هل سأعيش أطول؟ هذا التمرين يخبرك عن صحتك المستقبلية

الطبيب ميشيل موسلي يقوم بالتمرين على أحد المقاعد الرياضية (ديلي ميل)
الطبيب ميشيل موسلي يقوم بالتمرين على أحد المقاعد الرياضية (ديلي ميل)
TT

هل سأعيش أطول؟ هذا التمرين يخبرك عن صحتك المستقبلية

الطبيب ميشيل موسلي يقوم بالتمرين على أحد المقاعد الرياضية (ديلي ميل)
الطبيب ميشيل موسلي يقوم بالتمرين على أحد المقاعد الرياضية (ديلي ميل)

كم من الوقت يمكن أن تقف على قدم واحدة؟ الإجابة على هذا السؤال وعدة أسئلة شبيهة يمكن أن تكون مؤشراً قوياً على صحتك، وهل ستعيش عمراً أطول؟

اختبار الكرسي
يقول الطبيب ميشيل موسلي، في مقال لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن هناك عدة اختبارات شبيهة يمكن للشخص أن يقوم بها في دقيقة واحدة، مثل الانحناء على كرسي بدون مساند، ومعرفة كيف يمكنك الانتقال من الجلوس إلى الوقوف في دقيقة واحدة.
ووجد الباحثون، الذين بدأوا دراستهم في عام 1999، أن المشاركين الذين تمكنوا من القيام وقوفاً في الاختبار السابق أكثر من 36 مرة في دقيقة واحدة كانوا على الأرجح على احتمالية للعيش فترة أطول لمدة 13 عاماً مقارنة بأولئك الذين تمكنوا من القيام بذلك فقط 23 مرة.

قبضة اليد
أحد المؤشرات المهمة على الصحة المستقبلية هو قوة قبضة اليد، الذي ترتبط أيضاً بالقوة العقلية.
في دراسة حديثة أجريت على ما يقرب من نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، وجد باحثون من جامعة مانشستر أن أولئك الذين لديهم أفضل قوة في قبضة اليد كان لديهم أداء أفضل أيضاً عبر مجموعة واسعة من اختبارات الدماغ. وشملت هذه وقت رد الفعل، والقدرة المنطقية على حل المشكلات والكثير من الاختبارات المختلفة للذاكرة.
وتعد الطريقة الوحيدة الدقيقة لقياس قوة قبضة اليد جهاز «دينامومتر» مخصص لقياس قوة قبضة اليد، وتباع عبر الإنترنت بسعر 30 جنيهاً إسترلينياً. ويتمكن الجهاز من قياس قوة قبضة اليد بعد القبضة عليه لمدة خمس ثوان تقريباً، وتظهر القوة على شاشة الجهاز بالكيلوغرام.

وتعد القبضة القوية لرجل في الستين من عمره 55 جغم، وتكون النتيجة سيئة إذا كانت قوة القبضة أقل من 29 كغم بالنسبة للرجال، أما النساء فتعد القبضة ضعيفة إذا كان قياسها أقل من 16.

تمارين الضغط
كما تعد تمارين الضغط مؤشراً قوياً على قوة الجزء العلوي من الجسم، وكذلك صحة القلب.
في دراسة أجراها باحثون من كلية هارفارد للصحة العامة، طُلب من 1000 رجل إطفاء في أوائل الأربعينيات القيام بأكبر عدد ممكن من عمليات الضغط في غضون دقيقة. عندما شوهد الرجال أنفسهم بعد 10 سنوات، اتضح أن أولئك الذين تمكنوا من إجراء 40 عملية ضغط أو أكثر في الاختبار السابق كانوا أقل عرضة بنسبة 96 في المائة للإصابة بنوبة قلبية من أولئك الذين تمكنوا من إجراء عشرة أو أقل.

ضربات القلب
يعد معدل ضربات القلب المنخفضة علامة أخرى للصحة العامة.
وأشارت الصحيفة البريطانية لطريقة قياس معدل ضربات القلب بوضع أصبعين من اليد اليمنى على اليد اليسرى، واحسب عدد الضربات في 15 ثانية، واضرب النتيجة في 4.

