يقول المدير الفني لنادي ريو آفي البرتغالي، كارلوس كارفالهال، عن تداعيات تفشي فيروس كورونا: «قبل هذا الوضع، لم أكن أعلم حتى أن لدي زهوراً في حديقتي. عندما ينتهي هذا الأمر، أعتقد أنني سوف أهتم بزهوري طوال الوقت. أنا أتحدث بشكل رمزي، وأعني أنه يمكننا أن ننظر إلى الأشياء الصغيرة، وليس إلى الأشياء الكبيرة فقط».
وأكد كارفالهال على أنه ومعه اللاعبون قد عادوا إلى التدريبات وبعد ذلك المباريات بإرادتهم، رغم أن هذا الأمر قد يواجه العديد من التحديات الآن، خاصة بعدما تأكد إصابة سبعة لاعبين في أندية أخرى بفيروس كورونا. وفي اليوم الأول من التدريبات، تم تصوير كارفالهال وهو يرتدي قناعاً ودرعاً واقية لتغطية أكبر قدر ممكن من عينيه وأنفه. وأعرب المدير الفني البرتغالي عن سعادته بأن 80 في المائة من العامة في البرتغال يرتدون أقنعة الوجه أيضاً. ويقول: «أحد أسباب عدم وجود كثير من الفوضى في نظامنا الصحي يعود إلى أن الناس في البرتغال يحترمون القواعد».
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: هل تستطيع كرة القدم أن ترقى إلى مستوى التحدي الحالي؟ يعتقد كارفالهال أن الرياضة قد سبقت الجمهور وحتى الحكومة في الاستعداد لكيفية مواجهة فيروس كورونا، قبل أن يتوقف الدوري البرتغالي الممتاز في شهر مارس (آذار) الماضي. وقد تم منع مصافحة اللاعبين لبعضهم بعضاً بالأيدي في الجولة الأخيرة من المباريات، وهي الجولة التي شهدت تعادل ريو آفي مع بورتو بهدف لكل فريق. ويقول كارفالهال إنه ذهب في رحلة استكشافية لمشاهدة نادي بوافيستا، الذي كان سيواجهه في الجولة التالية، والتقى خلال تلك الجولة ببعض الأصدقاء من خارج مجال كرة القدم، والذين أصيبوا بالصدمة عندما طالبهم بالبقاء على مسافة آمنة منه وعدم مصافحته. وعندما اكتشف أن والديه - في الثمانينيات من العمر - كانا لا يزالان يزوران المتاجر والمقاهي، صرخ فيهما قائلاً: «أرجوكما عودا إلى المنزل، ماذا تفعلان؟».
ومع ذلك، هناك قلق بشأن استئناف النشاط الرياضي. ويعتقد كارفالهال أن المشكلة الأساسية تكمن في أن كرة القدم البرتغالية تعتمد بشكل كبير على عائدات البث التلفزيوني، لدرجة أنها كانت ستواجه أزمة وجودية إذا لم تستأنف المباريات ويتم نقلها على الهواء مباشرة. ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا)، فإن عائدات البث التلفزيوني تشكل 32 في المائة من إجمالي العائدات المالية المتواضعة لأندية الدوري البرتغالي الممتاز، والتي تصل إلى 440 مليون يورو.
يقول المدير الفني البرتغالي: «كنا نعلم أننا سنواجه بعض المخاطر عند استئناف المباريات، لكننا بحاجة إلى إنقاذ كرة القدم في البرتغال. إذا لم نلعب، ستكون هناك حالة من الفوضى في جميع الأندية. لم يتم الضغط علينا من أي جهة، لكننا نفهم الموقف جيداً. وفي الوقت نفسه، فقد انتهت حالة الطوارئ التي فرضتها البلاد. لذا آمل أن نستكمل عملنا في ظل احترام كامل للقواعد، حتى نكون مثالاً يحتذي به الجميع».
