حزمة إنقاذ «لوفتهانزا» تثير جدلاً واسعاً في ألمانيا

تراجعت أسهم مجموعة «لوفتهانزا» بشدة الاثنين بسبب شكوك حول نجاح خطة الإنقاذ الحكومية للشركة (أ.ب)
تراجعت أسهم مجموعة «لوفتهانزا» بشدة الاثنين بسبب شكوك حول نجاح خطة الإنقاذ الحكومية للشركة (أ.ب)
TT

حزمة إنقاذ «لوفتهانزا» تثير جدلاً واسعاً في ألمانيا

تراجعت أسهم مجموعة «لوفتهانزا» بشدة الاثنين بسبب شكوك حول نجاح خطة الإنقاذ الحكومية للشركة (أ.ب)
تراجعت أسهم مجموعة «لوفتهانزا» بشدة الاثنين بسبب شكوك حول نجاح خطة الإنقاذ الحكومية للشركة (أ.ب)

دافع وزير المالية الألماني أولاف شولتس عن حزمة الإنقاذ الحكومية لمجموعة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران في وجه الانتقادات. وقال شولتس الاثنين، خلال مؤتمر في فرانكفورت، شارك فيه الوزير عبر الفيديو من برلين: «لقد أجرينا نقاشاً جيداً للغاية مع إدارة لوفتهانزا، وطورنا خطة جيدة للغاية وافقت عليها أيضاً بروكسل... الخطة مدروسة جيداً».
ولم يعلق شولتس على تقارير حول إجراء محادثات مع المساهم الكبير في «لوفتهانزا»، هاينتس هيرمان تيله، مشيراً في ذلك إلى لوائح تنظيمية.
وكان تيله، الذي بلغت حصته في الشركة مؤخراً أكثر من 15 في المائة، قد انتقد المساعدات الحكومية واعتزام الحكومة الاستحواذ على حصة بنسبة 20 في المائة من أسهم الشركة، ولم يحسم موافقته على الحزمة.
وبسبب موقف تيله، تشير التوقعات إلى تدني نسبة الحضور في الجمعية العمومية لمساهمي شركة لوفتهانزا، والمزمع عقدها يوم الخميس المقبل، ما يمثل تهديداً لحزمة الإنقاذ البالغة قيمتها تسعة مليارات يورو والتي اتفقت عليها الشركة مع الحكومة الألمانية بعد مفاوضات شاقة على مدار أسابيع.
وقال شولتس: «لوفتهانزا كانت شركة ناجحة للغاية قبل الأزمة»، مضيفاً أن الأمر يدور الآن حول نجاة الشركة من العواقب الاقتصادية لأزمة كورونا، حتى يمكنها أن تصبح مجدداً شركة طيران ناجحة.
وكانت جائحة كورونا قد أصابت أعمال «لوفتهانزا» بالشلل تقريباً فيما عدا قطاع الشحن، وتشير توقعات «لوفتهانزا»، التي يبلغ عدد عامليها 138 ألف شخص، إلى أن تعافي الطلب في النقل الجوي سيسير بطيئاً. ولا يعمل حالياً سوى جزء صغير من أسطول «لوفتهانزا» التي تشكو من سرعة اختفاء الاحتياطات النقدية.
وفي سوق الأسهم، تراجعت أسهم مجموعة «لوفتهانزا» بشدة الاثنين، بسبب شكوك حول نجاح خطة الإنقاذ الحكومية للشركة.
وتراجعت أسهم الشركة التي خرجت من مؤشر «داكس» بنسبة نحو 9 في المائة لتصل إلى 9.28 يورو. وقد أدت الخسائر البالغة التي منيت بها الشركة بسبب أزمة جائحة كورونا إلى فقدان مركزها في مؤشر «داكس» الألماني الرائد، وأصبحت منذ الأمس ضمن مؤشر «إم داكس» للأسهم المتوسطة.
وبعث كارستن شبور، رئيس أكبر شركة طيران ألمانية، بخطاب إلى العاملين كتب فيه: «عرفنا منذ ليلة (أول من) أمس أن مستثمرينا الذين أبلغوا بحضورهم يمثلون أقل من 38 في المائة».
وقد حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة من الخطاب، الذي أضاف فيه شبور: «وهكذا يتأكد أنه سيتعين الحصول على موافقة ثلثي الحاضرين في التصويت، وهو ما لم يعد مضموناً بعد التصريحات الأخيرة لمساهمين مهمين لا سيما فيما يتعلق بشروط زيادة رأس المال».
وسيصوت حملة أسهم «لوفتهانزا» في جلسة طارئة للجمعية العمومية على حزمة إنقاذ «لوفتهانزا»، وإذا بلغت نسبة الحضور أقل من 50 في المائة، فمن الضروري أن تحصل الحزمة على موافقة ثلثي الأعضاء لتمريرها.
وتتخوف «لوفتهانزا» من تدني نسبة الحضور في الجمعية العمومية للمساهمين الأمر الذي يمكن معه لتيله أن يعرقل الحزمة، وهو ما قد يؤدي إلى نتيجة غير معروفة للشركة يمكن أن تصل إلى حد إشهار الإفلاس.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزير النقل: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار في السعودية

الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
TT

وزير النقل: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار في السعودية

الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)
الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي، كاشفاً عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بالمواني باستثمارات تجاوزت 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

وأضاف الجاسر، خلال كلمته الافتتاحية في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية، (الأحد) في الرياض، أن المملكة لعبت دوراً محورياً في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، مشيراً إلى أن هذا النجاح كان نتيجة للاستفادة من الإمكانات اللوجيستية المتنامية التي تتمتع بها السعودية، والتي تشمل شبكة متقدمة من المطارات والمواني عالية الكفاءة، بالإضافة إلى السكك الحديدية والطرق البرية التي تسهم في تسهيل وتسريع عمليات الشحن والتصدير.

وبيَّن أن قطاع النقل والخدمات اللوجيستية في السعودية استمرَّ في تحقيق نمو كبير، متجاوزاً التحديات التي يشهدها العالم في مختلف المناطق، موضحاً أن بلاده حافظت على جاهزيتها في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وذلك من خلال التطور الملحوظ الذي شهده القطاع محلياً.

وفيما يخصُّ التطورات الأخيرة، أشار الجاسر إلى أن المملكة واصلت تقدمها في التصنيف الدولي في مناولة الحاويات خلال عام 2024، وسجَّلت 231 نقطة إضافية في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وأُضيف 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن، مما يعكس دور المملكة الفاعل في تيسير حركة التجارة العالمية ودعم قطاع الخدمات اللوجيستية.

وأكد الجاسر أن إطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، المخططَ العام للمراكز اللوجيستية والمبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به القطاع من الحكومة.

ووفق وزير النقل، فإن السعودية تستهدف رفع عدد المناطق اللوجيستية إلى 59 منطقة بحلول عام 2030، مقارنة بـ22 منطقة حالياً، ما يعكس التزام المملكة بتطوير بنية تحتية لوجيستية متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني، وتعزز من مكانتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.