مشروع قانون في الكونغرس لتنظيم مواقع التواصل الاجتماعي

بهدف تسهيل مقاضاة المنصات التي تشرف على المحتوى

TT

مشروع قانون في الكونغرس لتنظيم مواقع التواصل الاجتماعي

قدم أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي ووزارة العدل مقترحات من شأنها تقليص الحماية القانونية لمنصات التواصل الاجتماعي. جاء ذلك في أعقاب توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي أمرا تنفيذيا يفرض قواعد تنظيمية جديدة خاصة بالشركات التي تدير تلك المنصات. وقدم الأعضاء مشروع القانون يوم الأربعاء في خطوة تستهدف قانونا صدر عام 1996 يمنح شركات الإنترنت حصانة من الدعاوى القضائية المتعلقة بالمحتوى المنشور على مواقعها من قبل أطراف ثالثة، ويتيح لها تنظيم المحتوى بما وصف «بحسن النية».
ترمب كان أصدر الشهر الماضي أمرا تنفيذيا يفتح الباب أمام وضع قواعد جديدة لعمل هذه الشركات العملاقة، ويسمح بمحاسبتها على المحتوى الذي ينشر على صفحاتها الإلكترونية. وهاجم ترمب الشهر الماضي ما وصفه «بالنشاط المضلل لشركات التواصل الاجتماعي» واتهمها بـ«الانحياز السياسي وبإسكات أصوات المحافظين والتضييق عليهم بشكل كامل». وصعد ترمب هجومه على تلك المنصات بعد هجومه على موقع «تويتر»، إثر قيام الموقع بإضافة تنبيه للمرة الأولى، اتخذ شكل علامة تعجب زرقاء، على تغريدة له يشير فيها إلى مزاعم غير مدعومة بحدوث تزوير في اقتراع بالبريد. ونبه الإخطار القراء إلى ضرورة التحقق من المنشورات. ويوجه الأمر التنفيذي الوكالات الفيدرالية بتعديل الطريقة التي تنفذ بها فقرة في القانون المذكور تعرف باسم «القسم 230» وتحمي شركات الإنترنت من المسؤولية عن المحتوى الذي ينشره المستخدمون. ويطلب الأمر التنفيذي لترمب بمراجعة «ممارسات غير نزيهة أو احتيالية» لـ«فيسبوك» و«تويتر» ويدعو الحكومة لإعادة النظر في نشر إعلانات على خدمات تصنف بأنها «تنتهك مبادئ حرية التعبير».
وواجه بند «القسم 230» انتقادات حادة من المحافظين مؤخرا، واتهم الجمهوريون شركات التواصل بإساءة استخدام الحماية القانونية للرقابة على المحتوى المحافظ. وقدم السيناتور الجمهوري جوش هاولي مشروع القانون الأربعاء، بهدف تسهيل مقاضاة المنصات الرقمية التي تشرف على المحتوى، من قبل الأشخاص المتضررين. ويطلب المشروع من المنصات إثبات أنها تتبع مبدأ «حسن النية» في هذه المسألة. واقترح المشرعون إعطاء مبلغ خمسة آلاف دولار لكل صاحب شكوى متضرر بالإضافة إلى أتعاب المحاماة. وينطبق هذا الإجراء فقط على المنصات التي لديها أكثر من 30 مليون مستخدم في الولايات المتحدة أو 300 مليون على مستوى العالم، وتحصل على أكثر من 1.5 مليار دولار من الإيرادات. وقدمت وزارة العدل أيضا مقترحا الأربعاء إلى الكونغرس بتقليص نطاق استخدام «القسم 230»، بما يمنع إعطاء حماية للمحتوى المتعلق باستغلال الأطفال والإرهاب والمطاردة الإلكترونية. ودعت وزارة العدل الكونغرس إلى تحديد تعريف قانوني لـ«حسن النية» يكون على أساس أن تكون إزالة المحتوى متفقة مع شروط الخدمة وتكون مصحوبة بـ«تفسير معقول». وشارك في صياغة المشروع السيناتور ماركو روبيو الذي كان مرشحا رئاسيا في سباق الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2016 مقابل الرئيس ترمب.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».