مورينيو والدموع والتحدي... قصة الثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان

موسم 2009 - 2010 أصبح جزءاً من الماضي لم يتكرر بعدما انتهت حقبة المدرب البرتغالي مع النادي الإيطالي

مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)
مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)
TT

مورينيو والدموع والتحدي... قصة الثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان

مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)
مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)

كان موسم 2009 - 2010 استثنائياً بالنسبة لنادي إنتر ميلان الإيطالي، الذي توّجه بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، على حساب بايرن ميونيخ الألماني، على ملعب «سانتياغو برنابيو» بهدفين دون ردّ. وقد شهدت هذه المباراة وما بعدها كثيراً من الصور والاحتفالات التي لا تُنسى، من جانب لاعبي إنتر ميلان، مثل المشهد الشهير للنجم الأرجنتيني دييغو ميليتو، وهو يركض نحو الجماهير فاتحاً ذراعيه، وخافيير زانيتي، وهو يضع كأس البطولة الأقوى في القارة العجوز على رأسه.
لكن خارج الملعب، كان هناك مشهد آخر سرق الأنظار من الجميع، فبينما توجه لاعبو إنتر ميلان إلى حافلة الفريق بعد نهاية المباراة، كان المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو يتجه نحو سيارة خاصة به، ثم قفز مباشرة نحو ماركو ماتيراتزي واحتضنه، قبل أن ينخرط الاثنان في البكاء. لقد صنع إنتر ميلان التاريخ في ذلك الموسم، بعدما أصبح أول نادٍ إيطالي يفوز بالثلاثية، المتمثلة في الدوري الإيطالي الممتاز، وكأس إيطاليا، ودوري أبطال أوروبا. والآن أصبح ذلك الموسم جزءاً من التاريخ، بعدما انتهت حقبة مورينيو مع النادي الإيطالي.
قد يكون من التعسف وعدم الإنصاف أن نلقي الضوء على تاريخ نادٍ عريق، مثل إنتر ميلان، من خلال موسم واحد، لكن موسم 2009 - 2010 قد يكون بمثابة استثناء لهذا الأمر، لأنه موسم استثنائي رائع شهد كثيراً من الأحداث المثيرة، علاوة على أن إنتر ميلان لم يفز بلقب الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا مرة أخرى منذ ذلك الحين. وبدأت قصة هذا الموسم الاستثنائي مع فترة الانتقالات الصيفية لعام 2009؛ حيث تعاقد إنتر ميلان مع عدد من اللاعبين الرائعين الذين لعبوا دوراً بارزاً في قيادة النادي للحصول على هذه الثلاثية التاريخية، كان أبرزهم ميليتو وتياغو موتا وصامويل إيتو وليسيو وويسلي شنايدر. وكان المدير الفني «الاستثنائي» جوزيه مورينيو قد وصل للنادي قبل ذلك بعام، ليقود النادي للحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز في أول موسم له على رأس القيادة الفنية للفريق. وكان النجاح المحلي سهلاً بالنسبة لإنتر ميلان منذ فضيحة التلاعب في نتائج المباريات، والمعروفة باسم «فضحية كالتشوبولي» في عام 2006. والتي أدت إلى هبوط يوفنتوس من الدوري الإيطالي الممتاز، وفرض عقوبات أخرى ضد ميلان وفيورنتينا ولاتسيو.
وفي الموسم الأول لمورينيو مع إنتر ميلان لم يكن هناك كثير من المؤشرات على أنه سيقود هذا النادي إلى آفاق ومستويات أعلى؛ حيث أنهى الفريق دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا في المركز الثاني خلف باناثينايكوس اليوناني، قبل أن يودع البطولة من دور الستة عشر. وكان المدير الفني البرتغالي قد طلب من مجلس إدارة النادي التعاقد مع جناحين على مستو عالٍ حتى يتمكن من اللعب بطريقة 4 - 3 - 3 التي ساعدته على تحقيق نتائج رائعة في تجربتيه السابقتين مع كل من بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنجليزي، لكن مانشيني وريكاردو كواريزما فشلا أن يكونا على مستوى التوقعات ولم يقدما الأداء المتوقع منهما.
وشهد الموسم التالي تغييرات خططية وتكتيكية كبيرة للغاية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو؛ كم من هذه «الثورة الخططية والتكتيكية»، إن جاز التعبير، كان مخططاً له مسبقاً؟ وكم منها كان ناتجاً عن الظروف التي مرّ بها الفريق؟ لقد كان مورينيو مُصراً على أن يلعب الفريق بطريقة الضغط العالي والمتواصل على الفرق المنافسة، وقال في تصريحات صحافية العام الماضي إن هدفه مع إنتر ميلان كان يتمثل في أن يجعل خط الدفاع يتقدم للأمام بنحو 20 متراً. وبالتالي، كان التعاقد مع المدافع البرازيلي لوسيو، الذي يتميز بالحركة المستمرة والقدرة على التمرير الدقيق، خطوة مدروسة من جانب المدير الفني البرتغالي، لكن يمكن القول إن الصفقات الأخرى التي أبرمها النادي في تلك الفترة كانت تخضع للفرص والظروف المتاحة.
