كيف يؤثر «فيروس كورونا» على خصوبة الرجال؟

رجل مصاب بكورونا يتلقى العلاج في مستشفى بالبرازيل (أ.ف.ب)
رجل مصاب بكورونا يتلقى العلاج في مستشفى بالبرازيل (أ.ف.ب)
TT

كيف يؤثر «فيروس كورونا» على خصوبة الرجال؟

رجل مصاب بكورونا يتلقى العلاج في مستشفى بالبرازيل (أ.ف.ب)
رجل مصاب بكورونا يتلقى العلاج في مستشفى بالبرازيل (أ.ف.ب)

خلصت دراسة حديثة إلى أن «فيروس كورونا» قد يضرّ الخصيتين عند الرجال، حتى لو لم يُصِبهما مباشرة.
ولم يجد الباحثون في جامعة تافتس وكلية غونغي للطب في الصين سوى القليل من الأدلة على تأثير «فيروس كورونا» المباشر على الخصيتين عند الرجال، لكنهم وجدوا تلفاً يمكن أن يضر الخصوبة في عدة أنواع من خلايا الخصية، وفقاً لتقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وكانت أكثر التغيّرات المزعجة التي وجدوها عند الرجال الذين أصيبوا بـ«كورونا» تتمركز في الأنابيب المنوية، وهي هياكل صغيرة في الخصيتين تنتج وتحافظ على الحيوانات المنوية. ووجد العملاء «تضخماً» هناك، مما يعني إمكان التمدُّد والتشوُّه.
وأشار العلماء إلى أن ذلك قد يؤدي إلى «انخفاض أو حتى غياب إنتاج الحيوانات المنوية لدى المرضى الذين تعافوا من (كورونا)»، وذلك بحسب تقرير في مقال لمجلة «أورولوجي» الأوروبية.
وحتى الآن، لم تجد الدراسات «فيروس كورونا» في السائل المنوي، ولكن نظراً لأن بعض الخلايا في الخصيتين لها مستقبلات «إيه سي 2 إي» التي تسمح للفيروس بمهاجمة خلايا الرئة، تم تحذير الرجال من التبرع بالحيوانات المنوية.
واقترحت بعض الدراسات أن هذه المستقبلات قد تجعل الخصيتين «خزاناً» للفيروسات التاجية.
ومع ذلك، تشير أحدث دراسة إلى أن العدوى الفعلية قد لا تكون هي الطريقة التي يتسبب بها الفيروس التاجي في إتلاف الخصيتين.
وأخذ الباحثون عينات من أنسجة الخصية من 12 رجلاً ماتوا بسبب «كورونا»، واختبروها بالإضافة إلى أنسجة من الرئة، بحثاً عن الفيروس التاجي. وتبين أن عشرة من أصل 12 شخصاً كانوا مصابين بـ«كورونا» في رئاتهم، لكن واحداً فقط كان لديه الفيروس في خصيتيه. وأوضح العلماء أن «هذا المريض كان يعاني من حمى فيروسية عالية وكانت رئته وكليته والطحال، بالإضافة إلى الخصية، مصابة بالفيروس».
ومع ذلك، كانت هناك علامات أخرى على الآثار الخبيثة للفيروس. وعلى وجه التحديد، رأى العلماء من خلال فحص المجهري للأنسجة تضخماً لما يسمى خلايا «سيرتولي»، التي تساعد في نمو الحيوانات المنوية في الأنابيب المنوية. وقد تؤدي هذه التشوهات في الخلايا إلى إعاقة إنتاج الحيوانات المنوية السليمة.
وكان لدى الرجال المصابين بـ«كورونا» أيضاً عدداً أقل من خلايا «لايديغ» التي تضخّ الهرمونات اللازمة في إنتاج الحيوانات المنوية.
ويخشى الباحثون من كون الضرر الموجود في هذه العينة الصغيرة من المرضى يشير إلى أنه حتى الرجال الذين يتعافون من العدوى قد يعانون من مشكلات الخصوبة في وقت لاحق.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».