روسيا تسجل صعوداً جديداً في الإصابات المؤكدة بـ«كوفيد ـ 19»

توقعات بتزايد الأعداد مع إطلاق حملة واسعة للفحص المجاني في موسكو

طبيب روسي يهنّئ مواطنا عمره 100 عام تعافى من كورونا بموسكو أمس (أ.ب)
طبيب روسي يهنّئ مواطنا عمره 100 عام تعافى من كورونا بموسكو أمس (أ.ب)
TT

روسيا تسجل صعوداً جديداً في الإصابات المؤكدة بـ«كوفيد ـ 19»

طبيب روسي يهنّئ مواطنا عمره 100 عام تعافى من كورونا بموسكو أمس (أ.ب)
طبيب روسي يهنّئ مواطنا عمره 100 عام تعافى من كورونا بموسكو أمس (أ.ب)

سجلت روسيا أمس استئنافا للمنحى التصاعدي للإصابات بفيروس كورونا بعد تراجع ملموس خلال اليومين الماضيين، وتجاوز عدد الإصابات المؤكدة حاجز العشر آلاف إصابة مجددا، وسط تنبيه السلطات إلى ضرورة عدم التسرع بإطلاق توقعات متفائلة، فيما انطلقت حملة واسعة في العاصمة الروسية لإجراء فحوص مجانية للمواطنين على نطاق واسع، ما دفع إلى توقع قفزات في أرقام الإصابة خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت غرفة العمليات الخاصة بمحاربة انتشار فيروس كورونا في روسيا، أنها سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية 10598 إصابة جديدة بالعدوى، ليصبح إجمالي عدد الحالات المؤكدة التي تم رصدها في البلاد 262843، في تطور لافت بالمقارنة مع تسجيل اقل من عشرة آلاف إصابة في اليومين الماضيين. كما شهدت حصيلة الوفيات خلال يوم واحد صعودا مماثلا، بتسجيل 113 خلال الـساعات الـ24 الماضية، في مقابل 93 في اليوم السابق. وبلغ إجمالي الوفيات في روسيا 2418 حالة. وتماثل 4696 شخصا للشفاء من كورونا خلال اليوم الأخير، ليصل إجمالي عدد المتعافين إلى 58226 شخصا.
ودفعت الحصيلة الأخيرة إلى تقليص التوقعات بتجاوز مرحلة الذروة. وأعلن دينيس بورتسينكو، كبير الأطباء في مستشفى «كاموناركا» المتخصص برعاية مرضى كورونا، أنه «من المبكر الحديث عن التفاؤل»، لكنه لفت إلى أهمية وصول روسيا إلى مرحلة استقرار على صعيد الجاهزية الطبية. وقال إن روسيا «لم تواجه خيارات صعبة مثل تلك التي واجهتها بلدان أخرى، لجهة ضرورة اختيار بين المرضى المحتاجين لأجهزة التنفس الاصطناعي وحرمان آخرين».
تزامن ذلك مع إعلان سلطات موسكو عن إطلاق حملة واسعة لإجراء فحوص مجانية للمواطنين. وأعلن عمدة العاصمة الروسية موسكو، سيرغي سوبيانين أن حكومة المدينة «جهزت مختبرات آلية لتحليل الدم لكشف الأجسام المضادة لفيروس كورونا، عبر تقنية المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط». وأضاف سوبيانين أن قدرة نظام الفحوصات في المدينة الذي بدأ أمس، سوف تصل أواخر مايو (أيار) ذروتها، عبر النجاح بإجراء 200 ألف تحليل يوميا. وذكر أن معطيات الفحوص التي سيتم إجراؤها لدى سكان موسكو ستمثل أساسا لتقدير إمكانية تخفيف القيود العامة المفروضة بسبب تفشي فيروس كورونا، مضيفا أن سلطات المدينة ستضع آلية خاصة لنشر نتائج التحاليل بشكل سريع.
وتعتبر موسكو أكبر بؤرة لتفشي الوباء في روسيا، حيث سجلت في المدينة 130716 إصابة مؤكدة بالمرض، و1290 وفاة و23327 حالة شفاء. ورأى خبراء روس أن إجراء الفحوص على نطاق واسع سوف يسفر عن قفزة واسعة في عدد الإصابات المؤكدة، لكنه يمنح السلطات في المقابل فرصا أكبر لتحديد دقيق لمستويات الانتشار وأبرز مناطقه، ما يساعدها في فرض تدابير محددة وفقا للمناطق الجغرافية ومستوى الخطر فيها، كما يساعد على تخفيف الإجراءات في مناطق أخرى.
في غضون ذلك، أعلنت هيئة المراقبة وحماية المستهلك الروسية أن السلطات الصحية في البلاد أجرت حتى الآن 6.4 مليون اختبار للكشف عن فيروس كورونا. وقالت هيئة المراقبة في بيان، إن 256 ألف شخص يخضعون حاليا للإشراف الطبي بسبب إصابتهم بالفيروس.
على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو خلال اجتماع أمس، لمجلس الأمن الروسي حضره الرئيس فلاديمير بوتين أن عدد المتعافين من فيروس كورونا في الجيش «بات يزيد على عدد المصابين». وقال الوزير إن هذه الحصيلة سجلت لليوم السابع على التوالي، لافتا إلى أنها تعكس «نجاحا كبيرا (..) وآمل أن يؤدي ذلك إلى بدء انخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا في القوات المسلحة الروسية يوميا». وكانت الوزارة أعلنت تسجيل آلاف الإصابات بين العسكريين الروس، وطلاب المعاهد العليا التابعة لوزارة الدفاع.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».