لم يكن إنتر ميلان يرغب في التخلي عن خدمات العملاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي كان هدافاً للدوري الإيطالي الممتاز في موسم 2008 - 2009. لكن برشلونة قدم عرضاً للحصول على خدمات اللاعب مقابل 46 مليون يورو، بالإضافة إلى النجم الكاميروني صامويل إيتو، وبالتالي لم يتمكن النادي الإيطالي من رفض هذا العرض. ومع وصول ميليتو من جنوا، أصبح لدى مورينيو الآن مهاجمان من العيار الثقيل، في ظل وجود وفرة مالية لإبراز مزيد من التعاقدات من أجل تدعيم صفوف الفريق.
ووصل النجم الهولندي ويسلي شنايدر في 28 أغسطس (آب)، ودخل على الفور في التشكيلة الأساسية للفريق وقاده لسحق ميلان برباعية نظيفة بعد يوم واحد من وصوله النادي. وربما كان يتعين على مسؤولي إنتر ميلان أن يوجهوا الشكر مرة أخرى لنادي برشلونة، فبعدما حصل النادي الإيطالي على خدمات إيتو، فإن فوز العملاق الكتالوني بالثلاثية التاريخية في موسم 2009 قد أثار حفيظة منافسه التقليدي ريال مدريد، الذي فتح خزائنه وتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا، اللذين سبق لهما الفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وهو ما جعل النادي الملكي لا يعتمد بشكل دائم على كل من شنايدر والجناح الهولندي الطائر أريين روبن.
وبالتالي، تمكن إنتر ميلان من ضم لاعبين عالميين بأقل من سعرهم بكثير، وقد كان ذلك أمراً مهماً للغاية، لأن هؤلاء اللاعبين كانوا يمتلكون موهبة كبيرة للغاية من جهة، كما كانوا يرغبون في إثبات أنهم ما زالوا قادرين على العطاء، وأن الأندية التي تخلت عنهم كانت مخطئة من جهة أخرى. ومن الناحية التكتيكية، قام مورينيو ببعض الأخطاء في البداية؛ حيث بدأ الفريق الموسم باللعب بطريقة 4 - 3 - 1 - 2 مع التركيز على المهارات والقدرات الفردية لشنادير. صحيح أن الفريق حقق كثيراً من الانتصارات على المستوى المحلي، لكنه حقق نتائج كارثية على الصعيد الأوروبي، وظهر الفريق مهلهلاً من الناحية الدفاعية أمام الفرق الكبرى. وتعادل إنتر ميلان في أول 3 مباريات له في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وبدا وكأنه في طريقه للخروج من المسابقة، قبل أن يقدم شنايدر لمحات من مستودع موهبته الكروية في غضون 5 دقائق فقط، ويقود الفريق لتحويل تأخره بهدف دون رد للفوز بهدفين مقابل هدف وحيد على نادي دينامو كييف الأوكراني.
ومن الناحية النفسية، نجح مورينيو في مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. وكان الأسد الكاميروني صامويل إيتو قد رحل عن برشلونة بسبب عدم تنفيذه تعليمات المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا الذي كان يطالبه بأن يتخلى عن اللعب في مركز قلب الهجوم لإعطاء مساحة أكبر للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. ومع ذلك، تمكن مورينيو من إقناع إيتو بنفس الأمر؛ حيث كان النجم الكاميروني يتجه للعب ناحية اليسار، في ظل اعتماد الفريق على طريقة 4 - 2 - 3 - 1.
وفي ذلك الحين، كان الفريق يعاني بقوة، فخلال الفترة بين 16 يناير (كانون الثاني) و10 أبريل (نيسان)، لم يحقق الفريق الفوز إلا في 5 مباريات فقط، من أصل 14 مباراة لعبها في الدوري الإيطالي الممتاز، في الوقت الذي كان يغرد فيه روما منفرداً في صدارة جدول الترتيب. ومع ذلك، كان الفريق يتمتع بروح التحدي والإصرار، وهي الروح التي ساعدت النادي على التغلب على أوجه القصور الأخرى. ويمكن القول إن مورينيو كان المدير الفني المناسب في الوقت المناسب للاعبين من أمثال شنايدر وإيتو، بالإضافة إلى غوران بانديف، الذي ضمه النادي في فترة الانتقالات الشتوية من لاتسيو، بعدما تم تجميده من رئيس النادي. وأشار مورينيو إلى أن نادي إنتر ميلان، الذي كان قد فاز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز في المواسم الأربعة السابقة، كان يقاتل ضد ما أسماه بـ«القوى الغامضة للتحيز المؤسسي».
وهاجم المدير الفني البرتغالي «سوء السلوك الفكري» لوسائل الإعلام الإيطالية، وأشار إلى أن يديه مصفدة بالأغلال بعد القرارات التي صدرت ضد إنتر ميلان عقب مباراته أمام سامبدوريا. وعلاوة على ذلك، كان دائماً ما يوجه انتقاداته اللاذعة لمسؤولي الدوري الإيطالي الممتاز بلا هوادة، لدرجة أنه كانت هناك تقارير تشير إلى أن الحكام قد هددوا بمقاطعة مباريات إنتر ميلان بسبب مورينيو.
