عدسة الغواص مقداد تنقل جمال بيئة بحر غزة

سكن رامي مقداد قرب البحر زاد من تعلقه به
سكن رامي مقداد قرب البحر زاد من تعلقه به
TT

عدسة الغواص مقداد تنقل جمال بيئة بحر غزة

سكن رامي مقداد قرب البحر زاد من تعلقه به
سكن رامي مقداد قرب البحر زاد من تعلقه به

يحمل «الغواص» رامي مقداد بندقية الصيد البحرية وبدلته السوداء الخاصة، وبعض المعدات اللازمة للغوص في أعماق بحر غزة؛ بحثاً عن أسماك يصطادها، ولالتقاط مجموعة من الصور الجمالية للطبيعة البحرية وأبعادها المختلفة، التي يحتاج إليها لإرضاء ذوق متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي، الذين باتوا ينتظرون بشغف ما يحمله لهم في جعبته من تغذية بصرية، بعد كل رحلة.
ويقول رامي البالغ من العمر (33 سنة) في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «البحر شكل لدي منذ الصغر، بوابة للمرح والترفيه والحرية، فعلى شاطئه ركضت، وتأملت بتفاصيل أمواجه التي تمرّ سريعة حاملة الكثير من المعاني». لافتاً إلى أنه في مرحلة ما، قرّر الخوض في تجربة صيد السمك بصنارة صغيرة اقتناها في عام 2005، وكان يلقيها في الماء ويبقى منتظراً حتّى تعلق بها الأسماك، فيسحبها فرحاً بما جاد به البحر عليه، وينطلق بعدها لمنزله.
ويشير مقداد إلى أنه ومع تكرار تجربة «الصيد بالصنارة»، وجد أن الأمر يحتاج إلى ساعات طويلة، مقابل ناتج متواضع في كثير من الأيام، فأخذ يفكر في كيفية تطوير إنتاجه، واهتدى به الحال للصيد من خلال «الغوص»، وما شجعه على ذلك هو امتلاكه قدرات مميزة في رياضة السباحة والغوص الحر، منوهاً إلى أنه بدأ في استعمال تلك الطريقة، وكان الأمر في البداية صعباً، ثم تحسّن الأمر مع تكرار التجربة والخبرة المتراكمة، وصار الغوص بالنسبة له أسلوب حياته اليومية.
وعن سبب اندفاعه نحو فكرة تصوير البيئة البحرية، ونقلها للناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوضح أن ذلك جاء من إحساسه، بأن أهل غزة، في حاجة إلى التجديد في العناصر الجمالية التي تقع عيونهم عليها، فصور الأراضي الزراعية والسماء والبحر صارت مستهلكة بالنسبة لهم، مضيفاً «بمجرد بدء نشر الصور والفيديوهات، وجدت تفاعلاً مميزاً معها، وتشجعت على تنفيذ تجارب أخرى، وكنت في كلّ مرة أحظى بتحفيز عالٍ».
ويذكر مقداد، أنه يصور الأسماك النادرة وأسرابها الكبيرة، والأحجار البحرية النادرة والصخور، إضافة للشُعب المرجانية الجذّابة. ويتابع «من الأشياء الأخرى التي تؤرقني خلال ممارسة هوايتي، هو تلوث مياه بحر غزة، الناتج من ضخ مخلفات الصرف الصحي؛ إذ إنها كثيراً ما تكون عاملاً سيئاً نواجه أخطاره، حتى في مناطق عميقة، فهي تحوّل لون المياه للأسود وتعكّر صفاءها، الأمر الذي يحجب الرؤية، ويُضعف من تواجد الأسماك، كما أنها تسبب لنا أمراضاً ومكاره صحية أحياناً»، شارحاً أنه يفضل صيد سمك الجرع واللوكس والجمبري، وأكبر سمكة اصطادها في حياته وصل وزنها لنحو 17 كيلو غراماً.
وفيما يتعلق بفوائد الغوص البحري، يقول مقداد، إن «السباحة والبحر بشكلٍ عام يعملان على منح النفس والجسد مساحة واسعة من الحرية والانطلاق، أمّا الغوص فيساعد على الهرب من واقع غزة الصعب ومن شبح الحصار والمشكلات الاجتماعية، كما يعمل على تحسين المزاج، الذي يصير معتاداً على مشاهدة جمال أعماق البيئة البحرية»، مشيراً إلى أن سكنه في مخيم الشاطئ للاجئين الذي يقع بالقرب من البحر، زاد من تعلّقه به، وسهّل من وصوله إليه يومياً.
وعمل مقداد برفقة صديقه الغواص رامي سكيك، على إنشاء مجموعة مختصة عبر منصة «فيسبوك» الاجتماعية، حيث جمعا من خلالها أكبر عدد من هواة الصيد والغوص في غزة، وبدأوا في التواصل معهم لتنسيق أنشطة مشتركة، ولتبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بالبحر وبيئته، ويوضح أن أفضل وقت للغوص هو النهار؛ لأن الضوء يكون منعكساً على المياه والعُمق يكون منيراً، كما أن حركة الأسماك تكون أسرع، ومشاهدتها بهذا الشكل، لها نكهة مختلفة ومتعة خاصة، حسب وصفه.
ويختم مقداد بالإفصاح عن طموحه الذي يتمنى فيه، أن يكون قادراً في المستقبل على السفر خارج البلاد، للمشاركة في بطولات «الغوص» الدولية باسم فلسطين، كما أنه يتطلع لتأسيس اتحاد فلسطيني خاص يهتم برياضة الغوص وهواة البحر ليكون قادراً فيما بعد على تنفيذ أنشطة وفعاليات خاصة.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».