الإمارات تستعد لإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ

الشيخ محمد بن راشد يعاين نموذجاً مصغراً من مسبار الأمل المتوقع انطلاقه إلى الفضاء منتصف الشهر الحالي (وام)
الشيخ محمد بن راشد يعاين نموذجاً مصغراً من مسبار الأمل المتوقع انطلاقه إلى الفضاء منتصف الشهر الحالي (وام)
TT

الإمارات تستعد لإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ

الشيخ محمد بن راشد يعاين نموذجاً مصغراً من مسبار الأمل المتوقع انطلاقه إلى الفضاء منتصف الشهر الحالي (وام)
الشيخ محمد بن راشد يعاين نموذجاً مصغراً من مسبار الأمل المتوقع انطلاقه إلى الفضاء منتصف الشهر الحالي (وام)

أنهت الإمارات التحضيرات والاستعدادات النهائية لمشروعها استكشاف المريخ عبر مهمة «مسبار الأمل»، والمقرر انطلاقها في منتصف الشهر الحالي، والذي يهدف إلى رسم صورة واضحة وشاملة عن طبقات الغلاف الجوي للمريخ، من خلال جمع بيانات علمية شاملة عن مناخ الكوكب.
ويسعى «مسبار الأمل» لتوفير تلك البيانات، التي ستكون متاحة لكافة المراكز العلمية والبحثية في العالم، لنظرة أعمق عن ماضي ومستقبل كوكب الأرض، وكذلك استكشاف فرص إيجاد حياة للبشرية على كوكب المريخ وعلى الكواكب الأخرى، إضافة إلى ترسيخ مكانة الإمارات كمركز رائد في قطاع الصناعات الفضائية في المنطقة وبناء كوادر علمية إماراتية وعربية تشكل إضافة نوعية للمجتمع العلمي العالمي، والمساهمة في دفع مسيرة المعرفة العالمية في مجال الفضاء. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «مسبار الأمل ترجمة لثقافة اللا مستحيل التي كرستها الإمارات منذ قيامها وتمارسها فكراً وعملاً ومسيرة»، مشيراً إلى أن «مسبار الأمل هو رسالة أمل بأننا لسنا أقل من شعوب الدول المتقدمة اجتهاداً وابتكاراً وإبداعاً».
وأكد أن «مسبار الأمل إنجاز لكل عربي وفخر لكل إماراتي ووسام إنجاز دائم لمهندسينا»، موضحاً: «ستواصل الإمارات حشد جهودها ومواردها ووضع يدها بيد شعوب العالم الساعية إلى بناء معرفة بشرية أفضل».
وجاء حديث نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أثناء اجتماعه مع فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وذلك مع بدء العد التنازلي لإطلاق «مسبار الأمل» في المهمة المنتظرة، وذلك من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، بما يتفق مع الجدول الزمني المحدد، رغم التحديات والصعوبات التي خلقها تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) في العالم. وتابع الشيخ محمد بن راشد: «رغم أزمة فيروس كورونا، فإننا التزمنا بخططنا وجدول الإطلاق المحدد للمهمة الفضائية التاريخية، وهو ما يشكل ترجمة صادقة لشعارنا وهويتنا بأنه لا شيء مستحيل»، مشيراً إلى أن «مسبار الأمل هو رسالة أمل وتفاؤل للإنسانية... وبأن هذه المهمة الفضائية هدفها خدمة البشرية».
وتم تحديد الخامس عشر من يوليو (تموز) الحالي، لإطلاق «مسبار الأمل»، في إطار «نافذة الإطلاق» الخاصة بهذه المهمة الفضائية، والتي تم تحديدها بناء على حسابات علمية دقيقة لها علاقة بمدارات كوكبي الأرض والمريخ في هذه الفترة، حيث تمتد النافذة حتى 13 أغسطس (آب) المقبل.
وكانت عمليات نقل المسبار من دبي إلى اليابان قد تمت وفق خطط الجدول الزمني المعتمد لذلك، وذلك في رحلة امتدت لأكثر من 83 ساعة براً وجواً وبحراً، تم فيها تجاوز على كل التحديات الراهنة التي فرضها تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) في العالم، حيث مرت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى جزيرة تانيغاشيما في اليابان بثلاث مراحل رئيسية، انطوت على تدابير علمية وإجراءات لوجيستية بالغة الدقة، بما يضمن إنجاز عملية النقل المسبار بصورة مثالية.
وبحسب المخطط، ينطلق مسبار الأمل في مهمته إلى المريخ عند الساعة 00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات، من مركز تانيغاشيما الفضائي. ومن المتوقع أن يصل إلى مدار كوكب المريخ في شهر فبراير (شباط) 2021. وذلك بالتزامن مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي، ومرور نصف قرن على إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة أواخر عام 1971.
وسيعمل فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ على دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، وتقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على الكوكب، بالإضافة إلى تقديم أول صورة من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم بين فصول السنة، حيث يحمل المسبار ثلاثة أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ الكوكب الأحمر.
علاوة على ذلك سيتم مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، كالعواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، بالإضافة عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، وكذلك الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ.


مقالات ذات صلة

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يوميات الشرق يتم رصد القمر وكوكب الزهرة في السماء فوق المجر (إ.ب.أ)

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يبدو أن شهر يناير (كانون الثاني) سيكون شهراً مميزاً لرؤية الظواهر السماوية النادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أجسام محترقة رصدها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي جنوب السعودية

أجسام غامضة في سماء السعودية... هذا تفسيرها

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، مقاطع فيديو لظهور ما يشبه أجسام محترقة في سماء مدينة جازان (جنوب السعودية).

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق عرض سماوي مبهر يحدث مرّة كل 80 عاماً (غيتي)

بعد انتظار 80 عاماً... علماء الفلك يستعدون لعرض سماوي مبهر وقصير

وتنتج هذه الظاهرة الفلكية عن التفاعل بين نجمين يدوران حول بعضهما بعضاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق إنجاز مذهل (ناسا)

مسبار «ناسا»... «يقهر» الشمس مُسجِّلاً إنجازاً مذهلاً

أكّدت «ناسا» أنّ المسبار «باركر» الشمسي «سليم» ويعمل «بشكل طبيعي» بعدما نجح في الوصول إلى أقرب نقطة من الشمس يصل إليها أي جسم من صنع الإنسان.

«الشرق الأوسط» (ماريلاند الولايات المتحدة)
يوميات الشرق صورة توضيحية للمسبار «باركر» وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

«ناسا»: المسبار «باركر» يُسجل اقتراباً قياسياً من الشمس

أفادت وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء بتسجيل مسبار فضائي في عيد الميلاد اقتراباً قياسياً من الشمس على نحو لم يحققه أي جسم من صنع الإنسان حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.