«الغش» في امتحانات مصر... لا يفنى ولا يُستحدث من عدم

مسؤولو التعليم مندهشون من الحيل ويتعهدون عقاب المخالفين

رئيس الوزراء ووزير التعليم يتابعان انطلاق الامتحانات الأسبوع الماضي
رئيس الوزراء ووزير التعليم يتابعان انطلاق الامتحانات الأسبوع الماضي
TT

«الغش» في امتحانات مصر... لا يفنى ولا يُستحدث من عدم

رئيس الوزراء ووزير التعليم يتابعان انطلاق الامتحانات الأسبوع الماضي
رئيس الوزراء ووزير التعليم يتابعان انطلاق الامتحانات الأسبوع الماضي

عبر تجارب عملية ودون تأويلات نظرية، تمكن بعض الطلاب المصريين من إثبات نجاعة الحكمة الشعبية الراسخة في أوساطهم التي ترى أنّ «العلم مكانه في الرأس وليس الكُراس»، فهؤلاء الذين ربما لا يعرفون عن الفيزياء سوى اسمها، ولم يهتموا كثيراً بدروسها، طبقوا أحد أشهر قوانينها، المتعلق بـ«حفظ الطاقة»، الذي يؤكد أنه «في أي نظام معزول فإن الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث من عدم».
لكن بدلاً من أن تكون المعامل هي بيئة تطبيق القانون العلمي، كانت لجان الامتحانات ساحة استعراض القدرات، وبذل الطاقات لإبداع وديمومة حيل «الغش»، إلى الحد الذي أبدى مسؤولون بارزون في قطاع التعليم اندهاشهم وتعجبهم منها، بل والتعليق بسخرية أن الوزارة «ستفتح معرضاً بالأشياء التي يلجأ لها الأولاد (للغش)»، على ما علق رئيس امتحانات الثانوية العامة، الدكتور رضا حجازي، في تصريحات تلفزيونية، أول من أمس، متعهداً بتطبيق العقوبات المقررة حيالهم.
وإذا كانت حيل الهاتف ذات طابع قديم نسبياً، وترتبط بآلية الامتحانات الورقية التي ستنتهي العام المقبل للصف الثالث الثانوي، فإن الطلبة في مرحلة أخرى (الصف الثاني الثانوي) الذي يعتمد نظام الاختبارات الإلكترونية عبر أجهزة التابلت، كانوا أكثر احترافية، إلى الحد الذي أشار معه وزير التربية والتعليم طارق شوقي، في فبراير (شباط الماضي)، إلى أن طريقتهم للغش رغم رصدها خلال الاختبارات التجريبية كشفت عن أنهم «على مستوى جيد من الذكاء». وقال إنّ «60 ألف طالب في الصف الثاني الثانوي حاولوا الغش خلال الامتحانات الإلكترونية، ونحن نعرفهم بالاسم والعنوان، وفق نظام متابعة أجهزة الاختبارات، ويمكننا إخبار أولياء أمورهم، لكننا سننصحهم بعدم تكرار ذلك»، موضحاً أن «هؤلاء الطلبة حاولوا الدخول بأكواد أخرى غير المخصصة لهم للولوج إلى منصة الاختبارات».
وتتراوح عقوبات الغش في الامتحانات بين الحرمان من امتحان المادة، وإعادة الاختبار في الدور الثاني، أو تزيد، لتتضمن الحرمان من اختبار جميع المواد لمدة عام، وخلال امتحانات الثانوية العامة لعام 2019 تمكنت «التعليم» من ضبط قرابة ألفي حالة غش، وتم حرمان 177 مخالفاً من الامتحانات لمدة عام.
ومع الذكاء اللافت لهؤلاء الطلبة المعجونين بماء الحيل والألاعيب، فإن الأمر لم يخل من حماقات وسذاجة في مجال الغش أيضاً، وهو ما دفع وزير التعليم إلى التندر، في أبريل (نيسان) الماضي، بواقعة كان بطلاها طالبين، دخلا في حوار عبر التعليقات على الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم، بشأن ما إذا كان أحدهما سيتولى مساعدة الآخر على الغش، قبل أن ينتبها إلى أنهما يتحدثان على صفحة الوزارة في تعليقات يراها مئات الآلاف من متابعي الصفحة، فقررا أن يستكملا حوارهما برسائل خاصة، غير أن المسؤولين تمكنها من التقاط محادثتهما.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.