حل جيني لإطالة عمر نبات الخس

قابلية أوراق الخس للتلف السريع تضر بقيمته (وزارة الزراعة الأميركية)
قابلية أوراق الخس للتلف السريع تضر بقيمته (وزارة الزراعة الأميركية)
TT

حل جيني لإطالة عمر نبات الخس

قابلية أوراق الخس للتلف السريع تضر بقيمته (وزارة الزراعة الأميركية)
قابلية أوراق الخس للتلف السريع تضر بقيمته (وزارة الزراعة الأميركية)

يحتل الخس مكانة مهمة في المائدة الرمضانية، فهو المكون الأساسي لطبق السلطة، ومع ذلك فإننا كثيرا ما نفاجأ عند الشراء بتحول بعض أوراقه إلى اللون البني، وهي المشكلة التي قطع فريق بحثي أميركي شوطاً كبيراً نحو حلها، وتم الإعلان أول من أمس عن هذا الحل في الموقع الإلكتروني لدائرة البحوث الزراعية بوزارة الزراعة الأميركية. ونجح الفريق البحثي من دائرة البحوث الزراعية في تحديد موقع الجينات المرتبطة بتدهور الخس الطازج بعد الحصاد، بما سيمكنهم من وضع حلول تعطي هذا المحصول المهم اقتصاديا عمرا تخزينيا أفضل. وتزرع الولايات المتحدة من الخس بما قيمته سنويا أكثر من 2.5 مليار دولار، مما يجعله واحدا من أفضل عشرة محاصيل قيمة للبلاد، لكن مشكلة قابليته للتلف قد تحد من القيمة الاقتصادية له.
ويحدث التلف بسبب تمزق الخلايا داخل أوراق الخس، مما يؤدي إلى التشبع بالماء وتغير لون حواف الخس بما يفسد قيمته ويقلل مدة صلاحيته، وفي محاولة لعلاج المشكلة يتم تغليف الخس في أكياس مع غاز النيتروجين لتقليل مستويات الأكسجين في الأكياس؛ لكن هذه الممارسات مكلفة، ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى مشاكل أخرى مثل الروائح، وعندما تقترن بدرجات حرارة تخزين عالية تعزز نمو البكتيريا اللاهوائية على الخس المعبأ.
ويقول الدكتور إيفان سيمكو، الباحث بوحدة تحسين وحماية المحاصيل بدائرة البحوث الزراعية في ساليناس بكاليفورنيا، «بدلاً من هذه الحلول المكلفة، والتي قد تكون لها آثار سلبية، لجأنا إلى الحلول الجينية، حيث وجدنا أن منطقة (الكروموسوم) التي تحتوي على جينات التدهور البطيء تحتوي أيضاً على أربعة جينات هي (Dm4 وDm7 وDm11 وDm44) ومنطقة حمض نووي واحدة (Dm4.2) ترمز لمقاومة العفن الفطري، أحد أمراض الخس الأكثر تكلفة»، مضيفاً: «هذا التجميع يشير إلى وجود ارتباط قوي بين واحد أو أكثر من الجينات الأربعة ومعدل التدهور في الخس، ويمكن استخدام الواسمات المعتمدة على الحمض النووي لتطوير خطوط تكاثر جديدة تكون معدلات التدهور فيها بطيئة».


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».