الحياة تدب مجدداً في مدن المغرب

استئناف حركة الطيران الداخلي والقطارات

المغرب ينفذ المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي (أ.ف.ب)
المغرب ينفذ المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي (أ.ف.ب)
TT

الحياة تدب مجدداً في مدن المغرب

المغرب ينفذ المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي (أ.ف.ب)
المغرب ينفذ المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي (أ.ف.ب)

بدأت الحياة تدب مجدداً في مختلف مناطق المغرب، باستثناء بعض المحافظات، بعد أن بدأ أمس تنفيذ إجراءات وتدابير المرحلة الثانية من «مخطط تخفيف الحجر الصحي»، التي أقرتها السلطات، أخذاً في الحسبان ضرورة تحقيق التوازن بين تطورات الوضعية الوبائية في المملكة ومتطلبات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
ولوحظ منذ الساعات الأولى من الصباح استئناف كثير من الأنشطة التي كانت متوقفة على مدى أكثر من 3 أشهر امتثالاً للحجر الصحي الذي تم فرضه بهدف التصدي لتفشي فيروس «كورونا» المستجد.
والتحق العاملون بالأنشطة التجارية والخدماتية، التي كانت متوقفة حتى أمس (الخميس)، بمقرات عملهم في المراكز التجارية والمجمعات التجارية الكبرى والقيساريات وقاعات الحلاقة والتجميل، من أجل استئناف أنشطتهم والعودة إلى وتيرة حياة طبيعية، لكنها ستبقى خاضعة لشروط محددة، أهمها عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية، وارتداء الكمامات الواقية، واحترام قواعد النظافة العامة، والتباعد الجسدي. ولم يتردد الزبائن الأوفياء للمقاهي في ارتشاف قهوتهم الصباحية في المكان عينه، في حين ينتظر كثيرون موعد وجبتي الغداء أو العشاء للتناول بمطاعمهم المفضلة، بعدما تم السماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها بالمكان عينه، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية.
وعلى صعيد النقل الجوي الداخلي، تم صباح أمس استئناف الرحلات الداخلية برحلة تربط بين مدينتي الداخلة والدار البيضاء. كما تم استئناف رحلات القطارات التي تؤمن الربط بين المدن، وتعزيز وتيرة القطارات المكوكية السريعة، وذلك في احترام لتدابير السلامة الصحية.
وعاد القطار فائق السرعة «البراق»، إلى سكته مستأنفاً رحلاته. وقال توفيق بوعاريف، المدير التجاري للقطارات الاعتيادية بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، إن هذا الاستئناف يأتي وفقاً لقرار السلطات العمومية، وفي احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية المتعلقة بالسلامة الصحية.
وأشار بوعاريف، في هذا الصدد، إلى إجبارية ارتداء الكمامة واحترام قواعد التباعد الاجتماعي بالمحطات وعلى متن القطارات، وتعزيز التنظيف والتعقيم بشكل مستمر للقطارات والفضاءات المشتركة بالمحطات، وتوفير المحلول المعقم بالمحطات والقطارات.
ولتسهيل احترام هذه الإجراءات، يضيف المسؤول: «تم خفض نسبة بيع المقاعد وملء القطارات بنسبة 50 في المائة خلال هذه المرحلة، مع إلزامية الحجز المسبق على جميع القطارات».
وأوضح المدير التجاري للقطارات الاعتيادية بالمكتب أن التنقل انطلاقاً من محطات «منطقة التخفيف2» يخضع للإجراءات المسطرة من طرف السلطات المعنية والمتمثلة في إجبارية التوفر على ترخيص مهني أو استثنائي صادر عن السلطات المحلية لأسباب طارئة.
أما على صعيد النقل الطرقي، فسجلت المحطات الطرقية صباح أمس إقبالاً كثيفاً للمواطنين الراغبين في السفر إلى وجهات متعددة.
في غضون ذلك، بدأت الفضاءات العمومية بالهواء الطلق، من متنزهات وحدائق وأماكن عمومية، في استقبال روادها بمجرد فتحها، حيث تقاطر عليها كثير من المواطنين، مصحوبين بأطفالهم، الذين جاءوا للمرح والاستمتاع باللعب بعد 3 أشهر قضوها داخل المنازل. كما استأنف كثيرون ممارسة أنشطتهم الرياضية الفردية بالهواء الطلق، كالمشي واستعمال الدراجات الهوائية.
في سياق ذي صلة، أفادت وزارة الصحة بأن تطبيق «وقايتنا» الذي كانت أطلقته بشكل رسمي قبل 3 أسابيع بوصفه وسيلة مواكبة لتخفيف الحجر الصحي، تجاوز عتبة مليوني تحميل.
ووصفت الوزارة هذا المستوى من التبني بأنه «أحد أفضل المستويات المسجلة عالمياً بالنسبة للتطبيقات المماثلة المبنية على التطوع»، عازية تلك النتيجة إلى المساهمة المواطنية والتطوعية والطوعية لمجموعة من الأطراف الفاعلة.
ومن أجل تحسين معدل التبني، وتعزيز فعالية التطبيق، وبالتوازي مع إجراءات تخفيف الحجر الصحي، أعلنت الوزارة أنه سيجري الشروع في المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحسيس: «بوقايتنا.....نبقاو على بال» (نظل على بال)، التي تهدف إلى تعزيز احترام التدابير الوقائية، بما في ذلك استعمال تطبيق «وقايتنا».
وأوضحت الوزارة في بيان أنه بفضل تطبيق «وقايتنا»، سيتم إشعار الأشخاص الذين كانوا بالقرب من شخص آخر تم تأكيد إصابته بـ«كوفيد19»، في الأيام التي تلت المخالطة، برسالة نصية قصيرة تتضمن الاحتياطات الواجب اتخاذها لحماية أنفسهم وحماية محيطهم.
وذكرت الوزارة أن فرقها تقيّم بدقة خطر التعرض للوباء، معتمدة في ذلك على معطيات القرب ومدة وتواتر الاختلاط التي تمنحها تقنية البلوتوث، حيث إنه عند تحديد مخالط لشخص تأكدت إصابته إيجابياً بعدوى هذا الفيروس، يتم النظر في 3 سيناريوهات هي: أن الخطر إذا كان ضعيفاً (مخالطة على بعد أكثر من متر واحد وأقل من 15 دقيقة)، فلن يتم إشعار مستعمل التطبيق. وإذا كان الخطر متوسطاً، يتلقّى المستعمل رسالة نصية قصيرة تطلب منه تعزيز التدابير الوقائية ومراقبة الظهور المحتمل للأعراض. أما إذا تبين أن الخطر مرتفع، وبالإضافة لإشعار الشخص برسالة نصية قصيرة، تقوم فرق وزارة الصحة بالاتصال بهذا المخالط عبر الهاتف لدعوته لإجراء اختبار الكشف.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.