«الإفتاء» المصرية: التباعد في الصلاة تجنباً للعدوى لا يؤثر على صحتها

قالت دار الإفتاء المصرية إنه «لا مانع من التباعد بين المصلين في صلاة الجماعة بقدر مسافة متر أو أكثر من جميع الجهات، تحرزاً من وباء (كورونا المستجد)، ووقاية من العدوى... وصلاة الجماعة على هذا النحو صحيحة، ولا يخرج ذلك عن المقصود بتسوية الصفوف، من اعتدال المصلين على صف واحد، لا يتقدم بعضهم على بعض في الصف». يأتي هذا في وقت وجهت وزارة الأوقاف المصرية مديرياتها على مستوى محافظات مصر، أمس، بـ«ضرورة نشر الإجراءات الوقائية وضوابط فتح المساجد على نطاق واسع، والتأكيد على الأئمة بضرورة التنبيه عليها عند كل صلاة». وأرسلت «الأوقاف» للمديريات صورة ملصق عليه عدد من الضوابط، مثل «ضرورة عدم المصافحة والمعانقة، وارتداء الكمامة، وإحضار المصلى الشخصي، والحفاظ على التباعد». ومن المقرر فتح المساجد غداً (السبت) مع استمرار تعليق صلاة الجمعة. وأكّدت «الإفتاء» أمس أن «التباعد بين المصلين أمر مطلوب، ولا يخرج عن معنى التسوية ومقصودها، فقد نص الفقهاء على السماح بالفرجة البسيطة بين المصلين، ولم يعتبروا ذلك خروجاً عن اتحاد الصف ولا منافاة للتسوية بين الصفوف»، موضّحة أن «حفظ النفوس مقصد شرعي جليل من المقاصد الكلية العليا للشريعة الغراء؛ بل هو متفق عليه بين كل شرائع السماء، التي جاءت بها الرسل والأنبياء، ومن أهم مظاهر حفظ النفس (الصحة) التي يستطيع بها الإنسان تحقيق مراد الله تعالى منه، إذ يجب عليه رعايتها والمحافظة عليها من الأمراض المؤذية والأوبئة الفتاكة؛ إذ إن الأمراض والأسقام هي أشد ما يعرض النفوس للتلف، فحمايتها منها، إحياء وحفظ لها، وذلك إما بالوقاية أو بالعلاج».
وأشارت «الإفتاء» في فتواها إلى أن «الإسلام شرع الاحتراز من الأمراض المعدية، من تفشيها وانتشارها؛ منعاً للضرر، ودفعاً للأذى، ورفعاً للحرج... ومن هنا جاز هذا التباعد بين المصلين في صلاة الجماعة؛ بحيث يترك المصلي مسافة بينه وبين من يجاوره، وبينه وبين من يصلي أمامه وخلفه، خوفاً من انتقال عدواه».