وجدت دراسة في السويد، حيث تابعوا 798 رجلاً لمدة 21 عاماً، أن أولئك الذين لديهم معدل ضربات قلب أكثر من 75 نبضة في الدقيقة في بداية الدراسة كانوا أكثر عرضة للوفاة مرتين من أولئك الذين لديهم معدل أقل من 60 نبضة في الدقيقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأشخاص الذين زادت معدلات ضربات قلبهم مع تقدمهم في العمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية، ربما لأنهم أصبحوا أكثر بدانة وأقل لياقة.
وتعني زيادة معدل ضربات القلب أثناء الراحة بمقدار عشر نبضات فقط في الدقيقة زيادة خطر الوفاة بنسبة 30 في المائة.
ونصح موسيلي بأن تلك الاختبارات السابقة يمكن تحسين نتائجها بقليل من التمرين، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات أو الجري أو التمارين الهوائية.



إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
TT

إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه

الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)

الشكل الإنساني بالسترة الحمراء والبنطال الرمادي، يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها ويمنحها أنفاس الحياة. رسمُ الفنان الأميركي أندرو سكوت ظاهرُه فكرةٌ واحدة، وفي عمقه ولّادٌ وغزير. بطلُه بشريٌ يُطلق سراح المحبوس ويُجرّده من سجّانه؛ وهو هنا إطار اللوحة. ذلك القادر على ضبطها والتحكُّم بمساحتها، ثم إحالتها على قدرها: معانقة الجدار. التحريك الطارئ على المشهد، يُعيد صياغته بمَنْحه تعريفاً جديداً. الحركة والفعل يتلازمان في فنّ أندرو سكوت، على شكل تحوّلات فيزيائية تمسّ بالمادة أو «تعبث» بها لتُطلقها في فضاء أوسع.

صبيُّ الفنان يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها (أندرو سكوت)

في ثلاثينه (مواليد 1991)، يمتاز أندرو سكوت بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار، ومَيْله إلى تفضيل الوسيط المُحطَّم، مثل الزجاج، وما يطمُس الخطّ الفاصل بين الموضوع وحدوده، فإذا بالإطار المكسور يستميل الناظر إليه ويوقظ سؤال الـ«لماذا»؛ جرَّار الأسئلة الأخرى.

تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك... يعود إلى «سنّ مبكرة من حياتي حين شغفني الفنّ وكوَّنتُ ذكريات أولى عن الإبداع بحبسي نفسي في غرفتي بعد المدرسة للرسم لساعات». شكَّلت عزلته الإبداعية «لحظات هروب من العالم»، فيُكمل: «بصفتي شخصاً عانيتُ القلق المتواصل، بدا الفنّ منفذاً وتجربة تأمّلية».

يمتاز بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار (أندرو سكوت)

لكنَّ الإنجاز الفنّي لم يكن دائماً جزءاً من حياته: «في سنّ الـ13 تقريباً، تضاءل شغفي بالرسم. هجرتُ قلمي حتى سنّ الـ28. طريقي إلى الفنّ طويلة ومتعرّجة. لـ10 سنوات عملتُ في كتابة الإعلانات، وخضتُ تجربة زواج فاشل. أدمنتُ المُخدِّر وواجهتُ تحدّيات أخرى. بُعدي عن الفنّ لـ15 عاماً، شكَّل أسلوبي».

تسلَّل عدم الرضا لتعمُّق المسافة بينه وبين الرسم: «شعرتُ بحكَّة إبداعية، ولم أكن متأكداً من كيفية حكِّها! التبس السبب وراء عجزي عن العودة إلى الرسم. تفشَّى الوباء وفقدتُ وظيفتي، لأقرر، هنا فقط، إحياء شغفي بالإبداع».

شخصيته أقرب إلى الانطوائية، باعترافه، ويفضِّل عدم الخوض في مسارات حياته، وإنْ لمحاولة التعمُّق في قراءة فنّه. ذلك يُفسّر تطلُّعَه إلى شهرته في مواقع التواصل، بأنها «أقرب إلى الشرّ الضروري منه إلى المتعة». فتلك المساحة المُضاءة تُشعره بأنه «فنان بدوام كامل»؛ يُشارك أعماله مع العالم. لكنَّ متعة هذا النشاط ضئيلة.

وماذا عن ذلك الصبي الذي يتراءى حزيناً، رغم ارتكابه فعلاً «حراً» بإخراج الإطار من وظيفته؟ نسأله: مَن هو صبيّك؟ فيجيب: «أمضيتُ فترات من الأحزان والوحدة. لم يحدُث ذلك لسبب. على العكس، أحاطني منزل العائلة بالأمان والدفء. إنها طبيعتي على الأرجح، ميَّالة إلى الكآبة الوجودية. أرسم الطفل ليقيني بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا جميعاً. جوابي على (مَن هو صبيُّك؟) يتغيَّر. على الأرجح إنه بعضي».

