إسرائيل تدعو الأوروبيين إلى حجب المساعدات عن السلطة الفلسطينية

بحجة تمويل «منظمات إرهابية» أو التحريض على العنف

فلسطيني يصلي جالساً أمام ورشته الصغيرة في نابلس أمس (إ.ب.أ)
فلسطيني يصلي جالساً أمام ورشته الصغيرة في نابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تدعو الأوروبيين إلى حجب المساعدات عن السلطة الفلسطينية

فلسطيني يصلي جالساً أمام ورشته الصغيرة في نابلس أمس (إ.ب.أ)
فلسطيني يصلي جالساً أمام ورشته الصغيرة في نابلس أمس (إ.ب.أ)

في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية أنها منحت قرضاً للسلطة الفلسطينية في رام الله بقيمة 800 مليون شيكل (220 مليون دولار)، مارست وزارة الخارجية الإسرائيلية ضغوطاً على الاتحاد الأوروبي لكي يحجب مساعداته المالية عنها بحجة تشجيع الإرهاب.
وقالت الخارجية الإسرائيلية، في بيان لها أمس، إنها استدعت سفير الاتحاد الأوروبي في تل أبيب، عمنوئيل جوفرا، وطلبت منه إيضاحات عن برقية أرسلها الاتحاد لمنظمات فلسطينية، بزعم أنها «داعمة للتحريض والإرهاب». وقالت المسؤولة عن القسم الأوروبي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، آنا آزاري، لجوفرا في جلسة المساءلة، إن حكومتها «تعارض بشدة وقوة، سياسة الاتحاد بشأن تمويل ما زعمت أنها منظمات إرهابية، والتي تعد تصريحا للتحريض والمشاركة». وقالت إنها نقلت طلب وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، من الاتحاد الأوروبي أن «يوقف أي دعم مالي أو غير ذلك، لأي طرف يدعم الفصائل الفلسطينية بشكل مباشر أو غير مباشر».
وقد رد جوفرا بأن سياسة الاتحاد تنص على «عدم وجود أي عائق قانوني يمنع الفلسطينيين، الذين يتواصلون مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، من المشاركة في الأنشطة التي يرعاها الاتحاد، طالما أنهم لا يشاركون كممثلين عن المنظمة نفسها. وهناك آليات للمراقبة، تتأكد من أن جميع المعنيين يحققون أهدافنا المعتمدة فقط».
وكانت وزارة المالية الإسرائيلية قد أعلنت أنها ستبدأ غداً (الأحد)، في منح قرض على أقساط للسلطة الفلسطينيّة بقيمة 800 مليون شيقل، في محاولة للمساهمة في تسوية الأزمة المالية النقدية التي تصيبها من جراء أزمة كورونا. فقد أدّت هذه الأزمة إلى تراجع حاد في عائدات السلطة الفلسطينية، بما في ذلك عائدات المقاصة التي تجبيها إسرائيل للسلطة. ووفقاً لما أوضح وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، فإن القرض سيدفع على دفعات خلال الأشهر المقبلة، وذلك تجاوبا مع طلب وزير المالية الفلسطيني، شكري بشارة، الذي قال إن انخفاضا حادا طرأ على إيرادات الحكومة الفلسطينية بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، متوقعا أن يصل التراجع في هذه الإيرادات إلى 60 - 70 في المائة، وإنها تحتاج للدعم حتى تستطيع صرف الرواتب للموظفين قبيل عيد الفطر.
من جهة ثانية، كشفت مصادر فلسطينية أنه من مجموع 40 ألف عامل فلسطيني يُسمح لهم بالدخول للعمل في إسرائيل للمساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي، لم يدخل في الأسبوع الماضي سوى عشرة آلاف عامل. وقالت المصادر إنه «لم تعرف بعد أسباب الانخفاض الكبير في الأعداد، إلا أن شروط العمل في ظروف كورونا، منها ضرورة المبيت داخل الخط الأخضر إلى ما بعد رمضان، قد يكون لها تأثير على انخفاض النسبة». وأضافت أن هناك سببا آخر محتملاً، هو الخوف من كورونا حيث إن إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية تفيد بأن 79 في المائة من الإصابات الفلسطينية بالفيروس حصلت مع عمال بعد عودتهم من إسرائيل إلى الضفة الغربية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.