العبيدي يكشف لأول مرة عن إمكانية إعدام قادة عسكريين بسبب سقوط الموصل

نائبة عن محافظة نينوى لـ («الشرق الأوسط») : ما زلنا ننتظر لجنة التحقيق

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي لدى استقباله قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن في مقر الوزارة ببغداد أمس (رويترز)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي لدى استقباله قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن في مقر الوزارة ببغداد أمس (رويترز)
TT

العبيدي يكشف لأول مرة عن إمكانية إعدام قادة عسكريين بسبب سقوط الموصل

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي لدى استقباله قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن في مقر الوزارة ببغداد أمس (رويترز)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي لدى استقباله قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن في مقر الوزارة ببغداد أمس (رويترز)

كشف وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، لأول مرة عن إمكانية تنفيذ أحكام إعدام بحق عدد من الضباط والقيادات العسكرية المسؤولة عن سقوط مدينة الموصل في 10 يونيو (حزيران) الماضي، بيد مسلحي تنظيم داعش. من ناحية ثانية، نفت عضو في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، تشكيل اللجنة البرلمانية الخاصة بسقوط الموصل حتى الآن.
وقال العبيدي في تصريحات، أمس، إن «القيادات العسكرية التي كانت لها علاقة بسقوط الموصل هي أصلا خارج الوضع العسكري الحالي، وكثيرون منهم أحيلوا للمحاكم، وقسم منهم سيحاكم غيابيا، وآخرون وجهت لهم تهمة الخيانة العظمى وعقوبتها تصل إلى الإعدام والحكم المؤبد، وهذا يشمل كثيرين من القيادات»، وتابع: «لا نريد ذكر الأسماء، لأن ذلك يعتبر تسريبا ويمكن أن يساعدهم على الهروب من البلد»، لافتا إلى أن «جزءا من هذه القيادات رهن الاعتقال».
وعن التغييرات التي أجريت أخيرا في قيادات عسكرية بوزارة الدفاع، قال العبيدي، إن «القرار كان مشتركا من وزير الدفاع ورئاسة أركان الجيش والقائد العام للقوات المسلحة»، نافيا «وجود أي ضغوط من الجهات السياسية في هذا التغيير أو أي تدخل في هذا الجانب، بل هناك عزم على استشارتها في اختيار القيادات الأخرى»، وأضاف أن «قرار التغيير كان سريعا، وكانت لدى الكتل والقيادات السياسية فكرة في اختيار معظم الضباط البدلاء والموافقة على هذا الاختيار»، مشيرا إلى عزمه على «عرض أسماء هذه القيادات أمام البرلمان للتصويت عليها، وهذه مسألة دستورية محترمة ولا بد من الالتزام بها».
وحول مراعاة قرار تغيير القيادات العسكرية وتعيين آخرين بدلا عنهم بقضية التوازن بين مكونات الشعب، أكد وزير الدفاع ذلك بالقول إن «تشكيل القطاعات العسكرية الجديدة يراعي هذه المسألة، وخصوصا في الفرقة 19 الجديدة التابعة للجيش العراقي (التي ستتولى مهام تحرير مدينة الموصل)»، لافتا إلى أن «من الطبيعي أن يكون التطوع الجديد من مناطق معينة ومن أبناء المنطقة، ولكن لاحظنا وجود حماس وإصرار لدى كثيرين على المشاركة في تحرير مناطق العراق كافة».
وحول خسائر العراق منذ سقوط مدينة الموصل بيد مسلحي «داعش»، قال وزير الدفاع، إن «خسائر الدولة العراقية منذ سقوط الموصل إلى قبل نحو شهر بلغت 27 مليار دولار على مستوى التجهيز والتسليح وكل ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية والمدنية»، مشيرا إلى أن «قسما من الأسلحة بعد أحداث 10 يونيو دمرت لكن الأغلبية العظمى منها أصبحت بيد (داعش)، وهي تعود لفرق عسكرية ومبالغها ضخمة جدا».
وعن إمكانية تحديد سقف زمني لتحرير مدينة الموصل، اكتفى العبيدي بالقول: «ما يحتاج له ذلك أمر خاضع لما يتوافر له من مستلزمات المعركة من عتاد وموارد بشرية وغيرها».
وبشأن تلميحات الإدارة الأميركية بحاجة العراق إلى قوات برية، قال العبيدي: «لدينا نية بتحرير العراق بأيدي عراقية، ونحن في طور بناء هذه القوات، وقبل أيام تم تخريج لواءين في محافظة ذي قار، وهناك 3 ألوية أيضا تخرجت في الوقت نفسه في مناطق أخرى ونحن في صدد بناء قوى أخرى، وهي التي ستساهم في تحرير مدن العراق جميعا».
من جهتها، أكدت عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى انتصار الجبوري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن نحو 90 نائبا جمعوا توقيعات لتشكيل لجنة تحقيق بشأن تداعيات سقوط الموصل، فإن هيئة الرئاسة لم تصدر حتى الآن أمرا ديوانيا بتشكيلها، ولم نبلغ حتى الآن بها»، مؤكدة أن «البرلمان انشغل طوال الفترة الماضية بأمور التوافقات السياسية التي أدت إلى تشكيل الحكومة ومن بعدها المناصب والمواقع وكيفية توزيعها ومن ثم اللجان البرلمانية التي لا تزال بعضها غير مكتملة، وبالتالي لم تعط قضية الموصل برغم إنها السبب الحقيقي لكل ما حصل من تداعيات وما سمي بعدها بالأولوية التي تستحقها». وأوضحت الجبوري، أن «الحديث عن مسؤولية بعض القيادات العسكرية ثابت وفيه أدلة، وبالتالي الأمر يحتاج إلى سرعة في التنفيذ لأن من غير المنطقي ألا تتم محاسبة قيادات ألقت رتبها العسكرية في الشوارع وهربت».
وبشأن التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، أخيرا بشأن وجود اتفاق سياسي لتسليم الموصل من دون قتال، عبرت انتصار الجبوري عن استغرابها من هذه التصريحات، كون «المالكي هو المسؤول الأول والأخير عن ذلك بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، وبالتالي، بدلا من أن يتحدث كما لو كان خارج الصورة، فإنه هو من يجب أن يسال عن مثل هذه الأمور سواء كانت مؤامرة أم اتفاقا أم خيانة، وعليه بالتالي مصارحة الشعب والكشف عن المسؤولين عما يكرره من قول بين فترة وأخرى».
في السياق نفسه، أكد الخبير العسكري، أحمد الشريفي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المشكلة التي اتبعها المالكي طوال فترة حكمه هي أنه دعم شخصيات فاسدة في المؤسسة العسكرية لم تتمكن من الوقوف مع البلد في اللحظة التي احتاجتها البلاد عندما تعرضت للعدوان»، وأضاف الشريفي، أن «المحاسبة أمر مطلوب لضمان الأداء العسكري والأمني السليم سواء على مستوى الدفاع أو الداخلية من أن يدرك الجميع أن هناك رصدا ومساءلة، بل ومحاسبة بعيدا عن الاستهداف السياسي».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.