«لجنة جمهورية» تتحدى ترمب وتطلب تغيير أسماء قواعد عسكرية

TT

«لجنة جمهورية» تتحدى ترمب وتطلب تغيير أسماء قواعد عسكرية

في خطوة مفاجئة؛ قدّم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي اعتذاراً رسمياً بسبب مرافقته الرئيس الأميركي دونالد ترمب لزيارة كنيسة «سانت جونز»، بعد المواجهات مع المتظاهرين في ساحة «لا فاييت» أمام البيت الأبيض. وقال ميلي في خطاب مسجّل أمام «جامعة الدفاع الوطني»: «لم يكن وجودي مناسباً. فحضوري في تلك اللحظة وفي تلك الأجواء أعطى انطباعاً بأن الجيش يتدخل في السياسات الداخلية للبلاد». وتابع ميلي قائلاً إن ما جرى خطأ تعلّم منه، مكرراً معارضته نشر القوات الفيدرالية في الولايات المختلفة للسيطرة على المظاهرات.
يأتي موقف ميلي ليزيد من الأصوات المعارضة لسياسة البيت الأبيض في صفوف القيادات العسكريّة، وليصعّد من مواجهة شبه حتمية مع البنتاغون فيما يتعلق بإعادة تسمية بعض القواعد العسكرية الأميركية التي تحمل أسماء جنرالات كونفدراليين مؤيدين للعبودية. فقد عارض ترمب بشكل كبير توجه وزارة الدفاع في هذا الإطار، لكن لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وجّهت ضربة كبيرة للرئيس الأميركي عندما أقرت مشروع قانون يجبر الإدارة على تغيير أسماء هذه القواعد. وكان ترمب غرّد قائلاً: «البعض اقترح إعادة تسمية نحو 10 قواعد عسكرية أسطورية. هذه القواعد العسكرية جزء من التراث الأميركي العظيم! احترموا جيشنا!».
ويشكل قرار لجنة القوات المسلحة التي يسيطر عليها الجمهوريون في مجلس الشيوخ، تحدياً مباشراً لترمب، فقد جرى إدراجه ضمن موازنة وزارة الدفاع، وفي حال أصر الرئيس الأميركي على موقفه الرافض تغيير أسماء القواعد العسكرية، فالحل الوحيد أمامه سيكون استعمال «حق النقض» ضد موازنة البنتاغون.
تتزامن هذه التحركات مع تهديد ترمب بالتدخل لاستعادة ولاية واشنطن من «المخربين البشعين»؛ على حد وصفه. وغرّد ترمب قائلاً: «الحاكم اليساري المتشدد غاي انسلي وعمدة سياتل يتم التلاعب بهما بشكل لم يشهده بلدنا العظيم من قبل. استرجعوا مدينتكم الآن! وإن لم تفعلوا؛ فسوف أقوم بهذا. هذه ليست لعبة».
وتابع ترمب: «الإرهابيون المحليون سيطروا على سياتل!»؛ وذلك في إشارة إلى المتظاهرين الذين دخلوا إلى قاعة بلدية سياتل وأعلنوا أنها منطقة خالية من الشرطة وطالبوا باستقالة عمدة المدينة جيني دركان. وقد ردت دركان على تغريدة الرئيس فقالت: «حافظ على أمننا. وعد لمخبئك في القبو».


مقالات ذات صلة

ما دور الناشطين السوريين بواشنطن في مرحلة ما بعد الأسد؟

الولايات المتحدة​ سوريون يحتفلون بسقوط الأسد في شوارع دمشق في 8 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ما دور الناشطين السوريين بواشنطن في مرحلة ما بعد الأسد؟

«الشرق الأوسط» تستعرض آراء الناشطين السوريين في عاصمة القرار واشنطن، وتسألهم عن تقييمهم لسقوط الأسد ودورهم في المرحلة المقبلة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن يسعى لمواجهة توطد علاقات روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين

قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن يضغط على أجهزة الأمن القومي لوضع استراتيجيات جديدة لمواجهة توطد العلاقات بين روسيا وإيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ورقة نقدية صينية (رويترز)

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى في ظل رئاسة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)

ترمب يعيّن الخطيبة السابقة لابنه سفيرة في اليونان

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الثلاثاء أنّه قرّر تعيين كيمبرلي غيلفويل، الخطيبة السابقة لابنه البكر دونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.