صدامات بين متظاهرين متطرفين والشرطة في لندن (صور)

مواجهات بين الشرطة البريطانية والمتظاهرين في لندن (رويترز)
مواجهات بين الشرطة البريطانية والمتظاهرين في لندن (رويترز)
TT
20

صدامات بين متظاهرين متطرفين والشرطة في لندن (صور)

مواجهات بين الشرطة البريطانية والمتظاهرين في لندن (رويترز)
مواجهات بين الشرطة البريطانية والمتظاهرين في لندن (رويترز)

وقعت صدامات بين متظاهرين مرتبطين بمجموعات يمينية متطرفة والشرطة في وسط لندن، اليوم (السبت)، بعدما شاركوا في تجمع مضاد للاحتجاجات المناهضة للعنصرية رغم دعوات الشرطة لهم إلى عدم التجمع، مذكرة بتدابير الحد من تفشي فيروس «كورونا» المستجد.

وتجاهل آلاف الأشخاص على ما يبدو القواعد المفروضة في ساحة البرلمان ومحيطها، وأظهرت مشاهد بثتها قنوات إخبارية عراكاً عنيفاً مع الشرطة فيما كان البعض يسدد اللكمات لشرطيين ويرشقونهم بمقذوفات.
ووصفت وزيرة الداخلية، بريتي باتل، مشاهد الفوضى والعنف ورشق الشرطة بالقناني والعبوات والقنابل الدخانية بأنها «بلطجة غير مقبولة تماماً»، وكتبت على موقع «تويتر»: «على أي مرتكب لأعمال العنف أو النهب أن يتوقع مواجهة بكل قوة القانون»، فيما انتشرت مشاهد الفوضى بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

وأضافت: «لن يتم التهاون مع أعمال العنف تجاه شرطيينا»، لافتة إلى أن وباء كوفيد - 19 لا يزال يمثل «تهديدا لنا جميعا» وعلى المشاركين في التجمعات «الذهاب إلى منازلهم».

وندد رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، بالاشتباكات، قائلاً إن «أعمال العنف خربت المسيرات»، وكتب جونسون، على موقع «تويتر»: «أعمال البلطجة العنصرية لا مكان لها في شوارعنا، أي أحد يهاجم الشرطة سيواجه بقوة القانون إلى أبعد مدى».

ونُظمت الاحتجاجات الرئيسية التي كانت مقررة السبت يوم الجمعة لتجنب الاشتباكات مع الجماعات اليمينية المتطرفة ومن يصفون أنفسهم بـ«الوطنيين» الذين وعدوا بحماية النصب التذكارية.
وكان بول غولدين، زعيم مجموعة سياسية يمينية متطرفة صغيرة هي «بريطانيا أولاً»، التي أودع عدد من أعضائها السجن لجرائم كراهية وحظرتها منصة «فيسبوك»، من أول الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة البرلمان.
وقال لوكالة الأنباء البريطانية «برس أسوسييشن» إنهم جاؤوا «لحراسة صروحنا»، وأضاف: «كل من يأتي اليوم لمحاولة تخريبها سيتم التعامل معه من جانب جميع هؤلاء الإنجليز الذين قدموا، وهم أيضا ضاقوا ذرعا».

وجرت مسيرة شارك فيها مئات الناشطين من حركة «حياة السود تهم» في العاصمة البريطانية ظهر السبت، وانتهت في ساحة ترافلغار على مقربة من المكان الذي تجمعت فيه التظاهرة المضادة ووسط انتشار كثيف للشرطة.
وكانت شرطة منطقة لندن ذكرت أنه على الذين تجاهلوا نصائحها بعدم التظاهر، أن يمتثلوا للشروط المفروضة بما في ذلك البقاء في مناطق محددة منفصلة والمغادرة.
وقال باس جاويد أحد قادة شرطة منطقة لندن في بيان قبل التظاهرتين: «نطلب منكم عدم الحضور إلى لندن والسماح لأصواتكم بأن تُسمع بطرق أخرى».
شهدت بريطانيا موجة من الاحتجاجات أثارتها وفاة جورج فلويد وهو رجل أميركي أسود غير مسلح قضى اختناقا فيما كان شرطي أبيض يضغط بركبته على عنقه في مينيابوليس خلال عملية توقيفه، ما أثار غضباً في جميع أنحاء العالم.
وكانت غالبية الاحتجاجات سلمية، لكن التظاهرات التي جرت في لندن في نهاية الأسبوع الماضي شهدت أعمال عنف بينما أطاحت حشود في بريستول بتمثال إدوارد كولستون وهو تاجر رقيق في القرن السابع عشر، وألقته في مياه المرفأ.