ولا يفضل كارفالهال أن يخوض فريقه المباريات من دون جمهور، لكنه يعتقد أن الأندية التي تحتل مراكز متوسطة في جدول الترتيب، مثل ريو آفي، قد تستفيد من هذا الوضع، نظراً لأن الأندية الأخرى ستغير رؤيتها فيما يتعلق بتدعيم صفوفها. يقول كارفالهال: «الأمر لا يتعلق بالأموال فقط، لكنه يتعلق باحترام المجتمع ككل. إذا لم يكن لدى الشركات الكثير من المال، فلن تكون لدى الأندية رغبة في إنفاق الكثير من الأموال، حتى لا تكون مثالاً سيئاً في ظل هذه الظروف الصعبة. وأعتقد أنه سيكون هناك عام ستمتنع فيه الأندية عن إبرام صفقات ضخمة، لذا فأعتقد أن الأندية المتوسطة ستتحرك في سوق الانتقالات بشكل أفضل من الأندية الكبرى».
ومنذ أن تولى كارفالهال مهمة تدريب ريو آفي في مايو (أيار) عام 2019. نجح في تطوير الفريق بشكل كبير. وكان كارفالهال قد خاض تجربة تدريبية في الملاعب الإنجليزية، عندما قاد نادي شيفيلد وينزداي وكان على وشك الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2015 - 2016. كما قاد سوانزي سيتي بعد ذلك بعامين، لكن النادي هبط تحت قيادته لدوري الدرجة الأولى. وبالتالي، فإن العودة إلى البرتغال للعمل مع نادٍ صغير ربما تعد قبولاً بحقيقة أن أفضل أيامه قد ولت.
يقول المدير الفني البرتغالي: «قال لي أصدقائي عندما توليت قيادة ريو آفي إن ذلك الأمر قد يعني أنني أمتلك ثقة كبيرة في قدراتي أو أنني مجنون، لأنه إذا لم تسر الأمور على ما يرام في هذه التجربة فستكون حياتي المهنية صعبة للغاية بعد ذلك». لكن ريو آفي يحتل حالياً المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري البرتغالي الممتاز، وهو أفضل مركز احتله من قبل في تاريخه. وعلاوة على ذلك، فإن النادي قد لعب تسع مباريات متتالية من دون خسارة، وفي حال تجنبه للخسارة في المباراة المقبلة، فسيكون ذلك رقماً قياسياً في تاريخ النادي، بعد كسر الرقم القياسي الذي حققه النادي تحت قيادة المدير الفني فيليكس مورينيو - والد المدير الفني الشهير جوزيه مورينيو - عندما لعب تسع مباريات متتالية من دون خسارة.
يقول كارفالهال عن ذلك: «كنت على استعداد للاتصال بجوزيه مورينيو إذا تجنبنا الخسارة في المباراة العاشرة لكي أقول له: تحياتي إلى والدك، لقد حطمنا الرقم القياسي المسجل باسمه، لكنني صديقك، كما أن والدك كان مديراً فنياً كبيراً». ويتمنى كارفالهال أن يعود للعمل في إنجلترا مرة أخرى، مشيراً إلى أنه يشعر بأن «عمله هناك لم ينته بعد»، ومؤكداً على أن ناديين إنجليزيين قد تحدثا معه بشأن العمل معهما بداية من الموسم المقبل، لكن ذلك كان قبل توقف النشاط الكروي بسبب تفشي فيروس كورونا. يقول كارفالهال: «أعتقد أنني سأعود للعمل في إنجلترا مرة أخرى، فالناس ينظرون إلى العمل الذي نقوم به وإلى الطريقة التي نلعب بها، وأشعر بأنني سأعمل في إنجلترا خلال الموسم المقبل».
كارفالهال: استئناف المباريات أنقذ الكرة البرتغالية من أزمة وجودية
مدرب ريو آفي تحدّث عن تغيير «كورونا» عالم اللعبة... وعن اشتياقه إلى إنجلترا
كارفالهال: استئناف المباريات أنقذ الكرة البرتغالية من أزمة وجودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة