهوم الاستعلاء وأسلوب القوة القاهرة التي ترغم الناس على الإذعان، وبالتالي نرى الحوثي يرفض أي فكرة تدعوه إلى أن يشكل حزبا سياسيا وأن يحتكم إلى دستور ودولة ومؤسسات ومعايير العمل الديمقراطي، هو ضد كل ذلك، يرى نفسه محتكر الحقيقة ولا يطيق شكل الأحزاب السياسية».
ويرى الأصبحي أن «القوى السياسية والحزبية في تعز تبقى هي المسؤول الأول عن حالة تدهور الأوضاع في هذه المحافظة، ويقول: «الحكومة الشرعية تعاني تحديات كبيرة، وصنع الاستقرار المجتمعي مهمتنا كمجتمع، وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وقطاع خاص وشخصيات عامة».
وعن أبرز التحديات التي تواجه العمل الحقوقي، أوضح الأصبحي أنها تتجسد في التحديات السياسية؛ حيث تتجاذب الصراعات السياسية والحزبية الساحة الحقوقية وتضر بمهنية العمل الحقوقي، فضلاً عن التحديات الاقتصادية، حيث تعاني المنظمات الحقوقية من عزوف المانحين وتقاطع المصالح. بحسب تعبيره.
وتابع: «في تعز وإب وتهامة تجد أكبر منطقة سكانية وأكثر مناطق النزوح الداخلي إن لم يكن ثلاثة أرباع المحتاجين لكن الدعم لهذه المساحة الجغرافية لا يتناسب وحجم الضرر، وهناك تحديات إدارية في البناء المؤسسي للعمل المدني بحيث إن معظم الناشطين والمنظمات الشابة بالذات لم تتلق تكوينا إداريا وبناء مؤسسيا لتلائم تطورات الأوضاع، وهذا يحد من نشاطها وحضورها».
وحول موقف الأمم المتحدة وإن كانت الحكومة بحاجة إلى تقييم عمل المنظمات، يعترف السفير الأصبحي بوجود قصور في عمل المنظمات الدولية والإقليمية في بلاده وبوجود قصور حكومي ويقول: «نحن بحاجة إلى مراجعة جادة وتقييم لعمل المنظمات الدولية والإقليمية في اليمن، وقبل الذهاب إلى الشكوى من محدودية الموارد التي يقدمها العالم لليمن نحن نحتاج إلى شفافية أكبر في توزيع هذه الموارد وكيفية إنفاقها».
واختتم الأصبحي حديثه بالقول: «علينا أن نتذكر رضوخ المنظمات الدولية لابتزاز ما تسميه سلطات الأمر الواقع خاصة في صنعاء وهذا يضرب مصداقية المنظمة الدولية، فمعظم العاملين المحليين في مكاتب الأمم المتحدة بصنعاء يتم تعيينهم من قبل ميليشيا الحوثي أو يخضعون لسطوة هذه الميليشيات، كما لا يجرؤ أي فرد من الموظفين الدوليين على إعلان موقف حقيقي عن مدى التدخلات الحوثية».
وأشار السفير اليمني إلى ما حدث من تعنت حوثي ومضايقات تجاه المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبرامج الأمم المتحدة المختلفة، وإلى حملات قادة الميليشيات وتهديداتهم وتدخلاتهم، مؤكداً أن ذلك يضرب العمل الحقوقي في ظل حصار الجماعة وسيطرتها على صنعاء.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.