لقد كان مورينيو يحاول من خلال هذه الطريقة أن يرفع الضغوط من على كاهل لاعبيه، وأن يساعدهم على التركيز على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب، على أن يتولى هو كل شيء خارجه. وقال شنايدر إنه «سيقتل ويموت» من أجل مورينيو، كما قال ديان ستانكوفيتش إنه «سيلقي بنفسه في النار» إذا طلب منه المدير الفني البرتغالي ذلك. أما الأسد الكاميروني صامويل إيتو فجاء رده داخل المستطيل الأخضر، ويكفي أن نعرف أنه لعب في مركز الظهير لأكثر من ساعة بعد طرد تياغو موتا في مباراة الإياب لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة على ملعب «كامب نو».
ويجب أن نشير أيضاً إلى أن الحظ قد وقف إلى جانب إنتر ميلان في ذلك الموسم، نظراً لأن ثورة بركان «إيافيالايوكل» الآيسلندي قد أجبر برشلونة على السفر إلى ميلانو بالحافلة لخوض مباراة الذهاب، وهو الأمر الذي أدى إلى إرهاق لاعبي الفريق الكتالوني، الذي خسر المباراة بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد.
لكن هذا لا يقلل من المجهود الرائع الذي بذله هذا الفريق في ذلك الموسم الاستثنائي، خاصة عندما نعرف أن التاريخ الحديث لإنتر ميلان يعاني من أوجه قصور واضحة ونتائج هزيلة عندما تتزايد الضغوط، ويكفي أن نعرف أن إنتر ميلان هو الفريق الذي خسر لقب الدوري الإيطالي الممتاز في اليوم الأخير من عام 2002. وهو الفريق الذي لم ينافس مطلقاً على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا خلال فترة رئاسة ماسيمو موراتي الممتدة على مدار 15 عاماً، على الرغم من الإنفاق الضخم على انتقالات اللاعبين.
لقد نجح إنتر ميلان بقيادة مورينيو في كسر هذه الصورة النمطية، وبات الفريق يحقق أفضل النتائج في أصعب الظروف، والدليل على ذلك أنه على الرغم من طرد شنايدر بعد مرور 26 دقيقة فقط من مباراة الفريق أمام ميلان في شهر يناير من ذلك الموسم، فإن إنتر ميلان قد فاز في هذه المباراة بهدفين دون رد.
وفي أبريل، عندما وجد الفريق نفسه مهدداً بالخروج من المنافسة على درع الدوري، بينما كان متعادلاً بدون أهداف حتى الدقيقة 75 من مباراته أمام يوفنتوس، الذي عاد للخلف ليلعب بدفاع محكم مكون من فابيو كانافارو وجورجيو كيليني، ومن خلفهما الحارس العملاق جيجي بوفون، تمكن مايكون من فكّ طلاسم دفاعات «السيدة العجوز» بتسدية صاروخية، محرزاً هدفاً من أفضل أهداف ذلك الموسم، ليستعيد الفريق فرصه في المنافسة ويحصد اللقب في نهاية المطاف، في موسم استثنائي شهد حصول الفريق على الثلاثية التاريخية.
بعد الإنجاز التاريخي مع إنتر ميلان، رحل المدير الفني البرتغالي عن النادي الإيطالي، وانضم مورينيو إلى ريال مدريد. وبعد دموع الفرح مع الفريق الإيطالي، بدأ المدرب البرتغالي رحلة أخرى في إسبانيا حفلت بالأفراح، وأيضاً بالأحزان. مورينيو كشف مؤخراً أنه بكى عندما أخرج فريق بايرن ميونيخ الألماني في 2012 ريال مدريد، الذي كان يدربه وقتها، من دوري أبطال أوروبا. وقال مورينيو: «هذه الليلة هي الوحيدة التي بكيت فيها بعد مباراة في كرة القدم». وأضاف: «أتذكرها جيداً، أنا وأيتور كارنكا (مساعد مورينيو)، أوقفنا السيارة أمام منزلي وبكينا».
وأكد: «كان من الصعب تقبل الهزيمة، خاصة أنه في هذا الموسم 2011 - 2012 كنا أفضل فريق في أوروبا». ويصادف مطلع الأسبوع الماضي مرور 8 سنوات، منذ أنهى مورينيو سيطرة فريق برشلونة، بقيادة جوسيب غوارديولا، على كرة القدم في إسبانيا، من خلال الفوز بلقب الدوري بعدما حصد 100 نقطة، وهو رقم قياسي. ولكن مورينيو أيضاً كانت أمامه فرصة للفوز بما كان يمكن أن يكون اللقب العاشر لريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، ولكنه خسر بركلات الترجيح أمام بايرن ميونيخ في الدور قبل النهائي؛ حيث أهدر كل من كريستيانو رونالدو وكاكا وسيرخيو راموس ركلات الترجيح التي قاموا بتسديدها.
وقال مورينيو: «هذه أيضاً كرة قدم. كريستيانو، كاكا، سيرخيو راموس، إنهم وحوش في كرة القدم، لا يوجد شك في هذا. ولكنهم أيضا بشر». وعن التفكير في الفوز بالدوري الإسباني، قال مورينيو: «كان هذا لقبي الثالث، إذا أبعدنا البرتغال. أردت الفوز بألقاب الدوري في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا. وما زلت المدرب الوحيد الذي فعل هذا».