وأمس (الجمعة)، قال رئيس الوزراء إن الاحتجاجات «خطفها متطرفون» وانتقد استهداف التماثيل واصفا الأمر بـ«السخيف والمعيب»، وحث الناس أيضا على عدم التجمع.
واستدعت التعليقات انتقادات من بعض نواب المعارضة إذ اتهمته المتحدثة باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي للشؤون الداخلية كريستين جاردين بـ«إثارة الانقسام والخوف في مجتمعاتنا بقوله إنها الاحتجاجات خطفها متطرفون».
وعززت السلطات إجراءات الحماية حول العديد من النصب التذكارية في وسط لندن قبل احتجاجات السبت، بما في ذلك تمثال للزعيم البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل، الذي تم تشويهه بكلمة «عنصرية» في نهاية الأسبوع الماضي، ونصب «سينوتاف» لضحايا الحرب العالمية الأولى.
وقال حفيد تشرشل النائب المحافظ السابق نيكولاس سومز إن «مجموعة صغيرة للغاية وهمجية للغاية من الأشخاص» مسؤولة عن التخريب وكانت «تتصرف بطريقة لا توصف وجبانة».

وقال لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية إن «فكرة أن يقف اليمين المتشدد حارسا لتشرشل تثير الاشمئزاز» وتابع: «يبدو وكأنه مجتمع فقد بوصلته».
وكانت مجموعة «هوب نات هيت» (أمل لا كراهية) قد حذرت قبيل تظاهرات السبت من أن مثيري شغب مرتبطين بنوادي لكرة القدم يعتزمون المشاركة في التظاهرات.
وقال نيك لوز أحد أعضاء المجموعة: «للموجودين في وسط لندن اليوم، رجاء الحذر. مثيرو الشغب من مشجعي كرة القدم ونشطاء من اليمين المتطرف ما زالوا يعتزمون التوجه إلى العاصمة».


مقالات ذات صلة

«مجلس أوروبا» يضغط على تركيا في قضية إمام أوغلو وقمع الاحتجاجات

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى استقباله الأمين العام لـ«مجلس أوروبا» ألان بيرسيه في أنقرة الثلاثاء (الرئاسة التركية)

«مجلس أوروبا» يضغط على تركيا في قضية إمام أوغلو وقمع الاحتجاجات

أجرى الأمين العام لـ«مجلس أوروبا»، ألان بيرسيه، مباحثات بأنقرة وسط أجواء متوترة على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو وجدل بشأن الحوار مع أوجلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم مهاجرون ينتظرون النزول من قارب خشبي بعد أن أنقذتهم سفينة خفر سواحل إسبانية يوم 18 يناير 2024 (رويترز)

«اليونيسف»: 3500 طفل مهاجر قضوا في محاولات عبور المتوسط خلال السنوات العشر الأخيرة

قضى نحو 3500 طفل مهاجر أو فُقدوا خلال السنوات العشر الماضية، لدى محاولتهم عبور البحر المتوسط للوصول إلى إيطاليا، وفق منظمة «اليونيسف».

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد اجتماع الحوار الاقتصادي رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عقد في بروكسل بعد انقطاع 6 سنوات (حساب وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك في «إكس»)

تركيا إلى التفاوض مع أميركا لإزالة الرسوم الجمركية الإضافية

تعتزم تركيا التفاوض مع الولايات المتحدة لإزالة الرسوم الجمركية الإضافية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. واستأنفت الحوار الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مظاهرة لأنصار إمام أوغلو أمام «المجلس الأوروبي» بمدينة ستراسبورغ الفرنسية (أ.ف.ب)

«الاتحاد الأوروبي» يزيد الضغط على تركيا بعد اعتقال إمام أوغلو

زاد «الاتحاد الأوروبي» من ضغطه على تركيا على خلفية احتجاز رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بالبلاد بعد أسبوعين من اعتقاله.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أشخاص يتنقلون عبر أحد طرقات قطاع غزة وسط الدمار (أ.ف.ب) play-circle

مجلس حقوق الإنسان الأممي يحضّ إسرائيل على «منع وقوع إبادة جماعية» بغزة

أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء استئناف إسرائيل هجومها على غزة، وحضّ الدولة العبرية على تحمّل مسؤوليتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس
TT
20

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس

الوداع الأخير... مئات الآلاف بينهم قادة دول في جنازة البابا فرنسيس

شارك ملوك ورؤساء ورؤساء وزراء ونحو 250 ألفاً من المؤمنين في تأبين البابا فرنسيس، اليوم السبت، خلال قداس جنائزي في ساحة القديس بطرس لتكريم.

وتوفي البابا الأرجنتيني يوم الاثنين، عن 88 عاماً، إثر إصابته بجلطة دماغية، لتبدأ بذلك فترة انتقالية مخططة بدقة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص، تتسم بالحفاظ على الطقوس العتيقة والترف والحداد.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، احتشد حوالي 250 ألف شخص أمام جثمانه الذي وُضع في نعش أمام مذبح كاتدرائية القديس بطرس المغطاة التي تعود إلى القرن السادس عشر.