رغم سطوع الحزن، يتلألأ الأمل ويعمُّ في كل مرة يُكسَر الإطار لتخرج منه فكرة مضيئة. يؤيّد أندرو سكوت هذه النظرة. فالأُطر المكسورة تُشبه مرايا حياته. لسنوات ارتمى في الفخّ، ثم تحرَّر: فخّ العادة السيئة، الكسل، التأجيل، العجز، والتخبُّط. كسرُه الإطار إعلانٌ لحرّيته.

لعلَّ إعلان الحرّية هذا يشكّل إيماناً بالنهايات السعيدة ويجترح مَخرجاً من خلال الفنّ. فأندرو سكوت يفضِّل فناً على هيئة إنسانية، لا يركُن إلى الأفراح حسراً، لاستحالة ثبات الحالة النفسية والظرف الخارجي على الوضع المُبهج. يقول: «أحب تصوير الحالة الإنسانية، بنهاياتها الحلوة والمريرة. ليست كل الأشياء سعيدة، وليست أيضاً حزينة. أمام واقعَي الحزن والسعادة، يعكُس فنّي النضال والأمل».

وتُفسِّر فتنتُه بالتحوّلات البصرية ضمن الحبكة، إخراجَ الإطار من دوره الكلاسيكي. فالتفاعل مع الأُطر من منطلق إخضاعها للتحوّل البصري النهائي ضمن حبكة الموضوع، ولَّده «بشكل طبيعي» التفكير بمعرضه الفردي. يقول: «لطالما فتنتني المنعطفات البصرية في الحبكة. لم يتأثر أسلوبي بفنانين آخرين. أمضيتُ معظم حياتي خارج عالم الفنّ، ولم أكُن على دراية بعدد من فناني اليوم المعاصرين. بالطبع، اكتشفتُ منذ ذلك الحين فنانين يتّبعون طرقاً مماثلة. يحلو لي التصديق بأنني في طليعة مُبتكري هذا الأسلوب».

فنُّ أندرو سكوت تجسيد لرحلته العاطفية وتأثُّر أعماله بالواقع. يبدو مثيراً سؤاله عن أعمال ثلاثة مفضَّلة تتصدَّر القائمة طوال تلك الرحلة، فيُعدِّد: «(دَفْع)، أو (بوش) بالإنجليزية؛ وهي الأكثر تردّداً في ذهني على مستوى عميق. لقد أرخت ظلالاً على أعمال أخرى قدّمتها. أعتقد أنها تُجسّد الدَفْع اللا متناهي الذي نختبره نحن البشر خلال محاولتنا الاستمرار في هذا العالم».

يرسم الطفل ليقينه بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا (أندرو سكوت)

من المفضَّل أيضاً، «المقلاع»: «هي من الأعمال الأولى التي غمرها الضوء، ولها أمتنُّ. لقد شكَّلت تلك القطعة المُبكِرة كثيراً من نجاحي. أحبُّ رمزية المقلاع، فهي اختزال للبراءة والخطيئة في الوقت عينه».

ثالث المفضَّل هي «الغمّيضة»، أو «الاختباء والبحث»: «قريبة وعزيزة على قلبي لتحلّيها بالمرح. أراها تُجسّد نقاء الطفولة وعجائبها. إنها أيضاً اكتشاف مثير للاهتمام لشكل الإطار. فهو يرتكز عادةً، ببساطة، على مستوى واحد، وإنما هنا ينحني باتجاه الزاوية. أودُّ اكتشاف مزيد من الأفكار القابلة للتلاعب بالأشكال مثل هذه الفكرة».

هل تتأكّد، بهذا التفضيل، «مَهمَّة» الفنّ المتمثّلة بـ«حَمْل الرسالة»؟ رغم أنّ أندرو سكوت لا يعتقد بوجود قواعد عالمية في الفنّ، وإنما آراء شخصية فقط، يقول: «بالنسبة إليّ، الرسالة هي الأهم. ربما أكثر أهمية من مهارة الفنان. لطالما فضَّلتُ المفهوم والمعنى على الجمالية عندما يتعلّق الأمر بجودة الخطوط والألوان. أريد للمُشاهد أن يُشارك رسائلَه مع أعمالي. وبدلاً من قيادة الجمهور، أفضّل إحاطة فنّي بالغموض، مما يتيح لكل فرد تفسيره على طريقته».