مقالات ذات صلة

جمهور الأهلي المصري يطالب بـ«تجديد الدماء» وإبعاد «مهدري الفرص»

رياضة عربية وسام أبو علي لاعب الأهلي  (حساب الأهلي على فيسبوك)

جمهور الأهلي المصري يطالب بـ«تجديد الدماء» وإبعاد «مهدري الفرص»

ارتفع صوت جماهير الأهلي المصري غاضباً عقب خسارة الفريق أمام باتشوكا المكسيكي، في قبل نهائي كأس القارات للأندية لكرة القدم.

محمد عجم (القاهرة )
رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى منتخب الكويت ودياً (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر مجدداً أمام لبنان

واصل منتخب لبنان لكرة القدم عروضه الجيدة بتحقيق الفوز على نظيره الكويتي بنتيجة 2-0 في المباراة الودية الثانية التي جمعت الفريقين على ملعب نادي قطر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
رياضة عالمية بولونيا هزم فيورنتينا في الدوري الإيطالي (د.ب.أ)

الدوري الإيطالي: بولونيا يُسقط فيورنتينا

توقف مسلسل انتصارات فيورنتينا عند 8 على التوالي وذلك بسقوطه على أرض بولونيا.

«الشرق الأوسط» (بولونيا)
رياضة عالمية باير ليفركوزن سيواجه كولن في كأس ألمانيا (أ.ب)

«كأس ألمانيا»: القرعة تضع ليفركوزن في مواجهة كولن

يستضيف فريق باير ليفركوزن، حامل لقب بطولة كأس ألمانيا لكرة القدم، جاره كولن في دور الثمانية للمسابقة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عربية منتخب الإمارات يستعد لـ«خليجي 26» (منتخب الإمارات)

الإمارات تعول على كتيبة من لاعبي الجزيرة استعداداً لـ«خليجي 26»

يعول باولو بينتو، مدرب الإمارات، على ثنائي هجومي وحيد، إضافة لكتيبة من لاعبي الجزيرة المنافس في دوري المحترفين الإماراتي لكرة القدم لخوض منافسات «خليجي 26».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».