المحاكم الرقمية... خطة حكومية لمواجهة الوباء في المغرب

طلاب يخوضون امتحان «البكالوريا» في قاعة ابن رشد الرياضية في الرباط أمس (إ.ب.أ)
طلاب يخوضون امتحان «البكالوريا» في قاعة ابن رشد الرياضية في الرباط أمس (إ.ب.أ)
TT

المحاكم الرقمية... خطة حكومية لمواجهة الوباء في المغرب

طلاب يخوضون امتحان «البكالوريا» في قاعة ابن رشد الرياضية في الرباط أمس (إ.ب.أ)
طلاب يخوضون امتحان «البكالوريا» في قاعة ابن رشد الرياضية في الرباط أمس (إ.ب.أ)

أعلن محمد بن عبد القادر، وزير العدل المغربي، عن مخطط للتحول الرقمي للمنظومة القضائية في المغرب، من خلال وضع قانون ينظم استعمال الوسائل التكنولوجية في الممارسة القضائية، وتقنين التقاضي عن بُعد، والنشر الإلكتروني للمعلومة القانونية والقضائية.
ويأتي هذا التوجه في سياق التحديات التي فرضها انتشار فيروس «كورونا» الذي تسبب في توقف عمل المحاكم.
ويشمل المخطط الذي عرضه الوزير محمد بن عبد القادر أمام مجلس الحكومة، أول من أمس الخميس، عدة برامج، منها إنجاز «البوابة الإلكترونية المندمجة للولوج إلى العدالة»، و«تعميم التبادل الإلكتروني للوثائق»، و«التدبير اللامادي للملفات القضائية»، و«اعتماد التقنيات الرقمية في تدبير الجلسات»، و«رقمنة المقررات القضائية وتنفيذها».
وكانت وزارة العدل قد لجأت - بتنسيق مع السلطة القضائية - إلى تعليق جلسات المحاكم بدءاً من 17 مارس (آذار) الماضي، باستثناء الجلسات المتعلقة بقضايا المعتقلين والقضايا الاستعجالية وقضايا التحقيق. لكن بعد تأكد عدد من الإصابات بـ«كورونا» في صفوف عدد من المعتقلين وموظفي السجون، تقرر في 27 أبريل (نيسان) الشروع في «المحاكمات عن بعد»؛ بحيث تم الإبقاء على المعتقلين داخل السجون، وتهيئة غرف خاصة في السجن مزودة بوسائل الاتصال المسموع والمرئي، تتيح ربط الاتصال بهم عن طريق إدارة السجن، والاستماع إليهم وإلى دفاعهم.
ومكَّن هذا الإجراء من إصدار مئات الأحكام عن بعد؛ لكن اللجوء إلى هذه المحاكمة أثار جدلاً لأنها تفتقد لإطار قانوني. غير أن وزير العدل بررها بـ«الظروف العامة التي تجتازها البلاد»، والسعي إلى «ضمان الحماية الصحية للقضاة والمحامين والمعتقلين».
وأعدت وزارة العدل مسودة مشروع قانون يتعلق بتنظيم المحاكمة عن بعد، وفتحت بشأنه مشاورات مع الجمعيات المهنية للقضاة وهيئات المحامين. ويشير المشروع إلى إمكان إجراء التحقيق القضائي باستعمال تقنيات التواصل عن بعد، كما يمكن الاستماع للشهود، وإجراء المحاكمة بالطريقة نفسها. كما يمكن استعمال هذه التقنية حتى في الإنابات القضائية مع الدول.
وفيما يخص التحقيق عن بعد، فإنه سيكون ممكناً «إذا وجدت أسباب جدية تحول دون حضور المتهم أو الضحية»، أو غيرهما من الشهود. وتم وضع مسطرة مدققة تشرح كيف تجري العملية.
وبخصوص المحاكمة، فإنه يمكن استعمال التواصل عن بعد «إذا وجدت أسباب جدية تحول دون حضور المتهم أو الضحية أو الشاهد أو المطالب بالحق المدني أو الخبير، أو لبعد أحدهم عن المكان الذي تجري فيه المحاكمة».
ويسمح المشروع أيضاً باستعمال تقنية التواصل عن بعد، في إطار تنفيذ «إنابة قضائية دولية» لمحكمة أجنبية، بالاستماع إلى شخص أو أكثر، إذا كان موجوداً بالمغرب. كما يمكن للقضاة المغاربة أن يباشروا الاستماع إلى الأشخاص الموجودين خارج المغرب أو استنطاقهم، عن طريق تقنيات الاتصال عن بعد، مع مراعاة الاتفاقات الدولية والقوانين الداخلية للدول.
وفي القضايا المدنية، نص المشروع على التبادل اللامادي للإجراءات بين المحامين والمحاكم، باعتماد المذكرات والمرافعات المحررة إلكترونياً، واعتماد التبليغ الإلكتروني.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.