أنقرة تراقب التطورات في إدلب... وتوقعات بـ«صيف ساخن»

إصابة 3 جنود روس بانفجار عربة شمال سوريا

TT

أنقرة تراقب التطورات في إدلب... وتوقعات بـ«صيف ساخن»

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الأوضاع في إدلب «جيدة باستثناء بعض المشاكل» على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4)، في وقت يواصل فيه الطيران الحربي الروسي منذ مساء أول من أمس قصفه على مواقع في إدلب وبخاصة جبل الزاوية جنوب المحافظة السورية مع تصاعد هجمات النظام والميليشيات الداعمة له في الوقت ذاته. وبحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية قتل ما لا يقل عن 3 مدنيين وأصيب 8 آخرون نتيجة قصف الطيران الحربي الروسي. وقالت الوكالة التركية إن روسيا انتهكت وقف إطلاق النار في إدلب الموقع مع تركيا في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي وقامت بقصف جوي بالتزامن مع هجمات النظام.
ونقلت الوكالة عن مدير مبادرة «منسقو الاستجابة في شمال سوريا»، محمد الحلاج، أن الهجمات الجوية الروسية أدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى نزوح 5 آلاف و834 مدنيا من إدلب نحو المخيمات المقامة قرب الحدود مع تركيا. وأشار الحلاج إلى أن 285 ألفا و403 مدنيين كانوا قد عادوا إلى منازلهم أثناء فترة الهدوء التي أعقبت تطبيق وقف إطلاق النار في 6 مارس الماضي.
وفي حصيلة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنيا قتل، أمس، جراء قصف جوي استهدف محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، في أول حصيلة مدنية منذ سريان وقف إطلاق النار قبل 3 أشهر.
وأفاد المرصد بقيام طائرات روسية، بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، بشن 15 غارة جوية على قرى وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بمقتل مدني في قرية بليون وإصابة آخرين بجروح.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه أول مدني يقتل جراء غارات جوية» منذ سريان الهدنة، بينما تشهد المنطقة منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات جيش النظام السوري والفصائل. وبعد توقّف دام نحو ثلاثة أشهر، عاودت الطائرات الروسية الأسبوع الماضي استهداف المنطقة الواقعة بين الحدود الإدارية لمحافظات إدلب وحماة واللاذقية، حيث تنتشر فصائل مقاتلة أبرزها تنظيم حراس الدين المرتبط بـ«تنظيم القاعدة».
الى ذلك، أصيب ثلاثة جنود روس في انفجار عربة روسية مصفحة قرب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، في شمال غربي سوريا الثلاثاء.
وقالت مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية لوكالة الأنباء الألمانية، إن سيارة عسكرية روسية انفجرت قرب قرية مرج علي بعد 10 كيلومترات شرق مدينة عين العرب، قرب الحدود السورية - التركية ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود روس.
وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل الجنود إلى القاعدة الروسية في عين العرب، لافتة إلى تضرر سيارتين للقوات الروسية جراء الانفجار.
ورجحت المصادر أن «يكون سبب الانفجار لغم أرضي باعتبار المنطقة قريبة من الحدود وهي المنطقة التي تسلكها الدوريات الروسية - التركية».
وأكدت المصادر «توجه سيارات تابعة للقوات الروسية وأخرى لقوى الأمن الداخلي (أسايش) إلى مكان الانفجار للتحقيق وتبيان سبب الانفجار».
وتشهد مناطق شرق مدينة عين العرب وغربها تجوال دوريات روسية وتركية في المنطقة، وفقاً للاتفاق بين روسيا وتركيا وقد تعرضت الدوريات التركية والروسية التي بدأت عملها بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة من قبل أهالي مناطق عين العرب.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.